quot;الكشكولquot; دورية متميزة تقرأ دون توقف
خالد الحلِّي من ملبورن: إننا نعيش اليوم بين ركام من الدوريات والكتب، مما يحتم علينا وضع نظام متوازن للقراءة لا يفرط بالوقت، بل يحقق استثماراً جيداً له، وفق ما يتناسب مع زحمة الحياة ومشاغلها العديدة، واختلاف الاهتمامات، وتعدد وتشعب الموضوعات. ومن هنا أعتقد أن لا قاريء يستطيع إكمال قراءة دورية من الدوريات كاملة من الغلاف إلى الغلاف كاملة أو quot;دون توقفquot; بغض النظر عن قيمة هذه الدورية أو تلك، ولكنني خلال الأسبوع المنصرم قرأت دورية كاملة بكل ما ورد فيها من حروف بلهفة وانغماس شديدين، حيث لم تترك هذه الدورية يدي قبل الانتهاء من قراءتها كاملة.
هذه الدورية اسمها quot;الكشكولquot; وهي تضم مختارات معاصرة للأسرة العصرية، تصدر عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت ويرأس تحريرها الأستاذ عبد الغني مروة. وقد أطلعت عليها لأول مرة عندما حمل إلي البريد هذا الأسبوع وبشكل مفاجيء عددها المزدوج 81-82، وهذا يعني أنها بدأت بالصدور قبل حوالي السبع سنوات دون أن أسمع بها من قبل على الرغم من حرصي الشديد على متابعة الجديد، ودون أن أجد من يعرف عنها شيئاً في أستراليا.
وقبل أن أستطرد في الحديث أود أن أشير إلى أن اسم quot;الكشكولquot; في اللغة العربية يعني وعاء المتسول الذي يجمع فيه رزقه، وهو يتألف من كلمتين آراميتينquot;. وقد سمي به كتاب quot;الكشكولquot; لبهاء الدين العاملي لأنه جمع أشياء كثيرة مختلفة المواضيع. ومع مرور الزمن أصبحت كلمة quot;الكشكولquot; تستعمل في اللغة العربية بما يعني المجموع المتنوع من الأشياء. ومما كان قد علق في ذهني أن مجلة أخرى بعنوان quot;الكشكولquot; كانت قد صدرت في النصف الأول من القرن المنصرم بمصر، وحققت شعبية واسعة بسبب اعتمادها على النقد الاجتماعي والسياسي واهتمامها بالكاريكاتير كأداة شديدة التعبير والتأثير.
وبالعودة إلى دورية quot;الكشكولquot; التي بدأنا بها الحديث، سنجد أنها اعتمدت بشكل أساسي على مختارات من دوريات أخرى، ولكنها كانت منتقاة بشكل موفق ورائع، إذ كانت مختارات هادفة وجادة ومجدية بالفعل، تهدف بمجملها إلى تعرية جوانب عدة من جوانب التخلف في مجتمعاتنا العربية، في مسعى لا يهدف إلى التعريف والكشف فقط، يل يهدف كذلك إلى الإصلاح والاعتماد على المنطق، متجاوزة في ذلك الأسلوب الوعظي إلى الطرح العلمي الموضوعي المنطقي الذي يقود إلى محصلات بديهية مهمة تحاول ردم فجوات التعثر، وتحقيق نقلات نوعية لمواكبة العصر ومعانقة المستقبل بما يحمله من إضاءات خيرة.
ولعل من مظاهر التخلف ووسائل تكريسه -في آن- صرامة الرقابة العربية على الانتاج الفكري والإبداعي، والسعي إلى حجب الحقائق، والإسهام في تعمية الأذهان. و قد كان الأستاذ عبد الغني مروة موفقاً ومصيباً عندما كرس مقدمته لعدد دورية quot;الكشكولquot; الذي بين يدينا اليوم لموضوع الرقابة العربية على الفكرالعربي. فهو يرى أن الرقابة العربية السائدة على الفكر العربي أظهرت عبر تاريخ تأسيسها أنها تهدف إلى تعميم الجهالة وقمع الفكر ولجم الإبداع فأفرزت بذلك إرثاً ثقافياً لا يختلف علقلان على الاعتراف بأنه محشو بكمية هائلة من الأضاليل والخزعبلات.
ومن هنا يخلص إلى أن هذا الإرث الثقافي المتراكم والذي يجتر نفسه سنة بعد أخرى قد يكون واحداً من أبرز ظواهر التخلف الثقافي والاجتماعي الذي ينتشر في العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، وهكذا فإن الرقابة، التي تعلن الأنظمة العبية أنها ضرورة لحماية الفكر العربي من الشطط هي من أبرز المساهمين في تكريس ثقافة جامدة متحجرة ترفض التطور ومنشغلة في اجترار نفسها.
لقد أشرنا في مقدمة هذا الموضوع إلى أن دورية quot;الكشكولquot; قد اعتمدت بشكل أساسي على مختارات من دوريات أخرى، كان بينها موقع quot;إيلافquot; أول جريدة عربية إلكتورنية مع الإشارة إلى المصدر. وقد جاءت الموضوعات المنشورة بالشكل التالي حسب التسلسل : quot;المعادلة الصفرية: الموتquot; بقلم أحمد صبحي منصور، quot;رسالة إلى العلاكينquot; بقلم شاكر النابلسي، quot;الغنوشي يتحدىquot; بقلم أشرف عبد القادر، quot;الصراع بين العقلية الشفاهية والعقلية التدوينيةquot; صلاح نيازي، quot;العقل في الرأس زينة-الإنسان كائن يبحث عن معنىquot; بقلم سلمان مصالحة، quot;ما الذي يجمع بين عبد الناصر وصدام وبن لا دن؟quot; بقلم سامي البحيري، quot;في السياسة والحبquot; بقلم مهى عون، quot;بابا لماذا تزوجت الماما؟quot; بقلم جهاد الخازن، quot;محاولة يائسة للدفاع عن هولاكوquot; بقلم عماد البابلي، quot;حروب صليبيةquot; بقلم عمرو محمد الفيصل، quot; المغرب: عرس الشواذ يفتح معركة جديدة بين الأصوليين والعلمانيينquot; بقلم الطاهر الطويل، quot;جدلية النص والتاريخ والفكرquot; بقلم خالص جلبي، quot;خصائص الطبع لعربيquot; بقلم كاتب فلسطيني، quot;الخلط بين الدين والمواطنةquot; بقلم مجدي خليل، quot;على وقع كعب فنانة تستيقظ البرلماناتquot; بقلم فهد الشقيران، quot;فن البوكس والشلوت في تأديب الزوجة بالنبوت !quot; بقلم خالد منتصر، quot;المثقف الحر في مواجهة التخلف والأدلجةquot; بقلم محمود كرم، quot;ثقافة الجسد وأزمة الجاهليةquot; بقلم عصام عبد الله، quot;مال الله ومال المسلمينquot; بقلم سعد الله خليل، quot; الدولة المدنية ليست تجاوزاً على الدينquot; بقلم عبد العزيز محمد الخاطر، quot;عالم الجنquot; بقلم أحمد الصراف، quot;خلافات تسيء للمنبر الحسينيquot; بقلم لميس ضيف، quot;صحوة دينية أنم فكر عقيم؟quot; بقلم خليل علي حيدر، quot;.