بعد مقتل القيادي في حماس نزار ريان وإستهداف بيوت القادة
حرب نفسية إسرائيلية عبر الهاتف ضد أهل غزة

لبنان: إعتصام لإتحاد المقعدين وهيئة الإعاقة الفلسطينية

مسؤول: الوضع العربي لا يسمح بحرب مع إسرائيل

أحداث غزة تؤجل احتفالات خطبة الأميرة للا سكينة

عميد السياسيين الجزائريين: لا بدّ من تبني استيراتجية عربية واضحة ضدّ إسرائيل

الحرب تترك آثارها على الوضع الفلسطيني الإسرائيلي

مصر: على العرب أن يبدوا مرونة في الامم المتحدة

نجلاء عبد ربه من غزة: لم يعد أمام الطائرات الحربية الإسرائيلية سوى قصف منازل المواطنين الفلسطينيين سواء القياديين في التنظيمات الفلسطينية المختلفة أم المواطنين العاديين، وهو ما فسره العديد من المحللين الفلسطينيين لإيلاف بأن مرحلة الحرب الإسرائيلية الثانية قد بدأت منذ أمس الأول فعليًا. وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت منزل القيادي البارز في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور نزار ريان، ما أدى إلى مقتله على الفور هو وزوجته وعدد من أبنائه.

وطوال اليومين الماضيين، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، عددًا من منازل قادة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، إلا أن معظم تلك المنازل كانت فارغة.

هاجس آخر من الحرب النفسية يعيشه سكان غزة، فمنذ اليوم الأول للقصف الجوي على غزة، لم تتوقف المخابرات الإسرائيلية في الإتصال على مدار الساعة بالمواطنين الفلسطينيين والطلب منهم إخلاء بيوتهم وعدم مساعدة نشطاء المقاومة.

وقال الكاتب السياسي هاني الآغا لإيلاف إن تهديد المخابرات الإسرائيلية بقصف المنازل، تُرجم على الأرض، quot;فقد قصفت الطائرات الحربية عشرات المنازل وقتلت العديد من المواطنين معظمهم من الأطفالquot;.

وعادة لا يتواجد المطلوبين عند الإسرائيليين في بيوتهم، فيؤدي القصف الجوي الإسرائيلي إلى مقتل المدنيين من الأطفال والنساء، بينما ينجو الرجل المستهدف من قبل المخابرات الإسرائيلية.

وقالت حنان السرحي من غزة إنها ردت على هاتف منزلها، فسمعت صوت رجل يتكلم اللغة العربية بتلكؤ وقال لها: quot;منزلهم سيكون ضمن إستهداف الطائرات الإسرائيلية، وأنه سيتم قصفه في أي وقتquot;.

وتساءلت وهي ترتعش خوفاً، ماذا أفعل!!؟ quot;حياتي وأطفالي وبيتي، إنها مأساة كبيرة أن نخرج من بيوتنا، لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف، فالطيران الإسرائيلي قصف في الأيام السابقة بيوت ومنازل الناس هنا، وبالتالي قد يقصف منزلي في أية لحظةquot;.

وتقول الطفلة دانه صافي quot;10 أعوامquot;، إنها ردت على مكالمة من النوع نفسه، وبكت بحرقة وأخبرت أباها بالمكالمة. وأضافت لإيلاف quot;إعتقدت أن المكالمة من احد أقاربي، لكنني تفاجأت وبدأت في البكاء، عندما سمعت رجلاً يهددنا ويقول سنقصف بيتكم في أقرب وقت ممكنquot;.

وقالت والدتها لينا quot;إبنتي خافت بشكل كبير جدًا، وها أنا أعالجها من الخوف والصدمة، وطمأنتها أن تلك المكالمات عشوائية وتأتي لآلاف المنازل في غزةquot;.

وبدأت المخابرات الإسرائيلية في شن حرب نفسية على السكان الفلسطينيين في غزة بالتزامن مع قصف طائرات الإحتلال الإسرائيلي لكافة المراكز الأمنية والمدنية، حتى منازل المواطنين الفلسطينيين.

وأبلغت المخابرات الإسرائيلية عبر الهاتف منذ اليوم الأول الاف المنازل في غزة بأن بيوتهم سيتم قصفها، مما أثار الرعب والخوف لدى النساء والأطفال في غزة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مازن حمدونة أن مرحلة التصعيد الإسرائيلية ضد سكان غزة قد بدأت منذ أمس الأول. وأشار لإيلاف أن قصف المنازل، وخاصة قياديي حركتي حماس والجهاد الإسلامي سيكون عنوان الأيام القادمة.

وإعتبر الدكتور حمدونة أن قصف منزل الدكتور نزار ريان ومقتله هو وعدد من أبنائه، سيولد ردة فعل عنيفة عند المقاومة الفلسطينية. وتوقع أن ترفض حماس أي هدنة مقابل وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واعتبر الأخصائي الإجتماعي محمد عبد الجابر أن هذه الإتصالات تدخل في إطار الحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على سكان غزة. وأضاف لإيلاف quot;هذه الحالة لم تكن الأولى من نوعها، فالمخابرات الإسرائيلية إستعملت الأسلوب نفسه إبان فترة إنتفاضة الأقصى، لكنها لم تكسر العزيمة والروح القتالية التي يتمتع بها المقاومون الفلسطينيونquot;.

وقال quot;لكنها تؤثر بشكل كبير جدًا على الأطفال والنساء فقط، وذلك نظرًا لقلة الخبرة والتعامل مع الإحتلال من قبل هؤلاء النساء والأطفالquot;.

من جانبها تحاول شركة الإتصال الفلسطينية منع إستخدام المخابرات الإسرائيلية لأي أرقام في غزة. وقالت الشركة من خلال مكالمة لكافة هواتف سكان غزة إنها تحاول منع المخابرات الإسرائيلية من إستخدام أرقام عشوائية والإتصال بالمواطنين الفلسطينيين لتهديدهم.

وتلقت سماح فارس إتصالاً من شركة الإتصالات الفلسطينية التي أبلغتها بمحاولات عديدة لمنع أي مكالمة من قبل المخابرات الإسرائيلية لكافة المواطنين. وقالت سماح لإيلاف quot;إنها حرب خاصة بين المخابرات الإسرائيلية وبين شركة الإتصالات الفلسطينيةquot;.

وبجانب الحرب الجوية المعلنة من قبل الطيران الإسرائيلي، فإن الحرب النفسية التي يراها الأخصائي الإجتماعي عبد الجابر هي quot;كسر العزيمة والصمود الفلسطيني على الرغم من الخسائر البشرية التي تلقاها نتيجة القصف الهمجي الإسرائيلي على بيوت الناس والمؤسسات المدنيةquot;.