رئيس جهاز الأمن الفلسطيني السابق في حوار مع مجلة دير شبيغل
دحلان: إستراتيجية حماس الوحيدة هي الدمار والفوضى

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في حوار غير منقوص مع مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار، تحدث محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في حركة فتح بقطاع غزة، عن الحرب التي تخوضها إسرائيل خلال هذه الأثناء ضد حركة حماس كما كشف عن أسباب اعتقاده بأن الحركة الإسلامية سوف تخرج خالية الوفاض من الانتخابات المقبلة. وجاء الحوار كما يلي:

السيد دحلان، لقد تم إخراج الحركة التي تنتمي إليها وهي حركة فتح من قطاع غزة على يد حماس قبل عام ونصف، هل أنت سعيد الآن لقيام إسرائيل بشن حرب ضد غريمكم ؟

لا، لأن قادة حماس ليسوا هم الذين يعانون من هذه الهجمات. فهم يجلسون في أمان بداخل مستودعاتهم ويشاهدون المواطنين بالخارج وهم يموتون. ومرة أخرى، من يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني. لقد كانوا رهينة مصالح مختلفة ndash; وبخاصة مصالح إسرائيل ndash; منذ عام 1967. وقد قامت إسرائيل في عقد الثمانينات من القرن الماضي بوضع من هم أعضاء بحركة فتح مثلي في السجن في الوقت الذي كانت تدعم فيه حماس. وما يحدث في غزة الآن هو امتداد لتلك السياسة.

هل تشارك حماس في تحمل مسؤولية الغارات الجوية الإسرائيلية ؟

تعطي الحركة الذريعة لإسرائيل كي تشن الحرب من خلال صواريخها. وحماس هي واحدة من أسوأ المنظمات في المنطقة. فالناس يخافون من الإسلاميين ولا يتجرأ أحد في غزة أن يوجه لهم انتقاداته، وإلا فقد يواجه الحبس أو حتى الموت. وشأنها شأن إسرائيل، لا تظهر حماس أي اعتبار للأشخاص العاديين - حيث يقوم مقاتلوها بإطلاق الصواريخ من قلب المناطق السكنية.

هل تعتقد أن الشعب سوف يثور ضد حماس ؟

هذا ليس بالأمر السهل. فلم يسبق للأميركيين وأن اعتقدوا أيضا بأن العراقيين سوف يرحبون بهم بالزهور ؟ سوف يبدأ الفلسطينيون فقط في كره حماس عندما تعرض علينا إسرائيل سلاما حقيقيا وحماس تحاول عرقلة هذه الفرصة.

لكن إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;أبو مازنquot; لا زالا يتفاوضان مع بعضهما الآخر.

هذه المحادثات لا معنى لها. فالإسرائيليون يوقفوننا فقط بالاجتماعات والمؤتمرات وعمليات السلام المزعومة. وعن طريق ذلك، ينجحوا في أن يعبثوا فقط بأيدي حماس.

كما كان لحركتك ( فتح ) نصيبها من الأخطاء

نعم، نحن لم نتعلم بعد من هزيمتنا في الانتخابات. فانتخاب قيادة جديدة أمر طال انتظاره.

هناك بعض الشائعات التي تقول إن السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة الإسرائيلية توصلا لاتفاق بخصوص الهجمات الدموية. تعليقك ؟

مثل هذه الأقاويل تندرج تحت إطار نظريات المؤامرة. فمثل هذه الهجمات لا تساعد أيا من محمود عباس أو حركة فتح.

إلى أي حد تري واقعية الهدف الإسرائيلي من تدمير حماس؟

في واقع الأمر، هم لا يريدون ذلك بالضبط. فإسرائيل تريد حماس من أجل منع تأسيس دولة فلسطينية. والهدف من العملية العسكرية الدائرة الآن هي الوصول لشروط أفضل لاتفاق وقف إطلاق النار القادم.

لكن ألا تعرض الحرب على فتح فرصة جديدة لتولي السلطة في قطاع غزة من جديد ؟

سوف نعود إلي غزة فقط في حالة فوزنا في الانتخابات ndash; وليس من خلال القوة العسكرية. وإذا سألتني عن رأيي الشخصي، فأنا سعيد مع هذا بالانقلاب ضد حماس.

ماذا تقصد من وراء ذلك؟

لقد أدرك الفلسطينيون الآن أن حماس غير قادرة علي القيادة. فقد كان يتم الاحتفاء بقادتها كأبطال للمقاومة ولقيامهم بمحاربة الفساد، لكن منذ انتخابهم فقدوا الشرعية بأكملها. وأصبحت إستراتيجية الحركة الوحيدة هي الدمار والفوضى. وفقدت بريقها ndash; وستخسر الانتخابات المقبلة.