غزة: اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية اليوم ان لقاءات القاهرة التي جرت بين مسؤولين من حركة (حماس) واخرين مصريين مهدت الطريق لبدء الحوار الفلسطيني الداخلي.

وأعرب هنية في تصريحات صحافية بثتها محطات اذاعية هنا عن الأمل في ان تكون جهود الوساطة التي يبذلها وفد حركة (حماس) مع المسؤولين المصريين لانهاء حال الانقسام بين الفلسطينيين quot;بداية مشجعةquot;.

ووصف هنية جولة المفاوضات بين نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق ومدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان بأنها quot;معمقة وبحثت في كل العناوين ذات الصلة بالحوار الفلسطيني - الفلسطينيquot; مؤكدا وجود quot;ارضية فهم مشتركquot;.

وكانت (حماس) اعلنت امس عن التوافق مع المصريين على تشكيل لجان متخصصة يجرى الاتفاق على اقرارها في اجتماع ثنائي يعقد مع حركة (فتح) هذا الشهر سعيا للتوصل الى اتفاق شامل قبل نهاية العام الحالي.

وتسعى مصر التي التقت قادة من 12 فصيلا فلسطينيا خلال الاسابيع الاخيرة للتوصل الى ورقة عمل يوافق عليها جميع هؤلاء تقود الى انهاء حال الانقسام الفلسطيني وتبدأ بتشكيل حكومة توافق وطني.

واعلن هنية في القاهرة ان رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان توصل الى اتفاق مع حركة (حماس) حول ما وصف quot;بخارطة طريق مصرية - فلسطينية لانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينيةquot;.

ونقلت وسائل اعلام فلسطينية اليوم عن مصادر مصرية قولها ان وفد (حماس) الى مصر لم يعترض على اي بند من بنود الرؤية المصرية التي طرحت خلال اللقاء الذي جرى في القاهرة في الثامن من اكتوبر الجاري.

واشارت الى ان quot;ابو مرزوق طلب الى الوسطاء المصريين تشكيل لجان لوضع التفاصيل الدقيقة والآليات التنفيذية التي قالوا ان عدم الاهتمام بها كان السبب في فشل كل الاتفاقات السابقة مع حركة (فتح)quot;.

ويرى الوسطاء المصريون انهم حققوا نجاحا مرحليا واحدثوا تقدما ملحوظا في جهودهم لتوحيد صفوف الساحة الفلسطينية غير انهم يتجنبون الاعلان عما انجزوه ولا يريدون الافراط في تفاؤلهم.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أمس في تصريحات صحافية ان quot;هناك بوادر ايجابية من محادثات الفصائل الفلسطينية التي تجرى بوساطة مصرية في القاهرةquot;.

ويتردد ان مصر قدمت في لقاءاتها مع (حماس) رؤية وافقت عليها الحركة تتضمن اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه في قطاع غزة قبل سيطرتها عليه في ال14 من شهر يونيو الماضي وتشكيل حكومة انتقالية جديدة برئاسة جديدة يتم التوافق عليها فلسطينيا وتكون مقبولة عربيا وغير معترض عليها دوليا.
وتشمل هذه الرؤية اعادة تشكيل وصياغة الاجهزة الأمنية الفلسطينية المختلفة باشراف عربي على أساس مهني بحت بعيدا عن سياسات المحاصصة الفصائلية والاعتبارات الحزبية والاعداد للانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة متزامنة واعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية طبقا لتفاهمات القاهرة في مارس 2005 بما يضمن انضمام كافة الفصائل الوطنية والاسلامية للمنظمة.