بعد مرور ثمانية عشر عامًا على quot;أم المعاركquot;
دول مجلس التعاون الخليجي أكثر قوة
خالد الزومان من الرياض:
ثمانية عشر عامًا مرت على التحولات التي عاشتها دول مجلس التعاون الخليجي إثر الغزو العراقي لدولة الكويت والتي كان يحلو للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تسميتها بـ quot;أم المعاركquot;، التي ضربت العديد من الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لدول الخليج العربية، الذي استطاع تجاوزها أخيرًا ليبدأ مرحلة جديدة وعصرًا زاهرًا بيّن قوة المجلس في تجاوز الأزمات الكبرى التي واجهته وقد تواجهه مستقبلاً.
ويرى الباحث في العلوم السياسية في وزارة الإعلام الكويتية للإعلام الخارجي هادي بن عايض العجمي أن روابط النسب والعلاقات الاجتماعية وخاصة بين الكويت والسعودية وائم الصدع الاجتماعي الناتج عن هذا الغزو في وقت قياسي، مؤكدًا أن الجانب السياسي إرتكز على مجلس التعاون الخليجي الذي اثبت أنه قوي في مواقف حاسمة غير ظاهرة للناس مثل هذا الغزو العراقي الغاشم. اما بالنسبة إلى الجانب الاقتصادي استطاعت الاستفادة من الأذرعة الخارجية لموارد الكويت النفطية وتجاوز الأزمة وبدأت البناء من جديد، مشيرًا إلى أن السعودية لم تحسب حساب الخسائر الاقتصادية التي قد تتكبدها سواء لدعم الكويت أيام الغزو أو بدعم اقتصاد أي دولة خليجية وهو ما ساهم في استقرار مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة الماضية.
من جانبه وصف رئيس القسم الاقتصادي في صحيفة اليوم محمد السهلي التغيرات المرحلية التي شهدتها دول الخليج عقب أزمة الخليج في حديثه لـquot;إيــلافquot; بـ quot;المفصليةquot; التي شكلت الخارطة الحالية للدول الخليجية، معتبرًا أن التأثير الاقتصادي أضر بالسعودية أكثر من غيرها كونها تحملت الكثير من الديون في هذه الحرب، إلا أنه يرى هذه الخسائر صبت في مصلحة الأمة الخليجية ككل. وبالنسبة إلى التغيرات الاجتماعية والتي ربطها بالسياسية فهو يشير إلى أن التغيير في المجتمعات الخليجية جاءت لمصلحة دعم أفكار الديمقراطية والمشاركة الشعبية في كافة دول التعاون ويستشهد بمساحات الحريات الممنوحة في القنوات الفضائية في الفترة الراهنة والتي تتبنى أفكار الأطياف والمجتمعات والتيارات القاطنة في الوطن الخليجي دون أي رقابة صارمة من قبل حكومات الخليج.
وقالت الناشطة السياسية ووكيلة وزارة سابقة نبيلة العنجري لـ quot;إيــلافquot; إن الذكرى الأليمة التي تمر على الكويت ودول الخليج اليوم تأتي كجرح ينكأ تبرز آلامه عندما نضع يدينا على هذا الجرح، مشددة على أن الشعوب الخليجية تنظر للمستقبل وتجاوزت بالفعل مرحلة الغزو العراقي الغاشم، مفيدة أن المرحلة الجديدة ترتدي فيها الكويت رداء التفاؤل والتعامل مع المستقبل والاستفادة من عبر الماضي من خلال البناء الصحيح للإنسان الخليجي، وحجز دول التعاون مواقعها على الخارطة الاقتصادية العالمية التي بدأت قممها في التغير وتبادل المراكز.
وأضافت العنجري أن هذه المرحلة هي المحك الأساسي لدولة الكويت والتي جاءت التغيرات فيها خلال الـ18سنة الماضية ديموغرافيًا على أشكال متسقة تبين وجهة الحكومة للإصلاح ، حيث دعمت الكويت منح المرأة حقوقها السياسية ووسعت المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي، إلا أن الاقتصاد - والحديث للعنجري - ما زال دون المستوى المطلوب بالمقارنة مع الدول الخليجية الجارة ووصفته بأنه يقع في فخ quot;العناوين الصحفيةquot;، وبالنسبة إلى لجانب الاجتماعي فإن الشباب غيروا تعاملهم مع واقع حياتهم بشكل مختلف مبتعدين عن ليونتهم المعهودة وهو ما يتضح في حراكهم وتأثيرهم على مجلس الأمة والديوانيات والمجال الإعلامي.
وقال الخبير الاقتصادي العراقي أحمد السامرائي لـquot;إيــلافquot; إن الأزمة لم تؤثر على الشعب الكويتي والخليجي فقط بل أثرت على العراقيين أكثر من غيرهم وإنه ليس هناك من رابح في الحرب. وعن التأثيرات التي شهدها العراق خلال فترة الثماني عشرة سنة، فقد نال الاقتصاد العراقي الكثير من الويلات التي انعكست على مستويات التعليم للأجيال العراقية التي دفعت ثمنها، مطالباً في الوقت نفسه دول الخليج والمنطقة بتحمل مسئوليته القومية والدينية تجاه بلاده ومساعدة الشعب العراقي على النهوض من جديد والاستمرار.