أ.
يُومِئُ إِلى الْهِبة:

تلوذُ بِآثارِ هذا الرّماد ،وتبْكي عليّ
وليْس بِداخل رُوحيَ ليلٌ
لأدْفع عنْك الْمحَبّة في الرّيح
للرُّوح غير هَباء
أُداريه ليْل نهار
مياهُ المجاري الحسيرة
يغرفُها النّاهِضُون
إذا وصَلوا النّارَ بالنّبْر
مِنْ بابِ بابِل
والكأْسُ تعرفُ إِنْ ضلّتِ الْبِئْر
أنّ دَبيباً مِن العيْن يطلعُ مُنْحدراً كالْحَصى
كيْ يمرَّ على اللّيل وجْهُ الْحَبيب
لمنْ درجُ الضَّوء ؟
لم أَرَ بيْضاء إِلّاك
تفْتَحُ في الأرْضِ شاهِدةً
للسّماءْ

ب.
غُصْنٌ
ينْدى مِنْ حَشْرجات:

ليْسَ لي اللّيْلةَ ما أَفْعلُه
هذا دخانٌ يحْجبُ الرُّؤية عنْ يومي
سأَمْشي في كَثيرٍ
حيثُما الأَرْضُ
خفيفاً في خُطى الطّاعون
في الآثار ما يُشْبهُِ نرْداً
تحْت وعْد الأَرْجُل الْعَمْياء
قالتْ لي :
إِلَى الرّائِحةِ اصْعَدْ كَما يصْعدُ هذا النَّجْم
أشْهَدت على الرِّيح عُيوني
يتلقّاها ترابٌ
خارِجاً منْ ردْهة الطَّيْر
لا منْ شَجرٍ في الأُفْق
وَلا رجْعٍ من الرّحْلة
أو نارٍ عَلى الرّاحات
كمْ وقْت هُنا يُسْعِفني كيْ أُوثِرَ
يا صــَاحِ
ظِلالَ الْمُنْتَهى نَاياً على قلْبي
وأمْشي في عَماكْ

ج.يعْبُرُه النَّشيد:

عندما يجنُّ اللّيْل
وتبذرُ السّماء صمْتَها في حقْلٍ من اللّازوَرْد
وتخفقُ الرّيح مِن الْجِهاتِ الْبِعيدة
أرَانِي حشْداً مِن الْعَابرين
صعدُوا للتوّ إِلى حتْفهم
يومئُون ِإليه:
أنْ قمْ للنّشيد
مُبارَكاً
كأيّ
عبورْ.

ــ (شاعر من لمغرب)