خرج علي مهرولا من بيته، الكلاشنكوف تتراقص بين يديه، ما زال ضوء النهار واضحا رغم انكفاء الشمس إلى السماء، التقى بمصطفى وعامر، هذا الثنائي الطريف، فمصطفى نحيل ويبدو عليه بأنه سيتهاوى عند أول نسمة ريح، أما عامر فهو يتمختر بجسمه الذي يشبه أجسام أبطال الكمال الجسماني، عضلات نافرة، صرامة الجلد، وخصوصا انتفاخ الوجنتين.
علي: هل سمعتم كلام السيد؟
أومأ الاثنان معا بلا مبالاة، رمى مصطفى نظرة باتجاه الرشاشة، ولكي يفتح حوارا، همس مصطفى ndash; هذي كلاشنكوف؟
علي: أي طبعا كلاشنكوف،
مصطفى: ولكنني سمعت بأن الجماعة عندهم quot;أم 16quot;.. تدخل عامر، ربما كان إمعانا في إحراج علي
عامر: إلquot;أم 16 quot; أكثر دقة في التصويب ورصاصها قاتل.. قاطعه علي صارخا بوجهه علي - ماذا تقصد؟ هل تشكك بقدرة الكلاشنكوف على القتل؟ ماذا اسمعzwj;ع! هل تريد أن تجرب حظك؟
آنذاك صوب علي فوهة رشاشته باتجاه عامر، اعتدل عامر في وقفته وبدا كأنه طاووس قد فرش جناحيه، وبلهجة تحدي واضحة، توجه نحو علي، بدأت المسافة تقصر بين فوهة الرشاشة وصدر عامر.
عامر: ماذا تنتظر؟ اسحب الأقسام إذا كنت شجاعا، مصطفى، فاغر الفاه، وعيناه تحملق في فراغ ما، المسافة تقصر بين فوهة الرشاشة وصدر عامر، في السماء دوي (هليكوبتر)، عج في الشارع، لوث الفضاء، الضوضاء والصمت، وأيضا، قطع حبل التحدي الذي ّشّد علي بعامر.
مصطفى على عادته بتغيير مجريات الحديث حسبما مصلحته، اخذ يهمس وهو ينظر إلى الطائرة العمودية.
مصطفى: إنها لبلاك ووتر
علي: لا، أنها للجيش الأمريكي
مصطفى: إنها لبلاك ووتر، أكيد
علي يجيبه ساخرا: من أين لك هذا الأكيد؟
عامر: من رشاشتك!
عندما اقتنع عامر، بأن الزيتون هو ثمرة لشجرة اسمها شجرة الزيتون، كانت قد مرت أكثر من ساعة، تراوحت بين الهمس والصراخ، فقد كان عنيدا، وليس من السهل إقناعه، وله حساسية مفرطة من كل ما يأتي عبر الكتب، وبما انه لم ير في حياته إلا الزيتون، فأنه لم يفكر من أين يأتي، ومن خلال تناحره مع مصطفى وعلي، كشف عامر عن جهله بوجود شجرة الزيتون، وانه كان يتصور الزيتون كثمرة تشبه الباقلاء، هذا لا يمنعه من تسجيل نقطة لصالحه، حينما تحداهما في أن يرياهالشجرةzwj;!
علتالحيرة وجهيّ علي ومصطفى، وحاول مصطفى كعادته التملص من الموقف... مصطفى: إنها موجودة في.... ضاعت الحروف في حنجرته بينما عامر يتحداه إن رأى في حياته شجرة زيتون، علي: يا جماعة، لماذا نعقد الأمور؟ إذا كان السيد قد.....
مصطفى: في لبنان
قاطعه عامر: السيد قال، قال السيد، أنا أسألك أنت، من أين سنأتي بأغصان الزيتون ونحن لم نر طوال حياتنا شجرة زيتون واحدة
علي: انه يقصد....
عامر: ألا يستطيع أن يأمرنا بحمل جريد النخيل؟
علي: ما حل بك؟ اهدأ
مصطفى يحاول أن يجد له مكانا بين الاثنين،
مصطفى: اسمع علي، الم تقل لي بأنك شاهدت مرة شجرة زيتون؟
علي: نعم، ولكني نسيت أين رأيتها
علي: دعني أتذكر
عام: أنا مستعد.
مصطفى: وأنا أيضا أعلن عن استعدادي للبحث عن شجرة الزيتون
علي: ولكن دعوني أتذكر؟ أين؟ أين؟
مصطفى: في لبنان أو اليونان
علي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،،،،،،
(وكمحاولة للتهرب من وطأة التذكر، استطرد)
علي:.... وحتى إذا تذكرت، فكيف سنحصل على أغصانها؟
عامر: برشاشاتناzwj;!