خلف خلف من رام الله: يستشف من الصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس أن قيادة تل أبيب السياسية بعد دخول الهجوم الجوي على قطاع غزة يومه السادس باتت تتحدث بصوتين، الأول يدفع باتجاه توسيع الحملة العسكرية الجوية لتشمل عملية برية محددة بزمن قصير نسبيًا، والثاني، يتحرك دوليًا بحثًا عن مخرج ملائم لتحقيق وقف إطلاق النار. هذا في وقت كشفت صحيفة يديعوت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت استدعى وزير دفاعه أيهود باراك واتهمه بالعمل من خلف ظهره، ووبخه على إدارته محادثات سياسية مع وزير الخارجية الفرنسي كوشنير.

وأوضح اولمرت لباراك بان quot;أتوقع منك ألا تعنى بالمواضيع السياسية، أنا وحدي أعنى بذلكquot;. وعقب مكتب باراك على الموضوع بالإشارة إلى أنه من حق الوزير الكبير إدارة محادثات مع زعماء من العالم يعرفهم منذ سنوات طويلة.
وبحسب يديعوت فإن أصحاب القرار في القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية يقدرون بأن الحسم في المواجهة الحالية مع حماس سيلزم الجيش الإسرائيلي بالدخول إلى قطاع غزة والبقاء في المنطقة لفترة محدودة. وعلى الأرض فأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي جاهزة ومستعدة للعمل فورا.
لكن التجهيزات والاستعدادات البرية، يوازيها اتصالات سياسية يديرها رئيس الوزراء أيهود أولمرت، والذي هاتف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس وزراء تركيا طيب اردوغان، والمستشارة الألمانية انجيلا ماركل، بالإضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس في محاولة لبلورة اقتراح لوقف النار حسب شروط إسرائيل، وعلى رأسها الوقف التام للنار إلى البلدات الإسرائيلية.
صحيفة معاريف بدورها تقول في عددها الصادر صباح اليوم: quot;عمليا، الخطوة السياسية لإنهاء الحملة انطلقت على الدرب منذ الآن. فمع أن المجلس الوزاري رد أمس المبادرة الفرنسية لوقف النار لاعتبارات انسانية، إلا إنه منذ الآن توجد عدة مبادرات سياسية لوقف النارquot;.
وتتابع الصحيفة: quot;هذه المبادرات ستتبلور في السياق إلى مبادرة واحدة يشارك فيها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، بعض الدول الأوروبية بما فيها فرنسا، مجلس الأمن في الأمم المتحدة، تركيا، الجامعة العربية ومصر. وتسافر وزيرة الخارجية تسيبي لفني إلى باريس اليوم، حيث ستلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير، ومن المتوقع أن يعرض ساركوزي عليها صيغة لتسوية محتملة لإنهاء النار وستنقل لفني الشروط الإسرائيلية على كل وقف مستقبلي للنارquot;.
من جانبها، تبين صحيفة هآرتس أنه في اليومين الأخيرين جرت في قيادة المنطقة الجنوبية استعراضات مفصلة للقوات وصدرت الأوامر للقادة استعدادًا لحملة برية محددة بزمن قصير نسبيًا. وتشير الصحيفة إلى أن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وسعت بقعة الطوارئ، لتشمل مناطق تبعد 60 كم عن قطاع غزة.
وعلى المستوى الداخلي الإسرائيلي وموقفه من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يوضح استطلاع اعدته صحيفة هآرتس، أن شعبية وزير الدفاع إيهود باراك ارتفعت 19% عقب الهجوم على غزة، وفي الأرقام الجديدة أيضا أن حزب العمل تعززت شعبيته، إذ سيحصل على 16 مقعدا في الكنيست في حال أجريت الانتخابات الإسرائيلية اليوم.
ويشير الاستطلاع كذلك إلى أنه في المكانة الشخصية لباراك كوزير دفاع طرأ تحسن واضح: 53 في المائة من المستطلعين أعربوا عن رضاهم من أدائه (مقابل 34 في المائة قبل نحو نصف سنة)، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت يحظى بتأييد متجدد بين الجمهور في هذا الاستطلاع: 33 في المائة أعربوا عن رضاهم من أدائه مقابل نحو 14 في المائة اعتقدوا كذلك منذ حرب لبنان الثانية. كما أن تسيبي لفني وبنيامين نتنياهو يحظيان هما أيضا بتأييد كبير في هذا الاستطلاع على أدائهما هذه الأيام.
يظهر الاستطلاع أيضًا أن 52% من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم يؤيدون مواصلة الهجوم من الجو على قطاع غزة، ويؤيد 19% فقط توسيع الحملة لشمل عملية برية عسكرية، أما الذين يؤيدون محاولة تحقيق وقف نار في أقرب وقت ممكن فنسبتهم وصلت إلى 20%، و9% من الإسرائيليين، أجابوا لا أدري.