قامت مصر مشكورة برئاسة الرئيس حسنى مبارك بدعوة واستضافة وفود اكثر من 70 دولة من دول العالم فى مدينة quot; شرم الشيخquot; من اجل الحصول على دعمهم المادى لاعادة بناء مدينة غزة من جديد ومساعدة اخوتنا الفلسطنيين بعد تعرضها للتدمير من قبل الاسرائيلين عقابا وردا على الصواريخ البدائية التى يطلقها التابعين للمقاومة الاسلامية حماس على القرى والمدن الاسرائيلية.

وهذا المؤتمر لم يكن الاول من نوعة ولن يكون الاخير بكل تاكيد حيث ان الانظمة المتتالية فى مصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى عهد الرئيس الحالى مبارك كانوا ولا يزالوا يعطون اهمية خاصة للقضية الفلسطنية ويبذلون وقتهم ومجهودات غير عادية من اجل الوصول لحلول عادلة لهذة القضية.

وطبعا لا اعتراض منا على مساعدة اخوتنا الفلسطنيين لحل قضيتهم ووضع نهاية لمعاناتهم ولكن ان تكون هذة المجهودات الضخمة المبذولة والوقت المكرس من قبل الرناسة والقيادات المصرية للقضية الفلسطنية ومشاكل الفلسطنيين على حساب مصالح المصريين والتقدم بالوطن فهنا يجوز التوقف والاعتراض لان مصلحة مصر وشعبها يجب ان تاتى اولا.

للاسف لقد كان ولا يزال وقت القيادات فى مصر ومجهوداتهم واتصالاتهم مخصص تقريبا بالكامل لحل مشاكل اخوتنا الفلسطنيين فى نفس الوقت الذى نجد فية المواطن المصرى يعانى من ظروف معيشية صعبة للغاية و نقص وعجز فى الخدمات التى من المفروض ان

تقدمها الدولة المتحضرة لمواطنيها من صحة وتعليم ومواصلات واسكان واتاحة فرص كافية للعاطلين عن العمل وخريجى المعاهد والجامعات وامن وامان.

منذ ايام قليلة سالنى واحد استرالى ببراءة شديدة عما اذا كان الرئيس مبارك هو رئيس غزة والفلسطنيين.. وطبعا لم اضحك او اسخر منة او اتهمة بالجهل والغباء وعدم المعرفة لان الرجل معذور فما من مرة يطلع فيها على اخبار المنطقة العربية والشرق الاوسط الا ويرى الرئيس مبارك او رئيس مخابراتة الوسيم اللواء عمر سليمان او وزير خارجيتة او غيرهم مشغولين ومهمومين بفلسطين والفلسطنيين والتفاوض مع الاسرائيليين والغرب بالنيابة عنهم !!!!

ان من حق ابناء مصر فى الداخل والخارج مطالبة الرئيس مبارك وحكومتة ومستشارية ومساعديهم بتكريس اوقاتهم لحل مشاكل المصريين التى لا اول او اخر لها بدلا من مضيعة الوقت فى التفاوض مع متطرفى حماس او غيرهم والتدخل بين الطرف الاسرائيلى والفلسطينى كما لو اننا اوصياء عليهم او مسؤلين عنهم.. اننا نامل ان يبذل الرئيس مبارك جهدا اكبر او على الاقل نفس الجهد الذى يبذلة من اجل الفلسطنيين من اجل اعمار مصر وتقدمها علميا وعمرانيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا والعمل بجدية بعيدا عن الشعارات على خلق سلام اجتماعى حقيقى بين ابناءها من مسلمين ومسيحيين.

ونامل ايضا ان يعطى من وقتة ولو القليل جدا للاستماع لمشاكل ومعاناة ابناء شعبة المصريين الغلابة الطيبين الصامدين الذين صاروا من كثرة معاناتهم وظروف المعيشة الصعبة التى يعيشونها على وشك الانفجار مثل البركان الغاضب المدمر.

لقد بذلت مصر الكثير طيلة الخمسين او الستين عام الماضية من اجل فلسطين والفلسطنيين وضحت بمئات الالوف من خيرة ابناءها ناهيك عن البلاين التى خسرتها نتيجة الحروب مع اسرائيل.. وفى تصورى انة لم يعد لدى مصر ما تعطية للفلسطنين والقضبة الفلسطنية اكثر مما اعطت من قبل لهم بحب وانكار للذات.

واعتقد ان الوقت قد حان لكى نقول للرئيس مبارك والقيادات المصرية : وماذا عن اعمار مصر وحل مشاكل المصريين ؟؟ وهل فى الامكان الدعوة الى مؤتمر مماثل لمساعدة مصر للخروج من الازمات الاقتصادية التى تتعرض لها حاليا نتيجة لنقص العائد القومى من السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج ؟؟

صبحى فؤاد

استراليا

الثلاثاء 3 مارس 2009

[email protected]