باولو كويلو: الثقافة العربية المتراكمة عبر القرون كان لها تأثيرها الواضح على العالم
الكاتب العالمي يثني على جهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في اتجاه التعريف بالإنتاج الفكري العربي عالميا

فرانكفورت، ألمانيا- 18 أكتوبر 2008: أكد الروائي البرازيلي العالمي باولو كويلو أن الثقافة العربية بمكوناتها المختلفة من إنتاج فكري وأدبي وفني والتي تم تطويرها عبر القرون، كان لها أثرها الواضح على العالم. جاءت تصريحات كويلو خلال زيارته لجناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث أثنى على جهودها ودورها في تعزيز الثقافة العربية، مشيدا ببرامجها التي تنشد دعم القدرات المعرفية في العالم العربي وترسيخ مبدأ الحوار والتبادل الثقافي بين المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم من خلال تبني برنامج طموح للترجمة يساهم في نقل التراث الثقافي العالمي إلى العرب وتعريف شعوب العالم المختلفة بالإنتاج الثقافي والفكري العربي سواء الكلاسيكي منه أو الحديث.
وناقش باولو كويلو مع وفد مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم برئاسة ياسر حارب، المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة، الدور الذي لعبته الثقافة العربية وأثرها في تشكيل ملامح العالم الحديث، وقال خلال اللقاء: إن أدبكم ورواياتكم وموسيقاكم وكل ما قدمه العرب إلى العالم عبر القرون الماضية كان له أثره في العالم أجمع ولكن بطريقة قد لا يلحظها أحد بشكل مباشر.quot;

وأضاف الكاتب البرازيلي الكبير، الذي يعد واحدا من أشهر روائيي العصر الحديث، قائلا: quot;أنا على ثقة من أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم سيكون لها أثرها الواضح في التعريف بالإنتاج الفكري العربي وتعزيز وصوله إلى شعوب العالم المختلفة؛ فالعالم اليوم في حاجة إلى التعرف على مؤلفات العرب وموسيقاهم وقصصهم. وأنا لا أعني بذلك أن المؤلفين العرب غير معروفين، بل على العكس، فسمعتهم وصيتهم ذائع ولا يمكن أن ننكر إسهامهم في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليومquot;.
وقد استمع الكاتب باولو كويلو خلال اللقاء أيضا إلى شرح من ياسر حارب والقائمين على قطاع الثقافة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم حول برامجها المختلفة، حيث تناول النقاش برنامج quot;ترجمquot; الذي تهدف المؤسسة من خلاله إلى ترجمة 1000 كتاب من أفضل ما قدمه العالم من نتاج فكري ومن مختلف اللغات، خلال ثلاث سنوات فقط.
واستعرض كويلو الكتب التي قامت المؤسسة بترجمتها بالفعل حتى الآن والتي تعرض نسخ منها ضمن جناحها في معرض فرانكفورت للكتاب، حيث أبدى إعجابه بحجم الإنجاز التي تمكنت المؤسسة من تحقيقه في هذا المجال خلال فترة زمنية وجيزة.
ويعتبر باولو كويلو ظاهرة أدبية فريدة، حيث وصلت مبيعات كتبه حتى الآن إلى أكثر من 100 مليون نسخة في أنحاء العالم فيما حققت أشهر رواياته quot;الكيميائيquot; نجاحا ساحقا وتم توزيع أكثر من 30 مليون نسخة منها، في حين يعتبر الكاتب البرازيلي واحدا من الكتاب العالميين القلائل التي ترجمت أعمالهم إلى عدد كبير من اللغات حيث تم ترجمة مؤلفات كويلو إلى نحو 66 لغة منها العربية.
نشاط مكثف
وقد واصلت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم نشاطها المكثف خلال ثاني أيام مشاركتها في فعاليات الدورة الستين لمعرض فرانكفورت للكتاب، حيث استقبل ياسر حارب والوفد المرافق السيد فرانشيسكو جيرو، نائب وزير الثقافة الإيطالي، وتناول اللقاء بحث سبل التعاون الممكنة بين الجانبين في اتجاه تعزيز علاقات التعاون الثقافي الإماراتي-الإيطالي، واستكشاف فرص التعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والجهات المعنية بالعمل الثقافي في إيطاليا التي تعد واحدة من منابر الثقافة الأكثر أهمية في أوروبا والعالم.
كما نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم حفل استقبال استضافت فيه نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين والناشرين العرب والأجانب، حيث مثّل الحدث فرصة نموذجية للقاء جانب مهم من المعنيين بالشأن الثقافي في المنطقة والعالم.
وتناولت الحوارات استكشاف سبل التعاون الممكنة بين المؤسسة والحضور وفي مختلف النواحي التي تخدم أهداف المؤسسة في اتجاه تعزيز القدرات المعرفية في العالم العربي، وبناء جسور التواصل الثقافي والفكري والإبداعي مع بقية شعوب العالم على اختلاف لغاتهم وخلفياتهم الثقافية، بما يمنح الإنسان العربي مساحة التواصل التي تكفل له الاستفادة من خبرات وتجارب تلك الشعوب، وتعزز من قدرته على التعريف بثقافته وتراثه الإبداعي الثري لبقية العالم.