إبرام حزمة إتفاقيات... وسعيًا لملء الفراغ الإستراتيجي بالعراق
أبوالغيط يعلن الإتفاق على إعادة فتح السفارة المصرية ببغداد
نبيل شرف الدين من القاهرة: خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم الأحد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، أعلن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، الذي يزور بغداد في أول زيارة من نوعها لوزير خارجية مصري إلى العراق منذ العام 1990، أنه جرى الاتفاق على إعادة افتتاح السفارة المصرية في العاصمة العراقية بغداد، لافتًا إلى أنه قام خلال زيارته الحالية إلى بغداد باستطلاع عدة مواقع لاختيار احدها ليكون مقرا للسفارة المصرية الجديدة .
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً إنه بحث مع نظيره العراقي عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدًا أن زيارته الحالية للعراق لم تكن مفاجئة بل تم التخطيط لها وإعدادها بشكل جيد وتم الاتفاق على اتمامها اليوم، وأوضح أن العراق ومصر تربطهما علاقات وطيدة وعميقة وتاريخية بينما يرتبط الشعبان برباط حضاري عبر التاريخ لان الحضارتين المصرية والعراقية لا يمكن تجاوزهما في أي حسابات أو ترتيبات تتعلق بحاضر المنطقة ومستقبلهاquot;، على حد قوله .
وشدد أبو الغيط على أن مصر ترفض الطائفية رفضا قاطعا، كما انها ترفض العنف والتشدد بكافة صوره وأشكاله، وكل ما يعوق قدرة الإنسان على التطور والنمو والاستقرار ولهذا فإن مصر حريصة على استقرار العراق بهدف انطلاق الثروات الهائلة التي يمتلكها وفي مقدمتها الإنسان العراقي القادر على تحقيق المعجزاتquot;، على حد تعبيره .
اتفاقيات جديدة
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً إنه جرى الاتفاق خلال المباحثات التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري على اعادة تنشيط اللجنة العليا المشتركة التي تهتم بكافة القطاعات كما تم الاتفاق أيضاً على ان يقوم وفد عراقي بزيارة لمصر للاتفاق على منظومة متكاملة للتعاون وتنشيط كافة القطاعات التي يمكن التعاون فيها بين البلدين .
وأضاف ان وزير البترول المصري سامح فهمي عقد اجتماعا مع نظيره العراقي حسين الشهرستاني وانه تم الاتفاق بين الجانبين على تطوير علاقات التعاون في مجالات النفط والغاز وخاصة أن قطاع البترول المصري يتمتع بامكانيات عالية وخبرة طويلة يمكن للعراق الاستفادة منها على كافة المستويات.
وأوضح أنه تم خلال الاجتماع مع هوشيار زيباري طرح الرؤية المصرية للوضع في المنطقة وفق التعاون المتوسطي بين شمال وجنوب المتوسط، مؤكدا أن مصر لديها النية الصادقة لاقامة علاقات قوية ونشطة مع العراق ودعم علاقات مع محيطه العربي والاقليمي .
وكان السفير المصري إيهاب الشريف قد اغتيل على أيدي مجموعة مسلحة من تنظيم يعرف باسم quot;قاعدة الجهاد في بلاد الرافدينquot;، وإثر ذلك استدعت الخارجية المصرية كافة أعضاء الهيئة الدبلوماسية من سفارتها في العراق، ومنذ ذلك الوقت لم ترسل أي دبلوماسي مصري هناك .
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الشهور الأخيرة زار عدد من كبار المسؤولين من الدول العربية العراق، الذي تأمل حكومته أن يساعده انحسار العنف في استعادة علاقات بغداد الدبلوماسية بمحيطها الإقليمي
خطوة متأخرة
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة الوزارية المصرية تأخرت كثيراً، ولا يستبعدون وجود ما أسموه quot;ضغوطاً أميركيةquot; لدفع مصر إلى ملء الفراغ الاستراتيجي في العراقي أمام التمدد الإيراني هناك، فضلاً عما ستشكله العلاقات الطيبة بين القاهرة وبغداد من دفع للمصالح والاستثمارات المصرية في العراق، ناهيك عن استيعاب للعمالة المصرية في العراق وغير ذلك من المصالح والقضايا المشتركة .
وحول تأخر مصر في اعادة فتح بعثتها الدبلوماسية وتسمية سفير جديد لها بالعراق قال أبو الغيط أن ايا من البلدان المتواجدة بالعراق لم تفقد سفيرا لها في العراق مثلما حدث لمصر بعد فاجعة الشهيد السفير السابق ايهاب الشريف وهو ما جعل الشعب المصري ينظر باسى لما حدث وتم الابتعاد الرسمي، غير ان هناك وجودا كبيرا على المستوى الشعبي سواء المصريين المتواجدين بالعراق، ـو العراقيين الذين تستضيفهم مصر والذين يتجاوز عددهم 150 ألف عراقي يقيمون في مصر .
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها نظيره المصري الى العراق تعد مؤشرا بالغ الاهمية على الاتجاه لعودة التمثيل الدبلوماسي العربي الى البلاد في ظل تحسن الاوضاع الامنية نظرا لما تمثله مصر من ثقل كبير وما يمكن أن تعلبه من دور في مساعدة العراق .
وقال زيباري أن تلك الزيارة التي تم التخطيط والاعداد لها بعناية تؤكد حرص مصر وقيادتها على التواصل مع العراق وتعزيز التواجد العربي وفتح افاق جديدة للتعاون نظرا لما سيكون لها من مردودات ايجابية على كافة المستويات .
وأضاف زيباري أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد خلال استقباله للوفد المصري حرص الحكومة العراقية على دعم وتسريع فتح السفارة وعودة العلاقات بين مصر والعراق الى أفضل حلالاتها على كافة المستويات بالاضافة الى فتح افاق الاستثمار أمام الشركات المصرية.
التعليقات