محمد عبد العزيز من القاهرة:عرض مؤخرا بالجامعة الأمريكية الفيلم القصير quot;عين السمكةquot; للمخرج أحمد خالد الذي أثار جدلا بفيلمه الأول quot;الجنيه الخامسquot; بسبب ما به من مشاهد صريحة وصادمة نسبيا عما اعتاده الجمهور المصري، فيلم عين السمكة هو الآخر واجه نفس المشكلة عندما رفضت إدارة مهرجان الإسكندرية الدولي إشراك الفيلم إلا بعد أن يحذف أحمد خالد مشهدين من الفيلم، الأول للبطل وهو يمارس العادة السرية في الحمام، والآخر مشهد في أحد المقاهي الشعبية مع أصدقائه، وحمل الحوار في هذا المشهد بعض السباب والشتائم المتبادلة بين بطل الفيلم وأصدقائه، وقد علق أحمد خالد على هذا الأمر قائلا بأنه يكن كل التقدير والاحترام للمهرجان وإدارته، وأنه كان يتمنى المشاركة بالمهرجان ولكنه يحترم وجهة نظرهم التي أدت إلى وضع شروط على عرض الفيلم ضمن أفلام المهرجان، ولكنه في النهاية لا يستطيع قبول الوصاية عليه وعلى أفلامه، لأنه صنع فيلما يوضح وجهة نظره من خلال وسيلة تتيح لصانعها إظهار وجهة نظره بعيدا عن الرقابة وفرض الوصاية وتقييد الحرية وهي الأفلام القصيرة المستقلة، مضيف أنه لا يستطيع أن يقدم مشهد في أحد المقاهي الشعبية ويتكلم الممثلون بالفرنسية أو حتى بلغة راقية .

المخرج مع النجم الشاب خالد او النجا بعد عرض الفيلم


فيلم عين السمكة يعتبر فيلم quot;حالةquot; وهو يحكي في إطار يكسر الدراما الاعتيادية ومسألة الحكي في الأفلام عن شخص لا يستطيع النوم ومصاب بالأرق المزمن، ويحاول بكل الطرق الممكنة أن يخلد إلى النوم ولكنه لا يستطيع، ويوضح الفيلم من خلال عدة مشاهد علاقته بأسرته وأصدقائه وعمله الذي لا يقبله فيتركه بعد أن يمل منه، كل ذلك مع الاستعانة بتعليق صوتي يمثل صوت الراوي على مدار أحداث الفيلم الذي وصل زمنه إلى 20 دقيقة، ومسألة الـ VOICE OVER بالذات كان لها النصيب الأكبر من التعليقات من قبل جمهور المشاهدين من نقاد وصحفيين، حيث وصفها البعض بأنها كانت أطول من اللازم، وكان من الأفضل الاستغناء عنها في بعض المشاهد حتى لا تصيب المشاهد بالإزعاج، بينما يؤكد أحمد خالد بأنه كان يقصد بالفعل أن يخرج تعليق الراوي بهذا الشكل، ويصفه بأنه نوع من الفن التجريبي ولكنه في التعليق فقط، أما على مستوى الصورة فهو يؤكد أنها كانت واقعية بعيد عن التجريب أو الفن التشكيلي الذي ينتمي خالد إلى رساميه.
ويضيف أحمد خالد أن الفيلم تخطت ميزانيته كل الأفلام المستقلة القصيرة الأخرى، وأنه قد يكون الأعلى تكلفة بين بقية الأفلام، ويرجع ذلك إلى حرصه على أن يخرج الفيلم بصورة جيدة وبالشكل الذي يرضيه، وهو الأمر الذي فرض عليه التعامل مع فريق عمل محترف، وبمقابل مادي وهو الأمر الذي لا يحدث مع معظم الأفلام القصيرة، كما أن هناك الكثير من الخدع البصرية والإيفيكتات التي استخدمها ضمن بعض مشاهد الفيلم، ويضيف أنه كان يريد أن يخرج الفيلم بصورة جيدة بعيد عما يقال بأن الأفلام القصيرة قد تكون جيدة أو نلتمس لها العذر بسبب الظروف الإنتاجية، مؤكدا على أن الفيلم القصير يجب أن يصنع جيدا ولا ينبغي لنا الحكم على الفيلم بأنه جيد أو ضعيف التكلفة، بل جيد أو غير ذلك.

من فيلم عين السمكة


ويؤكد وليد فواز بطل العرض أنه يشكر أحمد خالد على الثقة التي منحها له خاصة أن هذا هو الفيلم الأول الذي يمنح فيه تلك المساحة الكبيرة والتي كانت تمثل تحديا بالنسبة له، ولكنه اكتسب منها الثقة بالنفس والقدرة على التعامل بحنكة أكثر مع الكاميرا، مؤكدا على أن أحمد بالرغم من عصبيته، إلا أن التوجيهات التي كان يوجهها تفيد كل فريق العمل وليس هو فقط، فهو مخرج واع لما يقدمه، ويعرف بالضبط ما يريد إظهاره على الشاشة، كما أنه منح له الفرصة لأن يقوم بتسجيل صوت الراوي أيضا وهو الأمر الذي أكسبه خبرة أخرى في التسجيل والتعبير الصوتي، مضيفا أن أصعب المشاهد التي واجهته في تصوير الفيلم هو مشهد ممارسة البطل للعادة السرية، حيث كان قلقا ومتخوفا مثله مثل أي رجل شرقي، ولكن أحمد خالد أقنعه بأنه يقدم ما تقوم به الشخصية، وأن هذا المشهد ضروري، وهو الأمر الذي شجعه على تصوير هذا المشهد.
وقد حضر العرض عدد كبير من النقاد والصحفيين منهم عصام زكريا ووائل حمدي ومحمد رجاء، وغيرهم من النقاد، وحضر أيضا خالد أبو النجا وأسامة فوزي وإيهاب لمعي، وقد عرض الفيلم مرتين على مدار ساعة، وألغى أحمد خالد بعد ذلك الندوة التي كان من المقرر عقدها بعد العرض.

[email protected]