خسرو علي أكبر من طهران: مازالت قضية حظر صحيفة كاركزاران التابعة لحزب quot;كوادر البناء quot; الإصلاحي والمقرب من الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، تتفاعل في الوسط الصحافي والاعلامي في ايران، فبعد مرور حوالي اسبوع من ايقاف هذه الصحيفة من قبل لجنة الرقابة على المطبوعات التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي بسبب نشرها بيان مختصر لتنظيم طلابي معارض وصف فيه حركة حماس بالمنظمة الارهابية، اعتبر رئيس تحرير الصحيفة مهران كرمي القرار بالمجحف وأشار الى موقف الصحيفة العلني والواضح في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وادانة الجرائم البشعة للكيان الصهيوني في غزة، وأضاف كرمي أن خطأ غير مقصود كان هو السبب في نشر مقاطع من بيان الادانة الذي اصدره مكتب ترسيخ الوحدة وكان مقررا ان لاتاخذ طريقها للنشر.
و جاء في البيان الذي صدر عن مكتب ترسيخ الوحدة ونشرته صحيفة كاركزاران في العدد 675 quot;إن حالة استيعاب وتحقيق الصلح لشعوب المنطقة هو مشروع لايسعى اليه حكام المنطقة،حكام لا يمكن تعريف هويتهم واستمراريتهم في الحكم الا باستمرار منطق الحرب، وهم يوظفون كل السبل المتاحة لهم من اجل ان تستمر الحروب.ان جرائم اسرائيل في غزة اليوم مدانة ومستنكرة بشدة وبنفس المستوى بالنسبة للجماعات الارهابية التي تحتمي برياض الأطفال والمستشفيات لتشن هجوما على الطرف المقابل يتسبب في قصف هذه الأماكن ووقوع أطفال ومدنيين ضحايا لهذه العمليات الاجرامية واللاانسانية quot;.
وقال غلام حسين كرباسجي الامين العام لحزب كوادر البناءquot;كاركزاران quot; أن الصحيفة كانت سباقة في نشر صور ومقالات وقصائد تتضامن مع الشعب اللسطيني في غزة وتدين الجرائم الاسرائيلية في غزة وليس من المعقول ان تغفل الرقابة الاف الكلمات التي دانت جرائم اسرائيل وتصدر قرارا على خلفية فقرات نشرت سهوا.
ويرى محللون للشأن الايراني أن توقيف صحيفة كاركزاران قد يكون ضمن مخطط يرمي الى تضييق الخناق على التيار الاصلاحي في ايران والحد من تأثيره في المجتمع الايراني، خصوصا وان التيار المحافظ يعاني من انقسام حاد في صفوفه وعدم الاتفاق على مرشح متفق عليه لانتخابات الرئاسة الايرانية في يونيو2009.
محرر سابق في صحيفة كاركزاران قال لايلاف ان قرار توقيف الصحيفة واحالة مسؤولين فيها الى القضاء لمحاكمتهم ليس عدلا لأنه مبني على خطأ غير مقصود وقد شهدنا أخطاء كارثية لصحف محسوبة على التيار المحافظ مر عليها المسؤولون مرور الكرام، وتعطيل الصحيفة يعني توقف 80 عنصرا من طاقم الجريدة، صحافيون لامهنة اخرى لديهم غير الصحافة.توقيف الصحف رفع معدل الصحافيين العاطلين عن العمل، ونسبة كبيرة من هؤلاء العاطلين يسعون للحصول على فرص في الصحافة الفارسية خارج ايران، لايواجه المجتمع الايراني ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية ولكنه سوف يواجه ظاهرة هجرة الكتاب والصحافيين اذا استمرت عمليات توقيف الصحف.
في المقابل أيدت صحف ومواقع شبه رسمية قرار توقيف صحيفة كاركزاران مثل صحيفة كيهان وموقع رجانيوز الذي قدم لائحة بالتهم الموجهة للصحيفة ومن ضمنها التضامن مع الرئيس الاميركي جورج بوش موقف الصحيفة من فعلة الزيدي وادانة سلوكه على لسان مواطنين عراقيين قدموا الشكر للرئيس الأميركي جورج بوش على تحريرهم من العهد الدكتاتوري.
ورغم اختلاف وجهات النظر بخصوص المواقف السياسية للصحيفة، الا ان المتفق عليه هو ان صحيفة كاركزاران تعد من أهم الصحف الايرانية في السنوات الأخيرة في مراعاة التقنيات الصحافية والأكثر اهتماما بالفكر الليبرالي والثقافة التنويرية في ايران.
التعليقات