أيام الحرب الباردة كان الإتحاد السوفييتي يجري تجاربه النووية في أراضي وأجواء كازاخستان، وبالذات على بعد 150 كم عن مدينة quot;سمايquot;. أول تجربة نووية كانت في عام 1949.فيما بعد أصبحت كازاخستان مخزناً للأسلحة الذرية السوفييتية.
في عام 1989 إستقلت كازاخستان وأعلنت وقف التجارب تماماً.
عام 1991 إتفقت كل من بيلاروسيا وأوكرانيا وكازاخستان على التخلص من ترسانة الأسلحة النووية، والتي كانت تتكون من الاف الرؤوس النويية. إضطرت هذه الدول للتسول على أبواب الغرب للحصول على الإمكانات المادية الباهظة والتقنية المعقدة لذلك. ولكن الغرب قدم الفاتورة برحابة صدر.
كازاخستان إكتفت بمفاعلات لإنتاج الطاقة السلمية وهي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة.
مدينة quot;سمايquot;، محطة التجارب النووية لاتزال تعاني من آثار كوارث تلك الحقبة وعلى رأسها السرطانات والتشوهات التي تصيب السكان.على الرغم من الجهود المضنية التي بذلت لتنقية المنطقة من المواد المشعة، إلا أن التأثيرات المتأخرة للأشعة ستدوم لعدة عقود قادمة حسب تقييم العلماء.
هذه السنة إحتفلت كازاخستان بمرور 20 عاماً على وقف التجارب و 18 عاماً على التخلص من الأسلحة المذكورة في حفل مهيب ضم الوجوه السياسية البارزة في العالم.
الرئيس الكازاخي نازارباييف قال في تلك المناسبة بما معناه: عندما كنا نملك الأسلحة الذرية كانت العلاقات مع كل دول المنطقة متوترة ويسودها أجواء عدم الثقة والعداوة. ولكن بعد التخلص من هذه الأسلحة عمت المنطقة الثقة والسلام والتعاون الى يومنا هذا.
ماذا إذن هو هدف أيران للإستحواذ على السلاح النووي بالرغم من معرفتها بكل تلك الحقائق الآنفة الذكر؟.
الدول التي كانت مجهزة بكل أنواع الأسلحة النووية تضرعت الى الدول الثرية للتخلص من آفة تلك الأسلحة، إلا أن ايران تبذل المستحيل لإدخال هذه الآفة الى بيتها وبيت الجيران.
ألا يعلم حكام ايران أن كل تلك الترسانة النووية السوفياتية تحولت الى مجرد ألعاب نارية أمام اسلحة وتقنية quot;حرب النجومquot; التي يملكها quot;الشيطان الأكبرquot; ؟.
مصير هذه المنشآت النووية الإيرانية سيكون نفس المصير الذي لاقاه جاره العراقي قبل عقود quot;مفاعل تموزquot; مع فرق بسيط وهو أن تلك الأمول الضخمة ستذهب هذه المرة الى جيوب الروس بدلاً من الفرنسيين. وبذلك تكون ايران قد خسرت كل تلك الأموال التي جنتها من الإرتفاع الجنوني لأسعار النفط إضافة الى الأموال التي تذهب من الخليج الى جيوب الغرب بسبب القلق الناتج عن النوايا الايرانية.
ألا يوجد إتفاق بين الشرق والغرب في هذه اللعبة التي بدأها ملالي طهران؟.
العالم كله متفق على أن يكون السلاح النووي بيد العقلاء.
هل إسرائيل عاقلة؟. الجواب: هل وجدتم إسرائيلياً واحداً طلب اللجوء خارج وطنه عدا فانونو الذي ثبت أنه مجنون ؟.هل هناك عاقل يتجرأ على قول العكس؟.
لو كان هناك شيء من العقل لدى الايرانيين لما أقدموا حتى على مجرد لفظة quot;السلاح النوويquot;، وهم الذين لايزالون يشترون النفط المكرر من الخارج.
إذا كان هذا هو حال quot;الملاليquot; مع الحقائق العلمية الدامغة، فبإمكانكم تصور الحال في صراعهم على السلطة، وهو ما يحدث الآن على الأرض.
الجواب على السؤال، ما هو هدف ايران من كل ذلك: الجواب برسمكم سادتي القراء.
بنكي حاجو
طبيب كردي السويد
[email protected]






التعليقات