إختفاء هنية والزهار وظهور حمدان وأبو مرزوق ونزال
قادة حماس في الخارج يديرون المعارك في غزة
خلف خلف من رام الله: مع بدء إسرائيل هجومها على قطاع غزة السبت الفائت، بات ظهور قادة حركة حماس ورموزها مغامرة محفوفة بالمخاطر، فطائرات المراقبة والأعين الإسرائيلية تتربص بهم، بل إن بيوتهم ومقراتهم وكل المواقع التي يعتقد تواجدهم بداخلها ألقيت عليها أطنان من القنابل والصواريخ، وبعضها قصف أكثر من مرة خلال فترات زمنية متباينة، وليس اغتيال القيادي في الحركة نزار ريان، بعد إلقاء قنبلة من العيار الثقيل على منزله المأهول بمعظم أفراد عائلته والمتواجد أيضًا في مخيم جباليا المكتظ بالسكان، سوى دليل على رغبة إسرائيل في القضاء على قادة حماس بكل ثمن مهما كان.
على أي حال، مع توسيع الهجوم على غزة واشتماله على دخول قوات برية إسرائيلية ليل أمس، اتسعت التساؤلات، والتكهنات اشتعلت، حول الأماكن التي يختبئ بها قادة حماس. لا سيما أن إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، والقيادي البارز في حركة حماس، سجل ظهوره مرتين فقط منذ بدء الهجوم قبل نحو 9 أيام، وكان ظهوره مسجلاً وبث كذلك من مكان مجهول. بينما مثلا د.محمود الزهار، وهو أيضًا أحد أبرز قادة حماس لم يظهر على وسائل الإعلام بتاتًا، ومثله سعيد صيام، وأحمد بحر، وصلاح البردويل، وخليل الحية، وغيرهم من كوادر وقادة حركة حماس في غزة.
خبراء عسكريون إسرائيليون يعتقدون أن قادة الحركة مختبئون تحت الأرض، بينما يتكهن آخرون بإمكانية تواجدهم في أماكن آمنة في قلب القطاع بعيدة عن التوغل البري الحاصل حاليًا على الحدود، كما يرى بعضهم أن قادة حماس قد يكونون متواجدين خارج غزة، ولكن هذا التوجه لا تدعمه المعطيات على الأرض، إذ لا يوجد مجال لخروجهم من القطاع سوى الأنفاق مع جمهورية مصر العربية، التي قصف معظمها، بالإضافة إلى أن العلاقة بين حماس ومصر تعيش توترًا كبيرًا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
ولعل اللافت في اختفاء قادة حماس هذه المرة، أنه قوبل بظهور كبير لقادة الحركة في الخارج، إذ لمع في وسائل الإعلام نجم، أسامة حمدان، ممثل حركة حماس في لبنان، وكذلك نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق والمتواجد في العاصمة السورية دمشق، كما أن القيادي البارز في الحركة، محمد نزال، لا يكاد ينزل عن شاشة قناة فضائية عربية حتى يظهر على شاشة أخرى، وهو ما يجعل البعض يعتقد أن حماس استفادت من دروس الماضي ووزعت الأدوار، ونسقت كيفية تعاملها مع وسائل الإعلام.
خاصة أن حماس في غزة حتى اللحظة تكتفي بالاعتماد على الناطقين الرسميين باسمها، لتوجيه رسائل للرأي العام الداخلي والخارجي، إذ يظهر على وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، فوزي برهوم، وإسماعيل رضوان، والنائب عن الحركة في المجلس التشريعي والمتحدث السابق باسمها، مشير المصري، وخطابهم في العادة يستهدف شحذ همم المواطنين، ودعوتهم إلى الصبر والثبات، والإيمان بالنصر القريب. وهؤلاء الناطقون باسم حركة حماس، يساندهم من الجهة الأخرى، المتحدثون بلسان الأجنحة العسكرية لقادة الفصائل الفلسطينيين، مثل quot;أبو عبيدةquot; المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكذلك أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية.
ويشار إلى أن إسرائيل اغتالت في الماضي بعض قادة حماس السياسيين الكبار، ومنهم زعيم الحركة الروحي، احمد ياسين، وخليفته عبد العزيز الرنتيسي، وكذلك إسماعيل أبو شنب، وحري الإيضاح هنا كذلك أن معظم قادة حماس نجوا من محاولات اغتيال، فالدكتور محمود الزهار، تعرض أكثر من مرة لكمائن إسرائيلية، ففي عام 2003 قامت طائرة أف 16 من سلاح الجو الإسرائيلي بقصف منزله الكائن في حي الرمال الجنوبي في مدينة غزة، ونجا الزهار من القصف ولكن ابنه البكر (خالد) وحارسه الشخصي قتلا. وبداية العام الحالي قتل الابن الثاني للزهار، ويدعى حسام. كما وصلت المخابرات الإسرائيلية إلى خالد مشعل في الأردن عام 1997، ووضعت السم له، لكن العملية فشلت بعد القبض على الفاعلين، وإجبار تل أبيب على إحضار الترياق لمشعل.
التعليقات