جمال أمين من الدنمارك:من الامور اللتي اصبحت شائعة للكثير من الادباء والصحفين الكتابة عن السينما وعلى عدة مستويات منها الكتابة النقدية للافلام وكذالك الكتابة حول تاريخ السينما. ان الكتابة بشكل عام ليست حكراَ على احد ولكن اية كتابة هي التي ليست حكر على احد؟
فعندما اكتب موضوعا ذاتيا او موضوع يتحدث عن ازمة المروراو النقد السياسي للحزب الفلاني او الاتجاه العلاني بالتاكيد لاتوجد هناك اشكالية في ذلك لان الموضوع كله يحتاج الى ثقافة عامة غير تخصصية وهذا ايضا كلام يحتاج الى وقفة! لكن عندما تتحدث عن فن يسمى بالفن السابع وهذا الفن قد خصصت له اكاديميات ومعاهد تتراوح الدراسة فيها لهذا الفن مابين 4 الى 6 سنوات وافلام تكلف صناعتها ملايين الدولارات واتجاهات سينمائية تكون من عوامل تغيير مجتمع او بلد كامل او تكون وسيلة تسويقية لايديولوجية معينة وكذالك يكون في كثير من الاحيان وثيقة تاريخية.

وبالتالي نرى ان الطالب لهذه الدراسة اي دراسة السينما باختصاص مخرج او مصور او مونتير او ممثل اواي اختصاص اخر لايعني بانه اصبح مبدعا في هذا الاختصاص بعد التخرج لان الدراسة هنا لاتعني اعطائك صك الابداع والتالق في هذا الفن فالسينما هي الوحيدة اللتي تتميز بجمعها كل الفنون مع بعض ولذا تجد بان الدارسين و العاملين في هذا الفن يجب ان يتمتعوا بحس عالي وموهبة كبيرة وثقافة عالية جدا
ان صناعة الفيلم السينمائي ، اي فيلم تمر بمراحل كثيرة تبدا من الفكرة وتنتهي بالشاشة وبناء عليه هناك دول كثيرة استطاعة ان تبني الكثير من المعامل اوان تبني اقتصادا قويا ولكنها لا تستطيع صناعة افلام سينمائية. وهناك دول ينحصر انتاجها السنوي بخمسة او عشرة افلام وتكون نصف هذه الافلام غير ملائمة للسوق العالمي للافلام.
ولكي اكون ناقدا جيدا يجب ان الم (وهذا اضعف الايمان للدخول في متاهات هذا الفن المتشعب) بالتقنيات ومنها المعرفة بالسيناريو والتصوير والمونتاج والاخراج والصوت وتاريخ السينما واساليب الانتاج سواء كانت قطاع عام او خاص وماهي التقنيات المستخدمة في صناعة الحيل السينمائية والحيل من خلال الحاسوب وماهي البرامج المستخدمة وغيرها من المكونات الاخرى لصناعة الفيلم السينمائي

لكن والغالب الان على الكثير من المشاهدين اللذين يريدون ان يصبحوا نقادا!
بيوم وليلة ودون ان تكون لديهم اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بصناعة الفيلم وانما تتوفر عندهم النيات فقط وليس دائما الاعمال بالنيات فقط فتراهم يكتبون عن الافلام وبصيغة( القصة خون )او كما يسمى في بلاد الشام( بالحكواتي) فتراه يشاهد الفيلم لمرة وعلى الاكثر مرتين وبعد ذالك تراه يبدا بسرد القصة واسماء الابطال واسم المخرج ويبدا بتدمير وتمزيق الفيلم او بمدح الفيلم والاعلاء من شانه بناء على مستوى علاقته بصناع الفيلم اذا كان الفيلم محليا اما اذا كان عالميا فتراه يتخبط تخبطا كاملا بالتحليلات الجوفاء ويبدا بتحليل الفيلم بناءعلى نوع الثقافة الخاصة به والتي ينتمي لها ونراه يبتعد ابتعاد كبير عن المنهج الاكاديمي للنقد وهو بالطبع لايعرف البوزتيف من النيجاتف.

وهناك من يطرح نفسه كمؤرخ للسينما او كمسؤول كبير عن السينما في هذا البلد او ذاك وهذا ما حصل عند اللقاء مع السيد مدير السينما في العراق وكان يتحدث عن السينما العراقية وهمومها ويعتبر هذا اللقاء لغير العارفين او المتخصصين بتاريخ الانتاج السينمائي في العراق بانه وثيقة في حين كان ذلك لقاء مليء بالاخطاء التاريخية للفيلم العراقي ولصناع الفيلم العراقي واعتقد بانه عند الحديث عن عدد الافلام او عن المخرجين العراقيين يجب ان نتوخى الدقة لانه في كل الاحوال لاتوجد لدينا افلام كثيرة العدد او مخرجين بعدد مخرجين هوليود


مخرج وممثل سينمائــي عراقي
[email protected]