سعود الفيصل وحمد يجتمعان مع موسى

دليل إيلاف لما سيجري بقمة الخليج في مسقط

مسقط: يفتتح قادة الدول العربية الخليجية قمة اقتصادية تستمر يومين يوم الاثنين لكن الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة ستهيمن على أولى جلسات القمة. ويركز الاجتماع السنوي لرؤساء دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أساسي على الموافقة على اتفاقية خطط لها منذ وقت طويل قد تجعل الدول الاعضاء في المجلس أقرب الى اصدار عملة موحدة قبل انتهاء مهلة وضعها المجلس عام 2010 لتحقيق الوحدة النقدية بين أعضائه.

لكن من المؤكد أن يوجه قادة المجلس الذين من المقرر أن يناقشوا أيضا موقع تأسيس بنك مركزي لهم انتباههم في بادئ الامر الى سفك الدماء في غزة. وقال مسؤول عماني من مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول لرويترز ان أزمة غزة ستهيمن على أولى الجلسات ثم تناقش قضايا الوحدة الجمركية والوحدة النقدية غدا الثلاثاء. وقتل أكثر من 300 فلسطيني في ثلاثة أيام من الهجمات على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقالت وكالة تابعة للامم المتحدة ان 57 على الاقل من القتلى مدنيون.

ووصف الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر الهجمات بأنها وحشية وغير مبررة. ونقلت وكالة الانباء القطرية عنه قوله لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في اتصال هاتفي ان العرب يشعرون أن اسرائيل ليس لديها نية لتحقيق السلام. ويناقش اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاربعاء عقد قمة عربية طارئة حول غزة لكن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال انه لن تكون هناك فائدة من وراء حضور قمة عربية لاصدار بيانات مما يشير الى أن الرياض لا تؤيد عقد مثل هذه القمة.

وزادت الغارات الاسرائيلية من الانقسامات في العالم العربي بين الاسلاميين الذين يحظون بالشعبية ونظم الحكم الشمولي التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها تتعاون مع اسرائيل والولايات المتحدة. ومجلس التعاون الخليجي تحالف اقتصادي وسياسي يشمل المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر والبحرين والكويت.

وقال مبعوثون يوم الاثنين ان حالة انعدام الاستقرار في غزة لن تعطل جدول الاعمال الاقتصادي للقمة على الرغم من تشكيكهم في امكانية التوصل الى حل وسط في قضية موقع البنك المركزي. والاتفاق على موقع البنك هو أحدى العقبات السياسية التي تعترض طريق العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي.

وقال عبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي يوم الاحد ان الموافقة على الوحدة النقدية أمر مفروغ منه لكن موقع البنك المركزي لا يزال قيد البحث. ووفقا لمسودة نهائية لاتفاق الوحدة النقدية اطلعت عليها رويترز الشهر الماضي فان كلا من الامارات وقطر والبحرين والسعودية تتنافس على استضافة البنك المركزي الاقليمي الذي سيكون مستقلا عن حكومات الدول الاعضاء في المجلس.

وقال مسؤول بارز في مجلس التعاون الخليجي انهم سيجلسون ويحاولون اقناع بعضهم البعض ويتوصلون لاتفاق. وأضاف أنه لن تكون هناك مشكلة كبيرة لو لم يتفقوا يومي الاثنين أوالثلاثاء مشيرا الى أنه سيأتي وقت يجب أن يقرروا فيه. وقال مسؤول خليجي اخر ان موقع البنك هو العقبة الوحيدة أمام تحقيق الوحدة النقدية.

وأضاف أن تنافس العديد من الدول الاعضاء على استضافة السلطة النقدية أمر ايجابي. وأكدت دول خليجية مجددا اعادة المشروع الى مساره العام الحالي بعدما قررت عمان عام 2006 عدم الانضمام اليه قبل شهور من قرار الكويت فك ربط عملتها بالدولار الامر الذي سيستمر لحين تحقيق الوحدة النقدية.

ويتوقع أن تسيطر المخاوف الاقتصادية العالمية أيضا على جدول أعمال القادة المشاركين في قمة الخليج. وتراجعت أسعار النفط الى نحو ربع أعلى سعر وصلت اليه وكان في يوليو تموز مما وضع نهاية لانتعاشة اقتصادية اقليمية.