1 ـ
أمّا هو فقد اندفعتْ به مظلّتُه إلى الناحية التي يخشاها الجميع، حيثُ السباع الكاسرة، والأفاعي والحشرات السامّة مِنْ كلِّ جنس ولون.
ورؤي قطار، كأنّما عندَ حدود الأفق، يمضي في سبيلِه بعدُ.

2 ـ
ولا تكفّ عنِ الإشتعال نار هو مضرِمُها بسعيه المغامِر كما أبداً عندَ الحافّة.

3 ـ
رؤي ينزل وهو يقول: شمس
ورؤي يصعد وهو يقول: ظلام
ورؤي ينقطع وهو يقول: زهور
ورؤي يجتمع وهو يقول:
الرماد على امتدادِ البصر

وهو فقط
رأى.

4 ـ
كلّما وُوري جثمانٌ الثرى نهضَ على قدميه آخر، ومشى بدورِه، وهكذا، إنّما لا الطريق هي الطريق، ولا القلب بعدُ، ولا العين بعدُ، ولا الروح ذاتها بعدُ، حتى ولا شيء بعدُ في موضعه إلاّ عماء شاسع يختبئ مرّات تحت حجر.

5 ـ
حيّتان تتعاركان
تلتفّان واحدة على الأخرى
تتلادغان، تتعاصران
ودواليك
أبداً.

6 ـ
وهو أيضاً شهِدَ أنّ ضوءاً هو فقط صخور صلدة وحجارة متناثرة ومحيطات رمل، فتلبّسَ وجهَه وجهٌ فيه ومِنْ دنيا الموتى.

7 ـ
حتى يبلغ مِنَ الحكمة
بعدَ طول تجربة واختبار
والهشاشةِ في آنٍ واحد
بعدَ كثير يأس وانكسار
أن يبتسمَ لظلِّه السخي
ويقول له برقّة نسمة
وضوعِ وردة:
شكراً.