فى اعقاب نشر اسمى منذ اسبوعين ضمن قائمة شملت اسماء 31 من الكتاب المصريين والعرب - فى عشرات المواقع العربية والاسلامية - واتهامنا زورا وكذبا وبدون ادنى دليل بالعمالة لاسرائيل وتقاضى رواتب عالية من وزارة الخارجية الاسرائيلية.. توالت الرسائل بالمئات على بريدى الاليكترونى سالنى بعض راسليها عن المرتب الذى اتقاضاة لقاء (عمالتى) لاسرائيل وعما اذا كانوا يدفعون بالجنية المصرى او الدولار الامريكى او الاسترالى.. وسالنى البعض الاخر اذا كانوا فى حاجة الى عملاء جدد... واذا كان فى مقدورى التوصية على طلباتهم التى سوف يتقدمون بها ليكونوا عملاء لاسرائيل لقاء حصولهم على رواتب من الخارجية الاسرائيلية!!!


وطلب منى البعض الاخر - معظمهم من كبرى الصحف الصادرة فى مصر- اجراء حوارات ولقاءات معهم والكتابة لصحفهم او مواقعهم على شبكات الانترنت بشرط ان اكون منصفا ومؤيدا للتظام المصرى وليس ضدة.
ولكن كان اظرف ما حدث نتيجة نشر اسمى ضمن هذة القائمة اننى فوجئت بزوجتى العزيزة الطيبة تسالنى ببراءة :
اللى قولى ياخويا انا سمعت من جارتنا ام عبدة ان انت بتعمل سفير لاسرائيل وبيدوك مرتب كبير قوى... عاوزا اعرف لية انت مخبى عليا هو انا مش مراتك ومن حقى اعرف والا اية؟؟ وعاوزة اعرف كمان انت بتودى الفلوس اللى انت بتخدها منهم فين؟؟
صدمت ودهشت لما قالتة زوجتى وسالتها بدورى : وعرفت منين ام عبدة ان انا باخد مرتب من اسرائيل؟؟


- من زوجها ياخويا..دة معندوش شغلانا الا الانترنت والقرايا طول اليوم.. دة قرا اسمك من هنا وحصل لة خلل فى دماغة.. قال اية عاوز يبقى سفير زيك لاسرائيل... جتنى مراتة من شوية وترجتنى ان انت تتوسط لة عند وزيرة الخارجية الاسرائلية... دة الرجل زهق من البطالة وتعب من مذلة المرواح والمجىء من والى مكاتب البطالة.. دة نفسة يشتغل ويكسب مالة بعرق جبينة لو قدرت تساعدة يبقى كتر خيرك.


سالت زوجتى بضيق: وطبعا ام عبدة وزوجها ابو عبدة صدقوا اللى انكتب فى صحف ومواقع المتطرفين من حماسووين واخوانجية وغيرهم من البغبغنات اللى رددوا وراءهم بغباء وحمق وعبط لا يحسدهم علية احدا؟؟
- ولية ياخويا ميصدقوش..انت راجل وشاطر.. ودايما بتجرى وراء لقمة العيش..وبعدين ياخويا الشغل مش عيب حتى لو عند اليهود... هو احنا مش بنا وبنهم سلام رسمى.


ضحكت وقلت لزوجتى :
قولى لام عبدة طلبها على عينى وراسى ها اكلم لها وزيرة خارجية اسرائيل بس بعد ما تنهى من الانتخابات فى اسرائيل.
وعادت زوجتى تسالنى مرة ثانية عن مرتبى الذى احصل علية من وزارة الخارجية الاسرائيلية فوجدت نفسى اقول لها بصوت غاضب محتد:


ياولية يامجنونة برضة صدقتى ام عبدة وزوجها الراجل الطيب ابو عبدة.. لو كنت باخد مرتب من اسرائيل مش كان بان علينا.. مش كنت جبت عربية بدل العربية العرجانة اللى بركبها.. ولو كنت باخذ مرتب منهم كنت برضة ها اشتغل 14 او 12 ساعة كل يوم عشان نوفر متطلبات الحياة اليومية الضرورية!!!


على اى حال وبعد نجاحى فى اقناع زوجتى وجدتنى اسال نفس : ياترى مش ممكن يكون كلامهم صح وتكون وزارة الخارجية الاسرائيلية بترسل مرتبات لى ولبقية المجموعة ولكن بتضيع فى الطريق او ربما يكون هناك تلاعب فى الامر وبدلا من حصولنا على هذة الرواتب يحصل عليها فردا او مجموعة افراد بطريقة ما ويحتفظون بها لانفسهم؟؟


فى اليوم التالى رفعت سماعة التليفون وقدمت نفسى لموظفة السفارة الاسرائيلية وبعد ان حكيت لها الحكاية من البداية للنهاية سالتها :
ياترى لماذا لم يصلنى مرتبى بعد من اسرائيل؟؟


ردت علي الموظفة قائلة بلهجة كلها رقة وانوثة : انت اكيد مجنون.. ثم اغلقت سماعة التليفون فى وجهى.
لم اغضب لاننى لست المجنون الوحيد فى هذا العالم وانما هناك غبرى ملايين ولكنى قررت ان اكتب الى وزارة الخارجية الاسرائيلية عن اسباب تاخر وصول مرتبى مقابل عملى سفيرا وعميلا لهم طبقا لما رددة وتناقلة علانية بعض الاغبياء المتطرفين فى صحفهم ومواقعهم واذا لم يصلنى مرتبى فى القريب العاجل فسوف اقوم بتقديم استقالتى واترك وظيفتى لام عبدة وزوجها.

صبحى فؤاد
استراليا
الاربعاء 11 فبراير 2009
[email protected]