أنت.. أيّها المحاصر بالخيانات، التائه في لجّة السؤال.
أنت المدثّر في لعناتك العظيمة منذ لفظوك في هذه الأرض وأطلقوا عليكَ اسما وأعطوك شهادة ميلاد و حمـّلوكَ قضية.
أنت المنفلت من عشقٍ، المتعثر بآخر.
أنت العاشق المستحيل، المعشوق المستحيل.
أنت الواقف، المحدّقُ، المتململ، ابن التيه، أب الحنين، المكبّلة أعرافه، الناسي والمنسيُّ.
أنت القاسي و المقسوّ عليه، الخائن المغدور، القاتل المقتول، الحالم، المنسحب من حلمٍ. الجارح المكلوم، الرّاوِي و الروَاية. الحبّ و المحبوب. الحياة و الدّربُ. الموتُ و الحربُ. المرآة و الصورة، الكيان و الظل.
الطريدة و الخنجر، يا أنت.
أنت..
أنت الكأس و الرشفة، الموعد و الانتظار، الدمعة ورعشة الفرح.
أنت..
الحاضر، الموغل في الغياب. الوطن و الشتات.
أنت الوهم والوحي، الفناء و البعثُ، النبوءة و الإيمان.
يا أنت..
يا كذبة إخوة يوسف، يا ذاكرة أهل الكهف، يا امتداد سدرة المنتهى، يا شجن الجدار العتيق، يا إسراء حكايات سليلة تاريخ يكون، يا معراج الوجع القديم، يا وقفة الزمن وتعثر الحكمة.
يا حيرة ابليس، يا سقطة الآلهة .
يا حلم الأوّلين و غصّة الأواخر.
يا زواجا باطلا.
يا الوعد الموعود، يا انعتاقا، يا القيامة.
أنت..
يا فجر النهايات.
يا بعضــ(نـا) الهارب.
يا الشّـك الذي يذبحــ(نــا)، يا اليقين الذي يختنق بالصدرّ.
كن وطنا أو كن حبيبا أو كن حلماً حتى يلتقي أول السّطر بنقطة انتهاء.