غزة: تمكنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تواجه هجوما بريا اسرائيليا في قطاع غزة، من فرض نفسها منذ انتصارها الساحق في الانتخابات التشريعية عام 2006 كقوة لا يمكن الالتفاف عليها على الساحة الفلسطينية.

وفي 19 كانون الاول/ديسمبر رفضت حماس التي تسيطر على القطاع منذ حزيران/يونيو 2006 بعد طردها القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تمديد تهدئة مع اسرائيل طبقت الى حد ما منذ حزيران/يونيو، مشيرة الى ان الدولة العبرية تواصل حصارها لقطاع غزة.

وشن الجيش الاسرائيلي لمواجهة اطلاق الصواريخ من غزة، هجوما جويا في 27 كانون الاول/ديسمبر ضد حماس اسفر حتى الآن عن مقتل اكثر من 460 فلسطينيا بينهم عشرات النساء والاطفال، الى جانب ناشطين وقادة محليين للحركة.

وهددت الحركة السبت بخطف جنود اسرائيليين في حال شنت اسرائيل هجوما بريا.

وقالت في رسالة لاسلكية لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس quot;اذا استمر القصف المدفعي سيكون هناك رفقاء لشاليط ورفقاء على درب شاليطquot;.

وتشير بذلك الى الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المخطوف في قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2006.

وازدادت شعبية حركة حماس العدو للدود لاسرائيل التي تعتبرها منظمة ارهابية، على مر سنوات الانتفاضة في الاراضي الفلسطينية على حساب حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس والمدعومة من الدول الغربية.

واقامت حماس التي يتخذ رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مقرا له في دمشق، خلال السنوات الماضية شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية من ضمنها مدارس، ما يفسر شعبيتها المتزايدة.

وهذه الشبكة تفسر تزايد نفوذها منذ ان انشأتها في 14 كانون الاول/ديسمبر 1987 بعد ايام من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى، مجموعة من الناشطين الاسلاميين المنبثقين عن جماعة الاخوان المسلمين.

وللمرة الاولى عبر القادة الرئيسيين للحركة عن ولائهم علنا للاخوان المسلمين في تجمع في غزة في الذكرى ال21 لتأسيس الحركة.

وتعارض حماس بشدة اتفاقات اوسلو التي ابرمت في العام 1993 وادت الى قيام السلطة الفلسطينية، داعية الى اقامة دولة اسلامية على كل اراضي فلسطين التاريخية.

وشكلت حماس في 2006 القوة التنفيذية للتصدي لسيطرة فتح على الاجهزة الامنية، وكانت السيطرة على اجهزة الامن من الاسباب الرئيسية خلف اندلاع النزاع بين الحركتين.

وهي مسؤولة عن معظم الهجمات الانتحارية على اسرائيل في السنوات الاخيرة وتبنت اطلاق صواريخ من غزة على جنوب الدولة العبرية.

وفرضت الاسرة الدولية حصارا ماليا ودبلوماسيا على الحكومة التي شكلتها حماس بعد شهرين على فوزها في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير 2006، كون الحركة مدرجة على لائحة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للحركات الارهابية.

وفيما خيمت ازمة اقتصادية وانسانية حادة في قطاع غزة، احتدم الصراع على السلطة بين فتح وحماس مسفرا عن مواجهات دامية على الارض اوقعت مئات القتلى منذ اكثر من سنة.

وشهد شهر يونيو/حزيران 2007 معارك واشتباكات اتسمت بعنف غير مسبوق بين الفلسطينيين وادت الى هزيمة الاجهزة والقوى التابعة لحركة فتح في قطاع غزة الذي احكمت حركة حماس سيطرتها عليه في 15 حزيران/يونيو.

وادت المواجهات الى سقوط 113 قتيلا.

وظهر رئيس الوزراء اسماعيل هنية الذي اعلن عباس اقالته، في موقع الزعيم الجديد لقطاع غزة فيما يعتبر محمود الزهار من ابرز قيادات الحركة. وكانت اسرائيل اغتالت مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي عام 2004.

ويدعو ميثاق حماس الى quot;الجهادquot; ويؤكد ان quot;كل يهودي وكل مستوطن هدف ويجب قتلهquot;.