تل أبيب انتهجت خطة أكثر دقة وتفصيلا على مدار عامين كاملين
لوس أنجليس تايمز: إسرائيل تفادت أخطاء حرب لبنان في عملية غزة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحت عنوان quot; لقد تعلمت إسرائيل من فشلها في لبنان quot;، رصدت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية في عددها الصادر اليوم تقريرا حول حقيقة تلاشي القوات الإسرائيلية للأخطاء العسكرية التي وقعت فيها أثناء حرب لبنان الأخيرة، خلال العملية التي قامت بها مؤخراً في غزة. وقالت الصحيفة في صدر تحليلها أنه في الوقت الذي كان يتأهب فيه الإسرائيليون للقيام بهجمات جوية صاعقة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، كان يسترجع قادة إسرائيل دروسا واقعية من حالة الجمود التي أصيبوا بها خلال حربهم ضد قوي إسلامية أخري شبه عسكرية ألا وهي الميليشيات الخاصة بحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلي أنه وفي أثناء حرب لبنان صيف عام 2006 ، اندفعت إسرائيل لخوض غمار المعركة بدون خطة مفصلة لأهداف حقيقية ، وتلقت أول فشل لها في قهر العدو العربي في أحد الحروب. فحزب الله لم يتحمل فقط العدوان الهجومي الذي استمر على مدار 34 يوما، بل بزغ قويا من الناحية السياسية أيضاً. فعلى العكس من حربها في لبنان، خططت إسرائيل لعمليتها في غزة بصورة أكثر دقة على مدار أكثر من عامين في الوقت الذي كانت تواجه فيه عمليات إطلاق الصواريخ بشكل متكرر من جانب ميليشيات حماس المسلحة.

ونتيجة لذلك، أكد المسؤولون الإسرائيليون على أن أجهزتهم الاستخباراتية نجحت في تطوير قائمة أطول بالأهداف المطلوب قذفها، بالإضافة لتمكين سلاح الجو من إلحاق مزيد من الضرر بالحركة الفلسطينية المسلحة قبل أن تفكر إسرائيل في شن هجوم بري محفوف بالمخاطر. وبدلا من التفاخر بأنهم سيدمرون العدو، مثلما فعلوا في حالة لبنان، وضعت إسرائيل هدفا أكثر تواضعا وهو تحسين الناحية الأمنية للمجتمعات الإسرائيلية المصابة بالذعر. وقد ساعدت الطريقة الأقل طموحا ً على تسهيل الأمر على إسرائيل للانسحاب من الصراع وفقا لشروطها، وتجنب نوع جمود المعنويات الذي اكتسبته في لبنان.

هذا وتعتبر إسرائيل حتي الآن عمليتها داخل قطاع غزة بمثابة العملية الناجحة. فمنذ أن بدأت في يوم السبت الماضي، نجحت هجمات سلاح الجو في تدمير العشرات من معاقل حماس شبه العسكرية، والأنفاق التي تستخدم في تهريب الأسلحة من مصر ومواقع إطلاق الصواريخ التحتية. كما انخفضت معدلات إطلاق الصواريخ من داخل القطاع لأقل مما كان يعتبر من قبل بمثابة السعة الطبيعية لحركة حماس. ونقلت الصحيفة تصريحات لعاموس جلعاد، أحد المسؤولين البارزين بوزارة الدفاع الإسرائيلي لراديو إسرائيل أمس ، حيث قال :quot; تمر حماس بحالة من الغيبوبة والخلط وليس لديها أي تفسير يمكن أن تقدمه لشعبها. لكن يجب علىنا أن نحجم عن المفاخرة وتحديد الأهداف المثيرة quot;.

وأضافت الصحيفة أن قادة حماس سارعوا على الاختباء لكن لم يعطوا أية تلميحات خاصة بعودتهم مرة أخري. وعلى العكس، هددوا بشن هجمات إرهابية داخل إسرائيل للمرة الأولي منذ عام 2005، على ما يبدو بواسطة التسلل من داخل الضفة الغربية أو من قطاع غزة عن طريق مصر. في الوقت ذاته يري محللون إسرائيليون أن القيام بعملية برية هجومية ما هي إلا مسألة وقت. وأوضحت حرب لبنان أن سلاح الجو الإسرائيلي فقط لا يمكنه أن يوقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ عبر الحدود. لكنهم اتفقوا في الوقت ذاته أيضا ً على أن تنفيذ عملية عسكرية برية في منطقة سكنية كثيفة سوف يكون أمراً فوضويا ً، يحمل خطر تزايد أعداد القتلي المدنيين ووقوع أحداث كارثية للجنود الإسرائيليين.

وقال quot;ريوفين بيداتزورquot;، رئيس برنامج الدراسات الأمنية في كلية نيتانيا الإسرائيلية، أنه كلما زادت مدة العملية الإسرائيلية في غزة، كلما أصبحت الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لها لتبرير انسحابها. وأضاف :quot; نعم بدأت العملية بنجاح، لكن علىنا أن نسأل أنفسنا كيف سنخرج ونتوصل للمفاوضاتquot;. وأشارت الصحيفة إلي أن مثل هذه القرارات تقبع الآن في أيدي رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزير الدفاع باراك أوباما.