محمد عبد العزيز من القاهرة:في حفل مختلف عن معظم حفلات افتتاح الأفلام، احتفل استديو مصر مؤخرا بافتتاح تصوير أول أفلامه السينمائية الطويلة quot;احنا اتقابلنا قبل كدهquot; والذي ستقوم بالبطولة فيه نيللي كريم ومعها حسن حسني وآسر ياسين وعمرو ممدوح وكارولين خليل وراندا البحيري، والفيلم هو التجربة الأولي للكاتبة نادين شمس، وللمخرج هشام الشافعي، الفيلم تدور قصته حول طالبة جامعية نعيش قصة حب مع زميل لها تنتهي بالزواج، وتنتقل الأحداث أربع سنوات لنعرف ما قد وصل إليه الأمر بينهما، وهل كان هذا الزواج قرارا صائبا أم لا؟ ويناقش الفيلم قضية في غاية الحساسية بالنسبة للرجال الشرقيين، وهي هل من المفترض أن ترد الزوجة على خيانة زوجها لها بخيانة؟.

حسن حسني يتوسط ابطال الفيلم

الحفل كان بسيطا وفي نفس الوقت مختلفا، فلأول مرة يتم استقبال الإعلاميين بعازف quot;ساكسquot; يخبئ ورائه اسم الفيلم المكتوب على بوكيه ورد كبير، وكذلك فوجئ الإعلاميون بعدم وجود quot;التورتةquot; المعتادة في مثل هذه الافتتاحات، واستبدالها بزجاجات الشمبانيا فتحت وشرب منها من يريد من الصحفيين وكاست العمل والضيوف.
مفاجأة الحفل أيضا كان حسن حسني الذي لم نعتد على وجوده في مثل هذه الاحتفالات بسبب اصراره الدائم على عدم التحدث للصحفيين أو الإعلاميين منذ سنوات، ولكنه هنا وللمرة الأولى يتحدث مع جميع القنوات التي استغلت الفرصة جيدا وأجرت حوارار مطولا معه، كذلك أصر الصحفيون على إجراء حوار معه ونجحوا في إقناعه بذلك.
وقد أكدت نيلي كريم على أن سيناريو فيلم quot;احنا اتقابلنا قبل كدهquot; مختلف عن كل السيناريوهات التي قدمت قبل ذلك، مضيفة أنها تؤدي في الفيلم شخصية سارة التي تحب يوسف وتتزوجه بعد الدراسة، ولكنها تكتشف خيانته لها، وتنجذب هي عاطفيا إلى زميل يعمل معها، ولكن هذا التجاذب لا يصل إلى حد الخيانة، وتقول إن السيناريو يقدم أشخاصا حقيقين نقابلهم في أماكن عدة، وهو الأمر الذي جذبها في السيناريو، أما عن تعاملها مع مخرج جديد وشركة انتاج جديدة فتعلق نيللي بأنها عملت مع أكثر من مخرج في أعمالهم الأولى مثل عثمان أبو لبن وأمير رمسيس وأحمد صالح، وأنها تحب التجريب وترى أن هشام الشافعي لديه رؤية متميزة وسينفذ الفيلم بالشكل المطلوب.
أما النجم حسن حسني فقد كان له نصيب الأسد من الحوارات لندرتها، وأكد أنه يقوم في الفيلم بدور شخص كبير في السن هو عبد اللطيف لديه محل لبيع الزهور، يتعرف على سارة ويساعدها كثيرا في حل مشاكله، وتنشأ بينهما علاقة من نوع غريب، لا يمكن تصنيفها، قد تكون مشاعر أبوة أو أن سارة قد أعادت للشخص الطاعن في السن الشباب مرة أخرى، ويؤكد حسن حسني على أن الدور ليس كوميديا، بل هو دراما حياتية نعيشها، ورد على أنه يخلع جلده الكوميدي في هذا الدور قائلا أنه لا يصنف حسن حسني كممثل كوميدي، ولكنه يقف وراء الدور الذي يقف له، وليس له علاقة بتصنيف أحد له بأنه كوميديان فهم لهم حريتهم في التصنيف، مؤكدا أنه يقوم بأدوار شر ودراما اجتماعية، والجمهور يحبه كثيرا بها، أما عن عمله المتواصل مع الشباب ووصفه بأنه تميمة الحظ في الأفلام، يعلق حسن حسني بأنه يعمل معهم بحب شديد وهم يحبونه كذلك ويتفائلون به، مضيفا quot;يجب على جيلنا منح الفرصة للشباب لأننا كبرنا ولا نستطيع تقديم كل الأدوار، وأنا أقف بخبرتي وعمري مع الجيل الجديد، وأحبهم حبا شديداquot;، ويعلق حسن حسني على كثرة الأعمال التي يقوم بها في كل أنوا التمثيل سواءا في السينما أو المسرح أو التليفزيون وأيضا الإذاعة بأنه يحب العمل كثيرا، ويود لو لا يتوقف عن العمل يوما واحدا، ولكنه في نفس الوقت يرفض أدوارا كثيرة وذلك لأنها قد تكون مكررة، أو أن الفيلم نفسه يكون سيئا لدرجة أنه لا يستطيع استكماله قراءةَ ً فما بال المشاهد الذي سيرى هذا الفيلم، ويعلق حسن حسني على سؤال حول ما إذا كان لطفي لبيب وعزت أبو عوف قد حلوا مكانه في السينما قائلا quot; ياريت، حتى يرفعوا الحمل من علي قليلا، ولطفي وعزت ممثلين ممتازين وأتمنى لهما التوفيقquot;
الممثل عمرو ممدوح الذي يقوم بدور يوسف زوج سارة كان قد شارك من قبل في فيلم quot;حالة حبquot; وقام ببطولة فيلم quot;استغمايةquot; ويقول إن دوره في الفيلم هو يوسف الذي لا يستطيع أن يقاوم غرائزه بالرغم من حبه الشديد لزوجته، ويؤكد أن الدور مكتوب بشكل جيد جدا وبه العديد من التناقضات التي تعطي للممثل المساحة الجيدة لإظهار قدراته التمثيلية، ويأمل في نجاح هذا الفيلم الذي يؤكد أنه يعبر عن حالة المرأة في الشرق، ومدى الضغط الذي يتعرضون له، ويقول عمرو بأن نيللي كريم هي من رشحته للمخرج هشام الشافعي، ويعلق على مدى النقد الذي وجه لفيلمه السابق استغماية قائلا بأن الهجوم كان على الإنتاج والإخراج، ولكن هناك نقاد كثيرين أشادوا بالأداء التمثيلي في الفيلم

راندا البحيري ونيللي كريم
راندا البحيري تشارك في الفيلم بدور أمل وهي مغنية لديها فرقة موسيقية، ترتبط بعلاقة عاطفية مع آسر ياسين وتحدث بينهما العديد من المشاكل التي تجعلهما يفترقان ويتفقان أكثر من مرة، وتؤكد على أنها سعيدة بمشاركتها في هذا الفيلم وخاصة أن فريق العمل متميزا للغاية بدءا من المخرج مرورا بمدير التصوير طارق التلمساني ومهندس الديكور صلاح مرعي والموسيقى التصويرية لتامر كروان، وكذلك مشاركتها مع نيللي كريم والتي تحبها بشكل شخصي لأنها طيبة جدا ومتواضعة للغاية، وتؤكد على أن دورها كان جديدا عليها ولذلك وافقت على المشاركة في الفيلم سريعا.
نادين شمس كاتبة السيناريو لهذا الفيلم هي خريجة كلية الإعلام عام 1994 وعملت في الصحافة لفترة طويلة في روزاليوسف وصوت الأمة وومجلة الفن السابع، التحقت بمعهد السينما وتخرجت من قسم السيناريو عام 2000، تقول إنها كتبت هذا الفيلم من فترة طويلة، وتقابلن مع المخرج صدفة وسألها عما إذا كان لديها سيناريوهات فردت بالإيجاب وعرضت عليه هذا الفيلم، فأعجبه كثيرا، وعملا معا لعمل تعديلات عليه لمدة عام تقريبا، وتحمل هو عبء مسألة تسويق السيناريو وهي مسألة في غاية الصعوبة، حتى وجدنا الأمل في ستوديو مصر الذي أسعد بأن يكون أول انتاج لأفلامه بعد العودة للإنتاج فيلم من تأليفي، وتؤكد نادين أن الفيلم هو حالة إنسانية وشعورية، ويطرح قضية هامة، وهي ماهو رد المرأة على خيانة زوجها له، مضيفة أن الرد في هذا الفيلم قد يكون مختلف ولكنه موجود ومستتر بين الناس، والمجتمع لا يريد الاعتراف بوجوده، وهو أن خيانة الزوجة لزوجها موجودة، وخاصة إذا خانها، وتقول إنها تعرف أن جزء من الجمهور قد لا يحب الفيلم، quot; أنا واقعية وأعرف ذلك جيدا، المجتمع قد لا يحب الإفصاح عن حقيقة أن العلاقات في المجتمع الآن أصبحت أكثر انفتاحية، وأن المرأة أخذت حقوقها بالكامل، وقد أصبحنا في مجتمع عصري يتقبل كل شيء، وهناك أنماط جديدة من العلاقات أصبحت موجودة في المجتمع الحديثquot;، أما عن توقعاتها بمدى نجاح الفيلم من الناحية التجارية خاصة وأن أبطاله ليسوا نجوم شباك، كما أنه ليس فيلم كوميدي فتقول إنها تتمنى أن يأخذ الفيلم حقه في العرض وطريقة الدعاية وتوقيت نزوله حتى يصل إلى شريحة كبيرة من الجماهير، وتعتقد نادين أن السوق السينمائي المصري به ميزة وعيب، فقد تظهر الأمور مرتبة ومتضحة بنجاح أفلام معينة بنجوم محددة، ولكن فجأة من الممكن أن يحدث إنقلاب في السوق ونحن نراهن على ذلك ونتمنى أن يحالفنا الحظ.
المنتج كريم جمال الدين الذي أعاد الحياة مرة أخرى إلى استديو مصر الذي بدأ الإنتاج عام 1936 بفيلم quot;ودادquot; الذي قامت ببطولته المطربة أم كلثوم، يؤكد أن ستوديو مصر سعيد بأن تكون أول أفلامه هي فيلم quot;احنا اتقابلنا قبل كدهquot; نظرا للجودة العالية والرقة المكتوب بها الفيلم، فموضوعه جديد، ويطرح قضية مهمة للغاية، مضيفا أن السيناريو مختلف للغاية والمخرج هشام الشافعي مخرج متميز أخرج العديد من الأفلام التسجيلية والقصيرة وله رؤية جديدة وطازجة، ويؤكد على أن استديو مصر لديه خطة مستقبلية في الإنتاج تقوم على تنفيذ ما يقترب من 12 فيلم في العام، منهم القصير والتسجيلي، خاصة أنهم أنتجوا من قبل الفيلم التسجيلي quot;البنات دولquot; الذي نال الكثير من الجوائز في المهرجانات الدولية.

[email protected]