محمد عبد العزيز من القاهرةانت الإيرادات وما تزال هي المقياس الأهم لنجاح الأفلام جماهيريا، فلن تستطيع معرفة ما إذا كان الفيلم ناجحا أم لا من خلال الذهاب إلى دور العرض لمعرفة حجم الإقبال على الفيلم من قبل الجمهور نظرا لتباين فئات الجمهور من مكان لآخر ومن فيلم لآخر، ولكن شركات الإنتاج السينمائية في مصر جعلت من اللف على دور العرض في كل المحافظات المصرية الآن هو السبيل الوحيد أمام المهتمين بالسينما لمعرفة مدى إقبال الجمهور على دور العرض، بعد أن منعت معظم الشركات الآن إصدار بيان بإيرادات أفلامها، بالرغم من أن هذه الشركات من قبل كانت تقوم بتوزيع الإيرادات وإرسالها للصحفيين بدون أن يحتاجوها، بالرغم من تأكدنا من أن الأرقام التي كانوا يرسلونها غير صحيحة وبها بعض المبالغة وذلك من أجل ألا يظهروا أن الفيلم قد فشل جماهيريا من أجل الحصول على سعر أعلى من القنوات الفضائية التي تشتري هذه الأفلام على حسب نجاحها الجماهيري في السينما.

من فيلم علاقات خطرة
وهذه الخطوة من منع لظهور الإيرادات هي من بعض الثمار الأولى التي تجنيها السينما المصرية من جراء القرار الذي اتخذته شركتا الإنتاج والتوزيع في مصر منذ عيد الفطر الماضي بالفصل التام وعدم عرض أفلام كل طرف في شاشات الآخر، فبعد أن كانت الشركة العربية مثلا ترسل إيراداتها لأفلامها وأفلام التكتل الآخر ndash;النصر، أوسكار، الماسة- التي تعرضها في شاشتها، مع بعض المبالغة أو التقليل من أفلام على حساب أفلام أخرى، أصبح الآن لا فائدة لإظهار الإيرادات بعد أن أنفصل التكتلان، وأصبح الحصول على الإيرادات الصحيحة أصعب من السابق، وكأنها معلومات حربية، وعموما فإن الأسابيع الأولى من الموسم الصيفي، حملت لنا بعض البشائر مع تسريب أرقام إيرادات بعض الأفلام ومنها مثلا عمر وسلمى وهو الذي يعود به تامر حسني إلى جمهوره بعد فترة السجن، وكان من المتوقع من قبل معظم المهتمين والمراقبين لصناعة السينما في مصر نجاحا أسطوريا لهذا الفيلم نظرا للشعبية الكبيرة التي يمتلكها تامر حسني، ولكن المفاجأة في أسبوعه الأول لم يستطع أن يتعدى حاجز النصف مليون في مفاجأة من العيار الثقيل، وتكرر الأمر مع فيلم 45 يوم لأحمد الفيشاوي والذي لم يحقق إيرادات تذكر في الأسبوعين الذي عرض فيهم، وهو ما أدى إلى إخفاء إيراداته عن كل المصادر، أما فيلم علاقات خاصة والذي يقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة وبالرغم من الدعاية الكبيرة له، إلا أن الفيلم حقق في أسبوعي عرضه 90 ألف جنيه، وكانت خسارته كبيرة حتى إنه يحقق ألفي جنيه في اليوم فقط في كل دار عرض يعرض بها، وبالنسبة لفيلم قص ولزق فقد حقق إيرادات معقولة في أول أسبوع لعرضه حيث حقق 393 ألف جنيه.
وهذه الإيرادات قد تكون متوقعة نظرا لأن امتحانات الطلبة لم تنته إلى الآن وإن كان إخفاء الإيرادات أمر قد يصيب السوق ببعض من عدم الاستقرار نظرا لعدم معرفة الأفلام الناجحة من غيرها، ولكن عل هذا الأمر يتم تداركه مع دخول أهم موسم سينمائي في مصر مع معركة الصيف الشرسة.