لم يعد الكلام فيما اذا كان يوجد نفوذ إيراني في العراق أم لا، بل الكلام أصبح يدور حول الأسباب التي أدت الى سقوط العراق بهذا الشكل السهل السريع في احضان ايران دون وجود مقاومة من قبل العراقيين للدفاع عن سيادة وطنهم وكرامته، وايضا كرامتهم كبشر يرفضون العبودية والعيش تحت رحمة الإحتلال الإيراني!

لقد أصبح سقوط العراق في قبضة ايران أمراً واقعاً تم التخطيط له بدهاء فارسي غاية في الذكاء الشيطاني والتكتيك والترويض وارتكاب شتى انواع الجرائم، ويجب الأشارة هنا الى ان ايران لم تكن في يوم ما خارج العراق، فقد كانت بأستمرار هي المتحكم الفعلي به، ماعدا فترة نظام المجرم صدام حسين الذي وقف بوجه أطماعها ولقنها درسا قاسيا وأذاقها طعم الهزيمة العسكرية، ولكن مما يؤسف له هو ان صدام حسين لم يكن ينطلق في مواجهة ايران من دوافع وطنية من اجل العراق، وانما كان يدافع عن كرسي السلطة وعن جبروته وهيمنته وطغيانه، ورغم هذا كان المستفيد في ألاخر من تصديه للعدوان الايراني هو العراق.

ولعلها فجيعة كبرى سيكتب عنها التاريخ كثيراً.. فجيعة السقوط السريع المستكين الخانع للعراق في القبضة الايرانية، فشعب الرافدين العنيد وصاحب التاريخ المجيد ومؤسس الحضارة الانسانية، والشرس في ميادين الحروب والقتال... نجده فجأة بعد سقوط نظام صدام إنهار كلياً وأستسلم بخنوع وذل مريع الى الأطماع الايرانية، وفتح كافة ابوابه وترك وطنه لهم... لقد قامت ايران بعملية انتقام وحشي لهزيمتها العسكرية امام الجيش العراقي الباسل.


سيكتب التاريخ ان قسما من الشعب العراقي سكت، وخضع، وخنع، وتواطأ، وخان وطنه.. وسيكتب ان قسما من العراقيين كانوا فرحين بالإحتلال الايراني وسعداء به، بل أكثر من هذا بعض العراقيين تحمسوا لإيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم وعملوا كل شيء من اجل توسيع نفوذها وسيطرتها على العراق !

أنها كارثة غياب مشاعر الأنتماء الوطني!!

خضير طاهر


[email protected]