الفريد سمعان: عاد السلماوي أمين عام اتحاد الكتاب العرب وعقد مؤتمره في المنامة وكان من بين القرارات الهامة جداً!! التي أقرها هو الإبقاء على العراق بعيدا عن كرسيه في نشاطات ومؤتمرات اتحادات الدول العربية بدعوى ان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لم يشجب الاحتلال الأجنبي للعراق ولا يؤيد quot; المقاومة العراقية quot;، وأنه لن تعاد له العضوية الا اذا شجب وأيد.
ان ما أتى به السلماوي ليس بجديد علينا، وقد تم الرد عليه من قبل رئيس الاتحاد الأستاذ فاضل ثامر، وأوضحنا ـ مرارا وتكرارا ـ باننا لم نؤيد الاحتلال بل رفضنا كأدباء حتى تغيير النظام بالتعاون مع اية قوة خارجية، الا ان السلماوي ومن يدور حوله ويدفع به لاتخاذ مثل هذه المواقف لا يريد ولا يريدون ان يصدقوا ذلك او بالأحرى يعرفون هذه الحقيقة وسواها ولكنهم - لأسباب معروفة - لا يريدون ان يرتفع الصوت العراقي الجديد في المحافل الأدبية لأنه يفضح مواقفهم المزيفة وتخاذلهم وأكاذيبهم، فهم لا يريدون ان تزدهر حقولنا الفكرية والأدبية لأنها سوف تحجب زيف ما يتعاطون وما يتعاملون معه... إنهم ضد ديمقراطية العراق وتحرره الفكري وخوضه لمعركة الحياة ضد الجهل والتخلف والانهيار.
اما بالنسبة للشق الثاني من الكذب والتزييف ـ وانا اقول هذه العبارات كلي اسف واحساس بالمرارة ـ فهو عدم تأييد quot; المقاومة quot;، ولا ادري اية مقاومة هذه التي يقصدها السلماوي.... وابتداء، فليعلم السلماوي وسواه بان ثورات العراقيين معروفة فهم ابطال ثورة العشرين وحركة 1936 وغضبة 1941 وهم الذين صنعوا وثبة 1948 وانتفاضة 1952 وتظاهرات 1956 عندما وقع الاعتداء الثلاثي على مصر... وهم ابطال ثورة 14 تموز المجيدة التي قطع حبل تواصلها الثوري الانقلاب الاسود في 8 شباط عام 1963، هذا الانقلاب الذي قال عنه أحد قادته - آنذاك -علي صالح السعدي: لقد جئنا للسلطة بقطار امريكي، وليستمع السلماوي الذي يحيط به ويصفق له ويدفعه لمحاربة اتحادنا وعراقنا العظيم بقايا هؤلاء الذين (جاؤوا للحكم بقطار امريكي عام 1963)، وانا أضيف: وفي عام 1968 ايضا لكي يغرقوا ارض العراق الطيبة بالدم وهم يحملون اجساد ابناء العراق المناضلين على سهام الحقد والنذالة، ويغرقون السجون بالمناضلين، ويذوّبون اجسادهم في احواض (التيزاب)، ويدفنونهم احياء في المقابر الجماعية، ويحجزونهم في الزنزانات المظلمة تحت الارض، ويصفون كل من لا يصفق لهم.
ان بقايا هؤلاء هم الذين يحرضون السلماوي وبعض الذين كانوا يدعون لمهرجانات الدكتاتورية ويعودون لبلدانهم محملين بالهدايا والعطاءات (وكوبونات النفط)، ولا يخفى على السلماوي ما فعلته الممثلة (رغدة) وكيف حملت معها حقائب عدد كبير من المطربين المصريين والممثلين والآخرين من حملة حقائب عدي صدام حسين، وكذا (ابو عوف) وفرقته الغنائية ووو..ودعونا ساكتين.
ولا ندري ndash; ايضاً - كيف نؤيد القتلة الوافدين من مختلف الدول... من السعودية وسوريا وايران، هؤلاء الذين لا يكتفون بالقتل والاختطاف بل ينتهكون الاعراض، ويهدمون العمارات على رؤوس سكانها، والذين يفعلون كل ذلك بنقودنا، نقود العراق التي توزع خارج الحدود بسخاء ما بعده سخاء، وليعلم السلماوي بان كل مائة عراقي من الأطفال والنساء والشباب يموتون مقابل جندي أمريكي واحد او بريطاني او استرالي.. فهل هذه هي المقاومة التي يعنيها..
يا سلماوي: أنت تعلم بان أبطال المقاومة المصرية في قناة السويس بعد العدوان الثلاثي كانوا من اليساريين والأخوان المسلمين الذين حوصروا او القي بهم في سجون الواحات وقد فضحت السينما المصرية الشريفة ذلك بالأفلام التي أزاحت ستائر العار التي غطى بها النظام جرائمه في ذلك العهد... والفرق هنا واضح فالمقاومة المصرية قاتلت العدوان الثلاثي وما يدعى بـ quot; المقاومة العراقيةquot; التي يريد السلماوي ان نؤيدها ونتغنى بها فهي تقتل أبناء الشعب العراقي بأموال النفط المسروقة ابان عهد الطاغية... أتمنى لو يراجع السلماوي نشرات الأخبار ويتابع بحياد ونزاهة ليجد الى اين تمضي به سفينة الأكاذيب والتلفيقات، وانه لأمر غريب الا يقوم الذين يحرضون السلماوي وسواه بكتابة القصائد ونشر القصص التي تدافع عن quot; المقاومة العراقية quot; المزعومة... وتتغنى بالمقاومين وهم الزمر التي تقتل وتفجر الجسور وتنتهك الأعراض وتفعل ما تفعل...تحت سمع وبصر وتصفيق السلماوي وأضرابه ممن يستحقون الشفقة على هزال أفكارهم وتصوراتهم.
وبما أننا أوردنا هذه المقدمة إذن لابد ان يأتي بعدها حوار يتناسب وواقع الحال العربي وسلة الأكاذيب والمغالطات التي تنتشر هنا وهناك... ونحن نعرف بان بيان الكتاب العرب المجتمعين في المنامة نشر مع وصول وزير الدفاع الأمريكي في اليوم ذاته، وهو يقوم بزيارة قيادة القوات الأمريكية الوسطى في المنامة!!! وليس في بغداد، الا يجد السلماوي في ذلك مفارقة عجيبة غريبة، ولا ادري ماذا يقول؟.
ـ هل يستطيع السلماوي ان يخبرنا اين تقع معسكرات (السيلية) وهي أمريكية كما يعلم، وهل هذا شرف لأبناء البلد و للإمريكان (المحتلين) للعراق،، أليست هذه مفارقة ثانية، ثم لماذا لا يطالب السلماوي بالغاء هذه القاعدة وطردها خارج حدود امارة قطر.. نترك جواب ذلك اليك ايها السلماوي.
ـ هل يستطيع السلماوي ان يفسر لي المناورات العسكرية التي تجري كل عام بين القطعات المصرية والقوات الأمريكية على ارض مصر العربية... ويرفرف عليها علم إسرائيل عدوة العرب الاولى كما يعلن، قادة العرب،،، يعلنون فقط ولكنهم يجتمعون (جميعا) بلا استثناء مع قادة إسرائيل في انا بوليس وغيرها.
لا ادري ان كان السلماوي قد سمع بجزء هام من سوريا محتل منذ اريعين عاماً اسمه (الجولان)، اذن لماذا لا يطرد اتحاد كتاب سوريا من اتحاد الأدباء العرب؟
لأن (علي عقلة عرسان) هو العدو الأول للأدباء العراقيين المناضلين الشرفاء الذين قاتلوا الاستعمار والرجعية بكل أشكالها وأنواعها وتابعوا نضالهم ضد الدكتاتورية التي غمرته (بهداياها)، اقول لماذا لا يحمل السلاح ويغادر دمشق لتحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي.
لا ادري ان كان السلماوي يعرف او يجهل بان علم اسرائيل الثاني يرفرف (طليق الجناحين) في سماء عربية اخرى، فلماذا لايطالبون اعادته بلطف وبأسلوب مهذب الى دولة اسرائيل ولماذا لا يطرد اتحاده الادبي من اتحاد الكتاب العرب.
هل يعرف السلماوي الدولة التي عبرت منها القوات الأمريكية وحلفائها وأسقطت عشرات الآلاف من القنابل على ارض وبيوت ومدارس العراق وقتلت مئات الآلاف من العراقيين... ومن كان مع هذه القوات من البلدان العربية.
أريد من السلماوي ان يدلني على موقع مدينة الظهران، وفي أي بلد عربي تقع، وهي قاعدة عسكرية أمريكية معروفة لكل دول العالم.
بعد كل ما ذكرت.. وهنالك امور اكثر خطورة مما أطلقته كلماتي المتواضعة... اقول بعد كل هذا لا بد من اعطاء فرصة للسلماوي ليفكر بجدية ويعود الى ذاكرته المتأزمة او للمصادر التاريخية ليعرف اين هو موقعه من المعركة مع المقاومة المزعومة وقوات الاحتلال... فشرف الكلمة يدعوه ان يقف موقفاً شجاعاً بعيداً عن التحريضات والتفاهات والاكاذيب والجالسين على كراسي العرش وأقدامهم فوق رؤوس شعوبهم، ليأتي الى بغداد وquot; يقاومquot;، أولا حتى يعرف من هم quot; المقاومون quot;، وثانيا لكي يتواجه مع البواسل من أبناء العراق الذين سالت دماؤهم دون ذنب وهم يسعون لحماية العراق من القتلة واللصوص،،، وباختصار شديد اقول لك ايها السلماوي ان أدبنا العراقي المشرق المتفتح يزهو على كل شرفات العالم، ولا أحد يتأثر من أدبائنا بدعوة اتحادهم او عدم دعوته لاجتماعاتكم الهزيلة... وستظل هزيلة ان ظل العراق بعيداً عنها، وان زهورنا تزداد انتشاراً وعطراً وتنوعاً وجمالاً وهي تشع على ما حولها ومن حولها وتزهو بما تعطيه للثقافة.
باختصار شديد، وشديد جدا، اننا لم نؤيد ولا نؤيد أي احتلال لأي شبر من ترابنا الطيب ولن نرضخ لظالم... ولن نركع لمستبد ومخاتل ودنيء، واننا لن نؤيد ما يدعى بـ quot; المقاومة quot; التي تقتل شعبنا وتهدم اجمل المعالم في مدننا واحيائنا... وتدفن شبابنا واطفالنا تحت انقاض العمارات المنهارة بفعل الانفجارات، وتنسف اعمدة كهرباء الضغط العالي، وتحول أرضنا الطيبة الى حرائق وحفر ملتهبة وغمامات دخان.
في الختام نطالبك ايها السلماوي ان تكون منصفاً واميناً حقيقياً للأدباء العرب، وان لدينا ما نفعله اذا أردت ان يكون تمثيل العراق عن طريق المرتزقة المنتشرين هنا وهناك.. هؤلاء الكتبة المرتزقة الذين لا يعرفون سوى التسكع واخذ مصروفهم اليومي!! من المال الحرام المسروق من قبل الدكتاتورية لاسيما وانهم معتادون على ذلك منذ ان كانوا يحكمون ويتحايلون معجبين بمدائحهم للطاغية وابنائه وركوعهم امام ازلام النظام وتمسيد اكتافهم.
اننا ندعوك ان تتعلم كيف تتعامل مع العراقيين... وان غداً لناظره قريب.
أتى هذا الخبر من الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
http://www.iraqiwritersunion.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://www.iraqiwritersunion.com/modules.php?name=Newsamp;file=articleamp;sid=11175
التعليقات