هذا التحليل يقوم على الوقائع المادية أكثر منه افتراضات احتمالية، فالدعم الايراني لحماس ليس سرا وهو أمر معلن للجميع، ولكن هل تقوم المخابرات الايرانية بتهريب السلاح بشكل مباشر عن طريق الانفاق الحدودية بين مصر وغزة؟

كما هو معروف ان المخابرات الايرانية استطاعت اختراق العالم العربي، ولديها أكبر محطة سرية للتجسس وممارسة التخريب في السودان بجوار مصر، ففي السودان أستطاعت ايران عن طريق علاقتها بالنظام ونجاحها عن طريق استغلال الوضع المادي للفقراء بتشييعهم وتجنيدهم كعملاء عقائديين لها، وبالتالي فقد أنشأت المخابرات الايرانية مركزا كبيرا لها في السودان تنطلق منه للممارسة انشطتها التخريبية ومتابعة خلاياها النائمة في المغرب وتونس والجزائر ومصر.


وعليه فأن اختراق المخابرات الايرانية للحدود المصرية ونقل السلاح من السودان وتهريبه عبر الانفاق عملية جدا سهلة خصوصا اذا علمنا علاقة ايران بتنظيم الاخوان المسلمون في مصر واستغلال المخابرات الايرانية للتعاطف حرس الحدود المصري مع القضية الفلسطينية واستغلال ظروفهم الاقتصادية الفقيرة واغراءهم بالاموال لشراء سكوتهم وغض نظرهم عن عملية نقل الاسلحة من السودان وتهريبها الى حماس، طبعا ويشترك في هذه العملية عناصر سودانية ومصرية وفلسطينية ويكون دور ايران التخطيط والاشراف ودفع اموال شراء الأسلحة.


لا أدري لماذا لاتنظر الجماهير العربية الى علاقة حماس والجهاد وحزب الله والاحزاب الشيعية العراقية والقاعدة ايضا مع ايران من منظور مبدئي اخلاقي ووطني وتقرأها على انها علاقة بالضد من مصالح اوطان هذه التنظيمات ومصالح العرب، وهي تعتبر في عرف السياسة علاقة عمالة مأجورة تخدم المخططات الايرانية للتغلغل داخل العالم العربي ومحاولة الهيمنة عليه واستغلال مأساة فلسطين من قبل ايران للمساومات السياسية واتخاذها كجسر للعبور عليها وتحقيق المكاسب على حساب أرواح الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، بأختصار ايران عدو خطير للعرب والمسلمين ومن يتعاون معها فهو ايضا يشترك بجريمة الخيانة والعداء لوطنه وللعرب والمسلمين!

خضير طاهر

[email protected]