محمد موسى من أمستردام:يمنح برنامج quot;مشاهد واراءquot; الفيلم التسجيلي اهتماما ومساحة تلفزيونية مهمين، البرنامج الاسبوعي الذي تبثه قناة العربية الفضائية منذ سنوات يعرض الكثير من نتاجات السينما التسجيلية العربية والاجنبية ضمن حلقاته التي تفرد ايضا مساحة كبيرة اخرى لنقاش - يبث مباشرا على الهواء- عن قضايا سياسية واجتماعية تتعرض لها هذه الأفلام.
هوية البرنامج التي لم تتضح منذ بدايات عرض البرنامج بقيت ملتبسة قليلا الى اليوم،فالبرنامج لا يمكن وصفه بالبرنامج الفني السينمائي على الرغم من عرضه للكثير من الاعمال المهمة الحديثة لمخرجين تسجيلين عرب واجانب متميزين، البرنامج مثلا بقى بعيدا وغير معني بأعمال تجريبية فنية كثيرة لها علاقة بتطور الشكل السينمائي او التقنيات السينمائية الحديثة في الفيلم التسجيلي، كما ان الحوار الذي يدور بين ضيوف البرنامج لا يتعلق دائما بالفيلم وبنيته الفنية وجماليته وعناصر نجاحه او اخفاقه في تقديم الموضوع.
البرنامج من الجانب الآخر لا يشبه اي من برامج الحوارات التي تعرضها الفضائيات بكثرة، برنامج quot;مشاهد وآراءquot; يختلف عن اي برنامج حواري آخر بسبب المادة الصورية التي تعرض على قسمين في البرنامج، الأفلام التسجيلية واحيانا التحقيقات التلفزيونية التي يعرضها البرنامج يكون لها صوتها الاهم ومكانتها المفصلية في حوارات الضيوف في البرنامج ليس لانها مناسبة الحوار فقط، لكنها تقدم بالعادة وجهة نظر اصيلة واضاءة و مكاشفة اخرى لموضوع للحوار. برنامج مشاهد وآراء
نجاح البرنامج يتربط ربما بهذه الهوية الغير واضحة له والتي لم تحصره في جمهور معين،فلجمهور السينما والمهتمين هناك الفيلم التسجيلي والحوار الفني احيانا الذي يتخلل عروض الأفلام التسجيلية،ولجمهور الفضائيات وبرامج الحوارات هناك ايضا الحوار المتميز المباشر عن قضابا مهمة بالعادة.
نجاح البرنامج يرتبط ايضا بالفريق الذي يقف وراء البرنامج وللقناة الاخبارة الكبرى التي تعرضه، الشكل المثير الذي يقدم فيه البرنامج والحضور المتميز للمذيعة الناجحة حقا ميسون عزام وفطنتها وسرعة استجابتها لتقلبات حوار الاستديو وتوجيه بذكاء باتجاه موضوع الحلقة.
رغم نجاح برنامج quot;مشاهد وآراءquot; والبدء بمحطة تلفزيونية خاصة بعرض الأفلام الوثائقية مازال حضور السينما التسجيلية العربية على شاشات التلفزيونات العربية ضعيفا وبعيدا عن امنيات الكثيرين من صناع هذه السينما او محبيها،الأفلام التسجيلية العربية تعاني من تركة ثقيلة من الأراء المسبقة عن الفن الغير شعبي الذي تقدمه هذه السينما والذي لا يبيع ولا يجذب المعلن العربي، لا احد بالطبع انجز استطلاعا علميا عن نسب مشاهدة الأفلام الوثائقية التي تعرض بمفردها او ضمن سياق برامج مثل برنامج مشاهد وآراء، اتهام السينما التسجيلية بالفشل في جذب المشاهد تهمه تحمل الكثير من الأجحاف،الكثير من اللحظات التلفزيونية المتميزة للكثيرين ولفترة العشر سنوات الأخيرة كانت لافلام تسجيلية عربية عرضت على هذه الشاشات.مشكلة الأفلام التسجيلية العربية هي اعقد بكثير من حسابات المعلن والمستهلك، هي ترتبط كثيرا بالسلطة الثقافية الرقابية للكثير من الدول العربية التي ترفض ان يتعاطى التلفزيون بتاثيره الشعبي الكبير مع السينما التسجيلية والتي تتعرض للكثير من المحرمات العربية،هيكيلية عمليات الانتاج التلفزيوني وسهولة السيطرة عليها من قبل السلطات الرقابية تجعل الفيلم التسجيلي العربي ببنيته وشروط انتاجه الخاصة شيئا يحمل الكثير من الغواية والريبة لتتفنن التلفزيونات في وضع عشرات العراقيل في وجه ومنعه في الوصول الى الجمهور الواسع.
رغم المشاكل التي يواجها الفيلم التسجيلي العربي الا ان كل الدلائل تشير الى ان الصناعة في تقدم ملحوظ وان هناك الكثير من الأهتمام من الشباب العرب بالأفلام وتطورات صناعتها،تاثيرات نجاح الأفلام التسجيلية في اوربا وامريكا وتحول عروض الأفلام التسجيلية في الصالات السينمائية هناك الى تقليد طبيعي لا بد ان يصل الى المنطقة ويلهم الكثيرين فيها على انتاج سينماهم الخاصة والسعي الى توصيلها الى الجمهور العربي .
التعليقات