إبراهيم البليهي: حاول كثير من الباحثين في الغرب والشرق إرجاع الفكر اليوناني إلى فكر الحضارات القديمة وبذلوا جهوداً مستميتة من أجل العثور على أي نقاط يتشابه فيها الفكر اليوناني مع فكر الحضارة الفرعونية أو الصينية أو البابلية أو الهندية أو غيرها من حضارات الشرق القديمة وخلصوا الى النتيجة التي استهدفوها قبل الشروع في البحث وابتهجوا بالادعاء بأن الفكر اليوناني لا يمثل قطيعة فكرية مع الفكر السائد في الحضارات القديمة ولا هو طفرة نوعية في المسائل والمناهج والاتجاهات والنتائج وإنما هو امتداد طبيعي لما سبقه من أفكار،وبذلك أعلنوا انهيار مقولة التفرد اليوناني غير أن الحقائق المتضافرة تدحض هذا الاتجاه العاطفي..
إن محاولات إيجاد أصول شرقية للفكر اليوناني تقع في تناقضات واضحة تكشف العجز عن إثبات وجود الفكر النظري الخالص في الحضارات الشرقية القديمة وهو الفكر الذي يستنفر أقصى طاقات للعقل من أجل أن يفهم الكون ويتوصل إلى القوانين الموضوعية العامة التي وضعها الله لتحكم حركة الوجود المادي والإنساني إنه الفكر الذي أسفر عن تأسيس الاتجاه العلمي في فهم الأشياء والإنسان والمجتمع كما أسفر عن تأسيس المجتمع المدني الذي يعيشه الغرب وأثمر هذه الحضارة الباذخة..
لقد كان ول ديورانت من أكثر المؤرخين تبجيلاً للحضارات الشرقية القديمة ومن أشدهم ادعاء بأسبقية المحاولات الفلسفية الشرقية وقد تكرر ذلك في مواضع كثيرة من كتابه الضخم (قصة الحضارة) وبرهانه على ذلك أنه يرى ان الحضارة تقوم على عدد من العوامل وأن حضارات الشرق قد سبقت حضارة اليونان في كل هذه العوامل وهو يخص بالذكر ثمانية من هذه العوامل هي الدين والعمل والتنظيم السياسي والاجتماعي والأخلاق والعلم والفلسفة والأدب والفن ويؤكد أن الحضارات القديمة في مصر والصين والهند وبابل وآشور قد كان لها نصيب وافر من كل هذه العناصر فأوروبا في نظره مدينة للشرق بقدر كبير من كل عنصر ولكنه لم يستطع أن يخفي أن الوثبة اليونانية بالفكر والعلم والفن والتنظيم وفي تأسيس المجتمع المدني القائم على النزعة الفردية والاستقلال في التفكير وجعل التحاور هو الآلية التي تضمن تصحيح الأفكار وتحسين الأوضاع كل هذه تجعل إسهامات اليونان ليست مجرد اضافة عادية وإنما هي قفزة استثنائية مثلت تحولات كبرى في حياة الفرد والمجتمع مهدت الطريق لما صارت إليه أوروبا وأمريكا في هذا العصر وما حققاه من تطورات مذهلة في كافة المجالات الدنيوية، فالفكر اليوناني ارتقى بعوامل الحضارة ارتقاء غير عادي أخرجها من خطوط الدوران التاريخي وكما يقول ديورانت نفسه فإن الحضارة اليونانية: quot;.. ستدخل في نواحي الأدب كلّها تلك الخصوبة المبدعة التي يتصف بها العقل الحر وستنظّم التعليم وتقيم حرية الفكر الدنيوي وستفوق كل سوابقها في الرقي بالرياضيات والفلك وعلم الطبيعة وستبتكر علوم الحياة ابتكاراً وتنشئ نظر الإنسان الى الكون نظرة طبيعية (موضوعية) وستأخذ بيد الفلسفة حتى تصل بها إلى مرحلة الوعي والنظام وستبحث بحثاً عقلياً خالصاً في كل مشكلات حياتنا.. ستحرر الطبقات المتعلمة من الخرافة وتحاول إقامة الأخلاق على أساس من التفكير الحر وستنظر إلى الإنسان باعتباره مواطناً لا باعتباره رعية وتهبه حريته السياسية وحقوقه المدنية وتطلق له من الحرية العقلية والخلقية ما لم يسبق له نظير ستخلق الديمقراطية خلقاً وتنشئ الفرد إنشاء..quot; وهكذا نرى أنه رغم إشادته المتكررة بالحضارات القديمة الآسيوية والافريقية فإنه اعترف بالنقلة النوعية التي حققتها الحضارة اليونانية بل أكثر من ذلك أنه حين أراد أن يصدر كتاباً مستقلاً عن الفلسفة لم يجد أي أساس شرقي ليقيم عليه هذا البناء الذي يريد تشييده فرغم حرصه على إسناد السبق الفلسفي إلى الفكر الشرقي في الصين والهند ومصر وبابل فإنه لم يجد في الشرق القديم أية محاولة فلسفية حقيقية تستهدف الاعتراف بفردية الإنسان وتعمل على إنقاذه من الذوبان في الكل وتوجهه الى الثقة بذاته والتخلي عن الغلو في تعظيم أسلافه وتدعوه الى التشجُّع على فحص عادات المجتمع وقيمه وتحاول تخليصه من الوثنية والخرافة والضياع وتوجهه الى البحث الموضوعي في الكون والنفس والمجتمع من أجل الفهم الشامل القائم على الملاحظة الواعية والنظر الفاحص والتأمل العميق فاضطر ديورانت الى ان يبدأ كتابه (قصة الفلسفة) من سقراط وأفلاطون فكل رجال الفكر الفلسفي ظهروا عنده في هذا الكتاب من فلاسفة الغرب ابتداء من سقراط حتى جون ديوي في القرن العشرين وهذا يؤكد انه حتى أوسع المؤرخين اطلاعا على فكر الحضارات القديمة لم يجد في الفكر الشرقي أسساً واضحة لفكر فلسفي متماسك،وإنما هي وصايا وإضاءات قصيرة ومتقطعة في وسط لا يأبه بالإضاءات الفكرية العميقة كما أن معظم الوصايا والإضاءات الصينية والهندية القديمة كانت ذات اتجاه تزهُّدي فهي تعاليم أخلاقية محضة تسعى خاصة عند بوذا لإقناع الناس بإماتة الرغبات والاستخفاف حتى بالحاجات الضرورية وتغرس فيهم عدم الاكتراث بالحياة والاستسلام للواقع فهذه الدنيا في نظر فلسفة الصين والهند وبالذات الرؤية البوذية ليست مكاناً للسعادة،وإنما هي شقاء متصل لذلك فإن اللجوء إلى الزهد والعزوف عن رغائب الدنيا والتخلي عن أطايب الحياة هو السبيل المتاح في نظرها لتقليل الشعور بالتعاسة اللازبة التي لا أمل في الخلاص منها أما الفكر الفلسفي في اليونان فإنه يرفع شأن الحياة الإنسانية ويدعو إلى العناية بها وعدم التخلي عن أي شيء يرفع شأن الإنسان فهو نظام معرفي حركي أدى الى ظهور العلوم والفنون الدنيوية وهو نظام قيمي أخلاقي يجعل الأهمية الأولى للإنسان الفرد ويحشد طاقة كل الأفراد للخير العام والخاص وقد نتج عن هذين النظامين المعرفي والقيمي: نظام سياسي جديد لم يكن معروفاً من قبل ونظام اجتماعي متطور يسمح بالحراك الاجتماعي المستمر..
ولأن الفلسفة بمعناها العقلاني الدنيوي هي إنجاز يوناني محض فإن المؤلفات التي تؤرخ للفلسفة بإطلاق إما أن تبدأ من طاليس أو تبدأ بسقراط وكلاهما من اليونان أما الذين يشعرون بالحرج من إغفال كونفوشيوس وبوذا وغيرهما من متأملي الشرق فإنهم يفردونهم ببحوث خاصة باعتبار أن لهم رؤية أخلاقية واجتماعية كان ومازال لها أوسع الأثر على توجيه مئات الملايين من الناس في الصين والهند واليابان وغيرها من المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية لكنها رؤية لا تسمح بالتغير والتطور للأفكار والأوضاع،وإنما ترسّخ خطوط الدوران التاريخي وتعطل احتمالات الوثوب الحضاري وتوقف الحراك الاجتماعي وتستبقي المجتمع ثابتاً في طبقاته ومستسلماً لأوضاعه فهي فلسفة تتعارض مع الفكر اليوناني الذي مهّد السبيل لظهور العلوم والفنون الغربية الحديثة كما تتعارض مع التجربة اليونانية التي هي النموذج التي احتذته النظم الاجتماعية والسياسية الغربية فليس المهم ان يفكر الإنسان ولكن المهم أين يتجه تفكيره فالتفكير الفلسفي هو نظام معرفي مغاير في اتجاهه ومحتواه وغايته لأنماط التفكير الأخرى..
إن الفكر الفلسفي الذي أنجب العلوم الدنيوية النامية والنظم الاجتماعية المتحركة هو إنتاج يوناني محض لذلك فإن مؤرخ الفلسفة الذي يلتزم بالموضوعية يبدأ تاريخه من طاليس اليوناني في القرن السادس قبل الميلاد ومع ذلك فإن بعض مؤرخي الفلسفة الغربيين يتحرجون من إغفال الشرق في التاريخ الفلسفي وعلى سبيل المثال فإن أميل برهييه وهو فيلسوف ومؤرخ فلسفة حين أرَّخ للفلسفة خلال عصورها المختلفة بكتاب مفصل يقع في سبعة أجزاء شعر بالحرج لأنه حصر الفكر الفلسفي بالحضارة الغربية ابتداء من اليونان في القرن السادس قبل الميلاد وانتهاء بالعصر الحاضر لكنه رغم وضوح الحقائق لديه فإنه انسجاماً مع الروح العلمية والفلسفية التي نشأ عليها وهي الروح التي تستبقي دائماً كل الاحتمالات ولا تغلق أبواب التفكير مهما ضعف الاحتمال فإنه قد شعر بالحرج من حصر الفكر الفلسفي بالغرب،كما أنه يخشى أن يوصم بالتحيز لحضارة الغرب لذلك حاول البحث عن أصول شرقية للفلسفة اليونانية لكنه حين لم يجد ما يمكن اعتباره فلسفة حقيقية في حضارات الصين والهند ومصر وبابل وآشور وفارس اسند مهمة استكمال هذا النقص الى واحد من أكثر الباحثين اهتماماً بالحضارات الشرقية وهو البروفيسور (ماسون أورسيل) ليكون كتابه بمثابة جزء ثامن مكمل أو بمثابة تمهيد لتاريخ الفلسفة الذي انجزه برهييه غير أن برهييه وجد هذا التمهيد بعد أن أنجزه أورسيل لا ينسجم مع كتابه إلا إذا تم تغيير هدفه ومحتواه وعنوانه ليكون باسم (تاريخ التفكير البشري) أو نحو ذلك لأن الفكر الفلسفي له مقومات وخصائص وشروط لا تنطبق على الفكر الصيني والهندي وغيرهما من الحضارات القديمة في الشرق..
واللافت للنظر انه رغم أن أورسيل قد اقتصر في كتابه (الفلسفة في الشرق) على فلسفات الشرق القديمة قبل الإسلام في الأناضول والشام ومصر والعراق وإيران والهند والصين فإن الكتاب تحققت ترجمته في الثلث الأول من القرن العشرين وقد قام بالترجمة الدكتور محمد يوسف موسى رحمه الله أما كتاب (تاريخ الفلسفة) لبرهييه فلم تتحقق ترجمته رغم أهميته إلا منذ بضع سنوات وقام بالترجمة الدكتور جورج طرابيشي مما يؤكد أننا نطرب لمن يمدح الشرق بإطلاق حتى لو كان هذا المدح للهند البوذية ومصر الفرعونية والصين الكنفوشيوسية المهم ان لا تكون أوروبا هي صاحبة السبق وهذا له دلالات كثيرة وخطيرة..
ومن الباحثين الذين بذلوا جهوداً متصلة من أجل اثبات الأصل الشرقي للفلسفة اليونانية الدكتور مصطفى النشَّار وقد ظهر لديه هذا التوجه حين بدأ كتابه (فلاسفة أيقظوا العالم) بفصلين عن (اخناتون) و(كونفوشيوس) الأول من الحضارة المصرية القديمة والثاني من الحضارة الصينية وتأكد لديه هذا الاتجاه في كتابه (نحو تاريخ جديد للفلسفة القديمة) وكتابه (نحو رؤية جديدة للتأريخ الفلسفي) وكتابه (مدرسة الإسكندرية الفلسفية بين التراث الشرقي والفلسفة اليونانية) وكتابه (مدخل لقراءة الفكر الفلسفي عند اليونان) وأخيراً استجمع كل الذخيرة التي لديه في هذا المجال فحشدها في كتابه (المصادر الشرقية للفلسفة اليونانية) ثم في كتابه (تاريخ الفلسفة اليونانية من منظور شرقي) الذي يتكون من ثلاثة أجزاء..
ومن الذين كان لهم إسهام في تأكيد الأصل الشرقي للفكر اليوناني الدكتور علي زيعور في كتابه (الفلسفات الهندية) وفيه يريد أن يتوصّل إلى: quot;.. ان القول بالمعجزة اليونانية ليس حقيقياً فاليونان أخذوا وانتفعوا مما قُدِّم لهم..quot; ويقول quot;.. المشكلة وحلُّها هما أنه لا يجوز اعطاء اليونانيين كل شيء في خلق العلم والفلسفة والعقل..quot; وكأنه بذلك يعلن أن الهدف من البحث قد تحدَّد قبل الشروع فيه فلابد من تجميع شتات شذرات ونصائح وتعاليم الحضارات القديمة في الشرق من أجل اثبات أن الفكر الفلسفي الذي أنجب الفكر العلمي والمجتمع المدني..
بعض الباحثين يعرض إحدى فلسفات الشرق كما جاءت في المراجع المعتمدة دون أن يحاول إثبات أنها أسبق من الفلسفة اليونانية أما نموذج هذا الاتجاه فيظهر في كتاب (الفكر الفلسفي الهندي) الذي اشترك في تأليفه الدكتور سرقبالي رادا كرشنا الرئيس الأسبق لجمهورية الهند والدكتور تشارلز مور وقد ترجمه إلى العربية ندرة اليازجي..
وللفيلسوف الألماني كارل ياسبرز كتاب عن (الفلاسفة العظام) عدَّ منهم بوذا وكونفوشيوس ولاوتسو وناكارجونا وسانكارا وتشو ـ سي وسينيكا وتشوانغ ـ تسو واسوكا وكلهم من الحضارتين الهندية والصينية..
ولكارل ياسبرز تصنيف للفلاسفة يختلف عن التصنيف المعتاد فهو مثلاً يضع: سقراط وبوذا وكونفوشيوس في فئة واحدة تحت زمرة (فلاسفة إنسانيون) وهم الذين يرى أنهم قد حققوا المدى الاسمى مدى الإنسان وتركوا في الإنسانية أثراً واثقاً وعميقاً لا يضاهيه أي أثر..
أما الفئة الثانية في تصنيفه للفلاسفة فهم الذين أسسوا الفلسفة ومازالوا يؤثرون في نمائها وهم: افلاطون وأوغسطين وكانت.. وعلى هذا المنوال يجري في تصنيف المفكرين والفلاسفة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث..
وتوجد دراسة تحليلية دقيقة وعميقة كتبها اربعة من المهتمين الغربيين وقد ترجم الدراسة جبرا ابراهيم جبرا وهي بعنوان: (ما قبل الفلسفة.. الإنسان في مغامرته الفكرية الأولى) وفي هذه الدراسة العميقة ايضاح للفروق الكبرى بين التفكير في مصر وما بين النهرين في العصور القديمة وبين الفكر الفلسفي الإغريقي ان الدراسة ترى أن العقل اليوناني قد استنبط الفكر الفلسفي النقدي من الفكر الشرقي في مصر والعراق ولكنه لم يأخذه كما هو،وإنما أدخل فيه أهم أسباب نمائه وأهم عوامل نضجه وهو إخضاع الفكر نفسه وإخضاع نتاجه للنقد الدائم والمراجعة المستمرة وهو بهذا التحوير الأساسي أدخل الجهد الذهني في منطقة التفكير العلمي..
أما الدكتور حسام محيي الدين الألوسي فإنه في كتابه (بواكير الفلسفة قبل طاليس) يحاول أن يثبت: quot;.. ان اليونان ليسوا أول من بدأ الفلسفة والعلم والتجريد أو التنظير..quot; ولكنه لم يستطع أن يجحد بأن: quot;.. البحث الموضوعي الهادئ يؤدي الى الاعتراف بوجود قفزة أو تبدل كيفي في مسار الحضارة البشرية حصل مع مجيء الحضارة اليونانية الا أنه تبدل حدث من تجمع كمي هو حصيلة ما كسبته البشرية من تقدم قبل اليونان..quot; ويتناسى ان بين الكم والكيف اختلافا نوعيا فالكم لا يتحول ذاتياً الى كيف،إن الإنسان والحمار يتكونان من نفس العناصر فامتياز الإنسان ليس بالكم وانما بالكيف فالفرق بين الكم والكيف هو نفس الفرق بين الحجارة المتراكمة في الجبل والقصور والجسور والإهرامات السدود والحصون التي تتكون من الحجارة نفسها..
إن الإنجاز اليوناني في مجالات الأفكار والفنون والقيم والتنظيم كان مدهشاً ورائعاً لذلك حاول باحثون كثيرون ذكرنا نماذج منهم أن يوجدوا له أصولاً قديمة في حضارات الشرق واعتبروا أن الحضارة اليونانية كانت بمثابة الثمرة اليانعة التي نمت شجرتها في مصر والعراق والأناضول والشام وفارس والهند والصين،ولكن ليس مهما الاستقصاء حول البدايات التي ظلت تدور في نفس المدارات انما المهم هو تأكيد أن الفكر الفلسفي اليوناني قد حقق طفرة نوعية انتشلت الإنسان من خطوط الدوران التاريخي وفتحت له الآفاق للخلق والتجدد فأنجب علوم الغرب وفنونه وتنظيماته ومنحه هذه القدرة الخارقة على الابتكار والانضباط والتنظيم فالفكر الفلسفي اليوناني هو النظام المعرفي الذي نمت فيه حضارة الغرب بكل الأبعاد الثقافية والعلمية والتقنية والتنظيمية وفيما لا حصر له من الأبعاد المتنامية..

نقلا عن جريدة quot;الرياضquot; السعودية