جميع الأطراف المُغيبة لسان حالها واحد: فلتحارب مصر نيابة عن الفلسطينيين. وليتصارع الإخوة الأعداء حماس وفتح على حساب شعبهم وليذهب المصريين ضحية غباء التقاتل بين الإخوة الأعداء. في أغلب برامج الإعلام العربي عندما يستضيفوا أحد المتكلمين الذين يكنون عداء للعقل ويفكرون بعقول غير عقولهم أشبه ما تكون بعقلية قرون الظلام تجد هذه الجملة متكررة على لسانهم وكأنها quot;عَلكةquot; يستسيغ طعمها المُسْكِر والمُغيب لعقليات السادة المذيعين المؤيدين، تلك العَلكة هي: quot;لتفتح مصر معبر رفح على مصراعيه ولتدع السادة الفلسطينيين يدخلوا ولا يرجعوا لبلادهم إلا بعد أن يحررها لهم العرب حتى أخر جندي ومواطن مصري بالتحديدquot;.
يا سادة يا كرام،هل تخيلتم القدس عاصمة لمصر؟


أو دار بخلدكم أن المسئولين المصريين والقيادة السياسية المصرية بصدد إنشاء عاصمة جديدة للبلاد في غزة؟
لماذا إلقاء اللوم على مصر وفتح المعابر حول فلسطين، والسادة القادة ـ المختارين من الشعب الفلسطيني ـ في غزة هم الذين جروا غزة إلى هذه الحرب الغير متكافئة؟


مَن يستطيع أن يُحارب فليتفضل مشكوراً دون اللجوء إلى طلب المعونة من الأخت الكبرى.
إن مصر ليست من خططها على المدى البعيد أو القريب أن تنشئ عاصمة عسكرية لها في غزة المحتلة من الجماعات الدينية المتصارعة.


الواعون من الشعب المصري يعرفون قيمة أنفسهم، وهم رغم العداء الظاهري في الأغاني التي تحض على كراهية إسرائيل وراء المطرب شعبان عبد الرحيم، إلا أن ساعة الجد ستجد أغلبهم يسعى جاهداً أن quot;يُكمل عشائه نوماًquot; كما يقول المثل الشعبي.
يا سادة يا كرام،


أصحاب الحناجر الداعية إلى وقفة جادة من مصر إليكم هذه القصة التي قصها لي أحد الضباط الاحتياط في الجيش المصري سابقاً حيث قال لي: إن أحد المشاركين الجدد في التدريبات العسكرية كان من quot;جماعة الإخوان المسلمينquot; المهللين دائماً في كل النقابات مطالبين بحل المشكلة الفلسطينية من خلال مصر، وعندما بدأت التدريبات العسكرية الروتينية الجدية، وبعد أول يوم من التمرينات الرياضية صرخ المُغيب قائلاً: quot;بلا حَرب، بلا نيلةquot;. هذا هو لسان حال شخص كان quot;عنجهياًquot; بعد أول يوم من التدريبات العسكرية، وليست حرب حقيقية.


bull;أية قوة هذه التي يمتلكها المتحدثين quot;العنجهيينquot; في وسائل الإعلام التي تعمل على التفرقة وتغييب شعوبنا العربية التي تتصارع فيما بينها على شكل حجاب النسوان؟
bull;ما هي إمكانات كثير من جيوش شعوبنا العربية لكي تستطيع أن تقف أمام التقدم التكنولوجي للولايات المتحدة الأمريكية ولية النِعَم للكثير مِن شعوبنا وصاحبة أساطيل الجيوش في بلادنا على مدار خريطتنا العربية وغيرها؟
bull;يا سادة لا نزال نعتمد كُلياً ـ تقريباً ـ في غذائنا ودوائنا على الولايات المتحدة الأمريكية، فلماذا نصرخ بطلب الحرب معهم وعليهم وهم سادتنا علمياً وتكنولوجياً؟


bull;يا سادة، رَحِمَ الرحمن مَن عرف قدر نفسه، أليس كذلك؟

الصحفيون الكرام والإعلاميون الأجلاء، فلتخلعوا أحذيتكم المستوردة المقدسة ولتضربوا زعماء حماس وحزب الله والمتشددين الدينيين والمتشدقين الذين جَرّوا ويجروا عالمنا العربي إلى الوراء.
وأخيراً هل تكفينا أسلحة اللسان والأحذية المقدسة لتصبح غزة عاصمة جديدة لمصر؟

مع تحياتي وأملي في عاصمة جديدة للتفكير بعيداً عن التغييب المتعمد لشعوبنا المطحونة.


أيمن رمزي نخلة
[email protected]