بهية مارديني من دمشق:ما احوال الفيلم المصري في سوريا؟ هل تراجعت ام تقدمت سؤال وجهته ايلاف للمختصين والناس:

قاسم المطيري (موظف قطع تذاكر في سينما الزهراء): عرض الفيلم المصري يكون حسب العرض والطلب، فإذا كان هناك طلب عليه يعرض وإذا كان قد حقق شهرة، والإقبال على الفيلم المصري يكون حسب شهرة الممثل وحسب القصة أو الموضوع الذي يركز عليه الفيلم، وطبعاً الأفلام الحديثة هي التي تعرض فالقديمة لا، وفي الكثير من الأحيان القصة التي تعالج هم وطني، يكون الإقبال عليها أكثر من المواضيع الاجتماعية وجمهورها يكون اكبر، وبشكل عام جمهور السينما عندنا هو من طلاب الجامعات أي الشباب، وهناك المراهقين أيضاً لكن بنسبة أقل من طلاب الجامعات إذ أن إقبالهم يكون على الأفلام الأجنبية وخصوصاً (Action) والأفلام المعروضة عندنا أكثرها أجنبية وخصوصاً أمريكية ndash; هندية.

صالة سينمائية تعرض فيلما مصريا
لكن بشكل عام الإقبال على السينما الآن مقارنة مع الإقبال في السابق قد تراجع كثيراً بسبب غزو الفضائيات، وبسبب الوضع الاقتصادي فكل شخص همه لقمة عيشه ومعظمنا آخر شيء يفكر فيه الترفيه، وحتى العلاقات الاجتماعية والتواصل أصبح أقل مما كان سابقاً لذلك أحياناً يكون الفيلم معروض في أمريكا في نفس الوقت الذي نعرضه هنا ومع ذلك تكون واردات الفيلم هنا قليلة جداً وضعيفة بينما في أمريكا تكون وارداته مرتفعة جداً.
عندنا يتم عرض أفلام سورية لكن قليلة لأن الإنتاج السينمائي قليل ومؤخراً كان يتم عرض (الآباء الصغار) لدريد لحام هنا في سينما الزهراء الجمهور والدولة لا تنصفنا في هذا المجال إذا لا يوجد اهتمام، وبالنسبة للناحية الإعلامية لها دور في استقطاب الجمهور إذا نقوم بوضع إعلانات في الشوارع (لوحات الكونكورد) لكن قليلة نسبياً ولا يراها نسبة كبيرة من الجمهور، أما الأفلام تستورد عن طريق الدولة ممثلة بوزارة الثقافة وتمر قبل كل شيء على مديرية الرقابة.
المهندس (نادر صنيج): هناك فرق كبير بين سينما اليوم وسينما الأمس فأيام زمان كنا إذا حضرنا فيلم مصري فيه قصة أو صدق أو تفاعل أكثر اليوم لا نرى فيلم له قصة مؤثرة أو مشوقة بل أصبحت كلها قصص مستهلكة ومعروفة كما الأفلام الهندية (البطل الذي ينقذ البطلة من عصابة قتلة) والنهاية السعيدة، والأفلام أصبحت مبتذلة وتجارية قديماً القصة لو كانت معالجة من قبل كنا نتأثر ونستمتع بما نشاهده، والتأثير الكبير اليوم على السينما هو الفضائيات، التي تضخ لنا كميات هائلة من والأفلام والأغاني الجيدة والرديئة وهناك محطات جيدة علمية وثقافية وأي فيلم يمكن أن تشاهده على القنوات الفضائية ونستغني عن السينما، وحتى أفلام الفضائيات أصبحت مكررة ومملة. وأنا كمشاهد أفضل الفيلم الأجنبي على الفيلم العربي لأن الفيلم العربي أصبح يبعد عن الواقع ويستخف بعقول المشاهدين والأجنبي ليس لأنه أفضل لكن الإنتاج يكون جيد والقصة أحياناً جيدة والإخراج يكون جيد ومكلف بينما معظم الأفلام العربية أصبحت الآن تركز على الكلفة القليلة والإيراد الكبير فينتج سينما سيئة للغاية كما في (أفلام السبكي) المصرية، وحتى الفيلم العربي ترى هناك أربع أو خمس ممثلين و 10 كومبارس فقط والتركيز يكون على البطل والبطلة، حتى أن أفلامنا أصبحت معظمها مستوردة من ثقافة الغرب وتدس ثقافة غربية عند مجتمعاتنا وجيل الشباب الآن لا يحب الأفلام العربية بشكل عام ويفضلون الأجنبي على العربي، لأن كل ما هو موجود حولهم مصدر من الغرب ويعتمد على التكنولوجيا ويصدر كل شيء جاهز لهم مما يعزز ثقافة الإهمال والاتكال ويحرمهم من إجراء محاكمة عقلية، فالأفلام القديمة كانت تضع المشاهد في جو من المحاكمات العقلية والمنطقية وتحريك الذهن أما الآن فقدنا هذا الشيء.
أبو سعيد (صاحب سينما النجوم): الفيلم المصري فقد وجوده ضمن صالات السينما لعيوب في الفيلم نفسه ولتراجع السينما أيضاً الآن في سوريا لا يوجد عروض مصرية إلا في سينما الشام لأنها تأخذ الأفلام القوية مثل أفلام عادل إمام ومحمد هنيدي...، قديماً كان الفيلم يؤخذ عن طريق مناقصة أو مزاودة وبعدها تم إصدار قانون يخص منع استيراد الأفلام إلا عن طريق المؤسسة العامة للسينما بل أصبح كل شخص أو صاحب سينما يختار ما يريده ويعرضه على المؤسسة العامة للسينما وبعدها أما يأخذ الموافقة أولاً أي أصبح الأمر اختياري، والآن في سوريا لا يوجد سينما بالمعنى الحقيقي إذا فقد وتقريباً جمهورها أصبح معدوماً والسبب الأساسي هو الفضائيات التي أغرقت المشاهد بالأفلام وجعلته يستغني عن السينما وإذا ما ذهبت إلى صالات السينما تراها خالية إلا إذا كان شخص وخطيبته أو مجموعة من المراهقين أو مجموعة من الشباب سمعوا عن فيلم أخذ صدى ورغم أن أن سعر التذكرة لا يتجاوز 200 ل. س. وساهمت الحكومة في هذا الوضع نتيجة لأنهم وضعوا السينما في حالة ركود خلال عقود من السنين لأنهم كانوا يمنعون دخول الأفلام القوية وبعد سنتين أو ثلاثة تعرض فالمشاهد يكون قد رأى الفيلم من مصادر أخرى وأيضاً الآن أصبح (DVD)
سعره 15ل. س. وبمتناول الجميع أي أصبحت السينما في الحضيض وأحدث فيلم تراه قد نسخ ويباع على (البسطات). الآن فيلم (عمر وسلمى) وفيلم (أيظن) المصريان يباع بzwj;zwj;15 ل. س. إذا ليس هناك حماية لحقوق الناشر، فالجمهور السينمائي قد قاطع السينما منذ زمن ولا أظن أن هناك حلول وقد فقدنا شيء أسمه سينما رغم أن من يحضر الفيلم ضمن قاعة السينما يكون شيء مختلف تماماً عن حضوره خارجها، اليوم هناك في سينما الشام يعرض أفلام تكون بنفس الوقت معروضة في دول كثيرة ومع ذلك الجمهور ضعيف جداً وبرأيي إن صالات السينما تحتضر.
هادي (طيار مدني): تعتبر السينما المصرية هوليود العرب، إذ تمتاز هذه السينما بأصالتها وقدمها وحتى حاضرها، فهذه السينما متكاملة من المؤلفين إلى الممثلين إلى المخرجين إلى المصورين، فقد باتت وظلت تعاصر كل هموم الحياة المستجدة، فقد أعطت هذه السينما لكل جيل حقه فقد قدمت عن الحب أروع ما قدمته وصولاً إلى أفلامها الأخيرة المتمثلة بالإثارة في المشاهد، فهذه السينما تترجم العصر الذي نحن فيه بعمل فني. لكن يبقى قمة هرم السينما المصرية هي الأفلام القديمة الخالدة فكان تناولها للقضايا العامة بناءة وهادفة. كما تتألق في الوقت الحاضر المسلسلات السورية المتنوعة من التاريخية التي بدأت بنظري تضاهي المسلسلات المصرية (التاريخية) واعتقد إذا استمروا بهذا العطاء ستتوجه الأضواء إلى هذا الكوكب الفني الجديد. أما عن السينما الغربية فقد كانت سابقاً موضوعية والأفلام القديمة مرغوبة أكثر من التي نشاهدها الآن، فالأفلام اليوم هي موسمية تمر وتنمحي من ذاكرتنا بسرعة، أما عن الأفلام القديمة لا زال البعض يسال عنها.
سمايا (محامية): إن سبب تراجع السينما المصرية بشكل عام هي سيطرة السينما الأمريكية، وتوجهها نحو الأفلام التجارية التي تستخف بعقول المشاهدين أو الأفلام التي ترتكز على الكوميديا غير الفاعلة ونحن نسمع عن تركيز الأفلام على شخصية واحدة أو نجم مشهور وحضوره الكثيف وبأجر فلكي وجعله الشخصية الوحيدة تقريباً في الفيلم أيضاً أصبحنا نشاهد معظم الأفلام الحديثة تدور حول قصص بعيدة عن واقعنا تماماً وخيالية أحياناً وكما كان (جاكي شان) يقذف القنبلة على الأعداء فيفجرهم ويطير بعيداً عنهما ثم يقبل عليك بمشية المنتصر وبرأيي أصبحت السينما المصرية في الحضيض طبعاً لا يخلو الأمر من بعض الأفلام الجميلة والرائعة التي تعالج قضايا جوهرية وتعيشها مجتمعاتنا أو ظواهر متفشية، ومعظم الممثلات الآن يركزن على شكلهن لا على أدائهن وبالتالي يخلو العمل من الصدقية. فالسينما المصرية الآن تراجعت بشكل كبير عن السينما في السابق إذ أن معظم أفلامها لا تعالج أي قضية وتقدم أحداث غير منطقية أيضاً هناك ناحية مهمة وهي أن غالبية الأفلام تعالج أو تنوه إلى قصص الطبقة الغنية لا المجتمع أو الطبقات الأخرى وكل الأفلام هناك الشاب الثري والفتاة الثرية والخدم والسيارات والسفر إلى الخارج وهذا لا ينسجم مع مجتمعاتنا كما في أغاني الفيديو كليب الآن إذا تبحث المطربة عن المخرج الذي يصور سيارتها الفخمة وفيلتها وثيابها وحبيبها القادم على (شبح) لا على حصان أيضاً المطربين كذلك وكأنهم قد يروا أنفسهم في تلك الفيديو كليبات الثرية بينما من يرى الأعمال القديمة من قصص نجيب محفوظ مثلاً (فتوات الحسينية).. بداية ونهاية... يرى بروز مشاكل الطبقة الفقيرة وهمومها ومعاناتها لذلك لا يمكن تقييم السينما المصرية الآن بأنها ذات مستوى جيد، بالإضافة إلى تردي الفيلم المصري أثرت عليه الأفلام الأجنبية وخصوصاً الأمريكية التي تصدر لنا وتنشر ثقافة العنف بين أبنائنا وتسطح عقولهم وتصور لهم أن أمريكا هي المنقذ الوحيد العالم من كل مشاكله وأن الأمريكي هو العقل المدبر والمفكر وباقي البشر مهما وصلوا حدود الفكر تنقصهم لمسة الأمريكي الذكي ويركزون لصق تهمة الإرهاب بالشرق الأوسط ونحن نستمتع بتلك الأفلام ونقلدها دون علم منا بخطرها.