روى تفاصيل المبادرة التي اعترضت عليها إسرائيل وقادة الحركة
أبو الغيط يتهم حماس بإفشال المساعي المصرية لإقرار التهدئة

نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت أيضاً لهجة الانتقادات الحادة المتبادلة بين قادة حركة quot; حماس quot; من جانب، والمسؤولين المصريين من جانب آخر، فقد اتهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حركة quot; حماس quot; الفلسطينية بإفشال جهود القاهرة التي كانت تستهدف إقرار تهدئة في قطاع غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وحذر أبو الغيط من عواقب الانقسام في الصف الفلسطيني وقال إنه إذا استمر هذا الانقسام فسوف نرى دولتين فلسطينيتين، وقال الوزير المصري: quot; نحن صرحنا بهذا الكلام للإسرائيليين من خلال سفيرنا في إسرائيل، واستدعينا السفير الإسرائيلي وأبلغناه بهذا، والحديث كله أن إسرائيل قامت بعملية لا تعي كيف تخرج منها quot; .

وأعرب أبوالغيط عن أسفه quot;إزاء محاولات إجهاض هذه المساعي المصرية بإطلاق عشرات الصواريخ بشكل يقال إنه استفزاز لناquot; خصوصا أن الإسرائيليين كانوا جاهزين ويعدون العدة لقصف غزة .

وطالب أبوالغيط قيادة حماس بأن quot;تزن الأمور بميزان من ذهب لأن الموجود في الميزان حالياً هو مستقبل الشعب الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية، وقال quot;يجب عليكم أن تعوا أن استمرار هذا الوضع وهذا الانقسام لن يقود إلا إلى المزيد من الخسائر للقضية الفلسطينيةquot;، على حد تعبيره .

وجدد وزير الخارجية المصري المطالبة بوقف الأعمال العسكرية الإسرائيلية ووقف إطلاق الصواريخ من قبل حماس، واستعادة التهدئة وفتح المعابر، والعمل على تشكيل الموقف الفلسطيني الداخلي وحكومة وحدة وطنية، وأن تعود السلطة الفلسطينة موحدة ويجد الشعب الفلسطيني نفسه في وضع أفضل كثيرا من الوضع الراهن .

مصير المبادرة المصرية

ومضى أبو الغيط قائلاً إن وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العسكرية ووقف إطلاق الصواريخ وإستعادة التهدئة يجب ان يكون ايضا مصحوبا بوحدة العمل الوطني الفلسطينيquot; .

وأشار وزير الخارجية المصري إلى فترة التهدئة التي كانت مصحوبة بفترة عمل المصالحة والجهد المصري في هذا الشأن ، وقال quot;إننا فور إعلان التهدئة قررنا أن نمضي في المرحلة الأخرى وهي المصالحة الفلسطينية - الفسطينية، ثم وجدنا ان المصالحة اجهضت ورفضت حماس أن تأتي إلى القاهرة للاستمرار في جهود المصالحة ثم قالوا أنهم لن يجددوا التهدئة، وبالتالي توقف الجهد المصري الذي قام على شقين هما: (التهدئة والمصالحة الداخلية)، ووجدنا أنفسنا في هذا الوضعquot;.

ومضى أبو الغيط قائلاً إن quot;مصر وهي تتابع الوضع كانت ترى أن هذا انزلاق نحو الصدام، ومن هنا جاءت التحذيرات للطرف الفلسطيني، ثم استدعيناهم للحضور الي مصر لنحذرهم من عواقب هذا العملquot; .

وشدد على ضرورة الحذر، وقال quot;نحن نعمل على لمّ الشمل العربي والفلسطيني والإمساك بالموقف لمنع حدوث مثل هذه الاخطاء، وأن نكون متنبهين ولا نسلم أنفسنها للإسرائيليين ، كما حدث في الوقت الراهن من أخطاء ترتبت عليها مأساة كبرى، يدفع ثمنها الشعب الفلسطينيquot;.

وقال أبو الغيط quot; البعض يقول لماذا أنتم متمسكون بالمبادئ الأساسية الحاكمة لاتفاق 2005 الخاص بالمعابر ، وبعض الاخوة الذين يتحدثون في الفضائيات يقولون أن عام 2005 انقضى، ونحن نؤكد أننا نتكلم عن المبادئ الحاكمة وليس الاتفاق، لأن الاتفاق فعلا انتهى بعد نحو سنة ونصف في مايو 2007 quot;.
وأوضح أن الاتفاق يتضمن حق الفلسطينيين في العبور ما بين غزة والضفة، متسائلاً: quot;هل الاخوة في حماس يريدون فصل قطاع غزة عن الضفة ؟، وقال quot; نحن نتكلم بصراحة، ونكشف المواقف ولا نخدع ولا نكذب، لذلك نهاجم كثيرا quot; وقال quot;إننا إذا قلنا إن المعبر مفتوح يكون بالفعل مفتوحاquot;، مضيفا أن quot;المعبر في هذه اللحظة التي نتحدث فيها مفتوح لاعتبارات انسانيةquot;، مشيراً في هذا السياق إلى أن الرئيس حسني مبارك تحدث عن ذلك المعبر الذي تمر منه المساعدات الإنسانية الطبية للشعب الفلسطيني .

وأعرب وزير الخارجية عن عدم الرغبة في مهاجمة حماس أو السلطة ، وقال quot; لا يصح أن نهاجم أحداً، نحن نوجه النصح ونقول لهم : عليكم أن تتحدوا وتعودوا لجمع الشمل، وحماس لن يقضى عليها، وهذا هو الموقف المصري، لن يقضى عليها لأن حماس تمثل نسبة لا يستهان بها من الشعب الفلسطينيquot;، على حد قوله .

ولعبت القاهرة دوراً محوريا في التوصل لتهدئة بين إسرائيل وحماس استمرت ستة شهور وانتهت في 19 كانون الأول (ديسمبر)، كما حاولت التقريب بين الفصائل الفلسطينية في مؤتمر للمصالحة الوطنية، غير أن حماس رفضت الحضور في آخر مرة دعت فيها مصر الفصائل لمؤتمر مصالحة وطينة في القاهرة .