محمد الحمامصي من القاهرة: صدر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية quot;الكتاب العربي المطبوع من الجذور إلى مطبعة بولاقquot; تأليف الدكتور خالد عزب وأحمد منصور، الحاصلان على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عن كتاب quot;مطبعة بولاقquot;. يرصد الكتاب حركة الكتاب العربي المطبوع ومراحل تطوره وكيفية صناعته، كما يعرض دراسة ببليوجرافية نادرة- تعد مرجعا للباحثين في مجال الطباعة ndash;لأوائل المطبوعات المصرية ثم مطبعة بولاق حتى وصولها إلى شكلها الحالي.
كانت ذاكرة الشعوب قديما تعتمد على الرواية الشفاهية، وخوفاً على اندثارها بات هناك مطلباً ملح للانتقال لمرحلة التدوين، من هنا تناول الكتاب في صفحاته الأولى الإرهاصات المبكرة لفن الطباعة في العالم، وبزوغ الطباعة في العالم قديماً في الشرق الأقصى، فتناول نشأة الطابعة في الصين ثم في كوريا ثم في اليابان. فبعد أن استعرض المؤلفان نشأة الطباعة في الصين وانتشارها نتيجة لانتشار الديانة البوذية، التي أدت إلى زيادة الطلب على الكتب البوذية المقدسة، أشارا لظهور الطباعة بعد ذلك في كوريا، التي أخذت من الصينيين النظام الإيدوجرافي للكتابة واللغة. ليأتي بعد ذلك تطور الطباعة في اليابان حيث يوضح الكتاب كيفية تطور الثقافة اليابانية في ظل تأثير قوي للثقافة الصينية، حيث تبنى اليابانيون الكتابة الصينية خلال القرنين الرابع والخامس للميلاد.
ويتعرض الفصل الثاني لظهور الطباعة في أوروبا، ويذكر مؤلفا الكتاب أن الطباعة ظهرت في أوروبا الغربية نتيجة للتقدم التكنولوجي الذي سرعان ما أحدث تحولات هائلة في حضارة مكتملة المعالم، بعد أن أصبحت الكتابة تشغل بال المجتمع في تصريف حياته اليومية بداية من القرن الثالث عشر، لذا برزت في أوروبا مشكلة تلبية الطلبات المتزايدة على الكتاب مع تزايد عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة في المدن، والجامعات، في حين أصبح الكتاب بشكل عام سلعة مطلوبة وأخذ يمارس دورًا كبيرًا في الوقت الذي كان فيه عدد المهتمين بالكتاب قليلين نسبيًا. ويشير الكتاب إلى بعض المعوقات التي واجهت الطباعة في أولها مثل سرعة نسخ الكتاب بشكل ميكانيكي، إلى أن حلها أخيرًا في منتصف القرن الخامس عشر الألماني يوهانس جوتنبرج. ثم ينتقل الكتاب إلى عرض كيفية انتشار الطباعة في ألمانيا أولاً ثم في البلدان الأوربية الأخرى مثل إيطاليا وهولندا وفرنسا.
ويؤرخ الكتاب في فصله الثالث لنشأة وتطور الكتاب العربي المطبوع في العالم العربي، والذي بدأت قصته في تركيا، على الرغم من تصدى سلاطين آل عثمان لها في أول الأمر، ثم ظهورها في الشام ؛ ففي لبنان التي ارتبطت بالنزاع الديني الذي كان سائدًا بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية آنذاك، بدأت الطباعة مع إنشاء المطبعة المارونية، والتي أصدرت الانجيل بحروف سريانية وكرشونية. كما تأتي نشأة الطباعة في سوريا حيث كانت حلب أول مدينة سورية عرفت فن جوتنبرج.
بعد أن أخذنا الكتاب في جولة للتعرف على نشأة الطباعة في العالم، ينتقل الفصل الرابع من الكتاب ليستفيض في عرض نشأة الطباعة في مصر، التي بدأت في عهد الحملة الفرنسية فيفرد لها الكتاب صفحات يشير فيها إلى أن ظهور فن الطباعة بمعناه الحديث في مصر يرجع إلى عهد الحملة الفرنسية 1798م-1801م، حين أدرك بونابرت منذ اللحظة التي قرر فيها احتلال مصر أن الدعاية هي السلاح الماضي الذي يكسب به قلوب المصريين.
وأشار المؤلفان إلى أن مطبعة بولاق كانت هي السبب الرئيسي في خروج مصر من عصور مظلمة تثقلها قيود الجهل والتخلف إلى نور المعرفة، والحرية والوعي، وكان كل هذا بسبب المطبعة التي قدمت للمصريين زادا كانوا في حاجة إليه، قدمت إليهم المعرفة الواسعة في وعاء جديد عليهم هو الكتاب المطبوع.
فيقدم الكتاب نشأة مطبعة بولاق بعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر في سنة 1801م، حين عمت الفوضى البلاد، إلى أن استطاع محمد علي أن يصعد إلى سدة الحكم، وبدأ يفكر في بناء بلد قوي سواءً من الناحية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، فبدأ بإنشاء المؤسسات على النمط الأوروبي الحديث، ومن بين المشروعات التي احتاج إليها في مسيرته التنموية كانت إنشاء مطبعة تنشر كل ما يراه مناسبًا لاستقرار دولته. حيث بدأ محمد علي يفكر في إدخال الطباعة إلى مصر منذ عام 1815م.
ويذكر الكتاب الأسماء المتعددة لمطبعة بولاق والتي كان من بينها quot;دار الطباعةquot;، وquot;مطبعة صاحب السعادةquot;، وquot;المطبعة الأميريةquot;، إلا أن اسمها الرسمي التاريخي الذي عرفت به هو quot;مطبعة بولاقquot;.
ثم انتقل الكتاب لعرض آلات وحروف الطباعة التي تم استيرادها في أول الأمر من ميلان بإيطاليا حيث تم تجهيز مطبعة بولاق وقت إنشائها بآلات من أحدث الطرز. أما الحروف المستخدمة في المطبعة فكانت عبارة عن قطعة من المعدن أو الخشب غالبًا ما تكون قائمة الزوايا ذات وجه بارز من أوجهها الستة وهذا هو الوجه الذي يحدث الطبع. كما تم استيراد مواد الطبع من ورق ومداد من إيطاليا كما استوردت عدد المطبعة وآلاتها.
أما فيما يتعلق بسياسة العمل بالمطبعة، فيذكر الكتاب أنه لم يكن لمطبعة بولاق أي لائحة أو قانون وقت إنشائها لأن اللوائح والقوانين وما يجري مجراها لا تكون إلا وليدة الحاجة وقد نشأت مطبعة بولاق نشأة بسيطة ولم يتوقع المشرفون عليها ما يستلزم وضع لائحة أو قانون لتنظيم العمل بها. لكن سرعان ما تعقدت أحوال مطبعة بولاق، ودعت الأحوال الجديدة إلى سن القوانين الخاصة بالمطبعة، وتحديد سياسة للطبع بها ووضع نظام للرقابة على مطبوعاتها.
كانت ذاكرة الشعوب قديما تعتمد على الرواية الشفاهية، وخوفاً على اندثارها بات هناك مطلباً ملح للانتقال لمرحلة التدوين، من هنا تناول الكتاب في صفحاته الأولى الإرهاصات المبكرة لفن الطباعة في العالم، وبزوغ الطباعة في العالم قديماً في الشرق الأقصى، فتناول نشأة الطابعة في الصين ثم في كوريا ثم في اليابان. فبعد أن استعرض المؤلفان نشأة الطباعة في الصين وانتشارها نتيجة لانتشار الديانة البوذية، التي أدت إلى زيادة الطلب على الكتب البوذية المقدسة، أشارا لظهور الطباعة بعد ذلك في كوريا، التي أخذت من الصينيين النظام الإيدوجرافي للكتابة واللغة. ليأتي بعد ذلك تطور الطباعة في اليابان حيث يوضح الكتاب كيفية تطور الثقافة اليابانية في ظل تأثير قوي للثقافة الصينية، حيث تبنى اليابانيون الكتابة الصينية خلال القرنين الرابع والخامس للميلاد.
ويتعرض الفصل الثاني لظهور الطباعة في أوروبا، ويذكر مؤلفا الكتاب أن الطباعة ظهرت في أوروبا الغربية نتيجة للتقدم التكنولوجي الذي سرعان ما أحدث تحولات هائلة في حضارة مكتملة المعالم، بعد أن أصبحت الكتابة تشغل بال المجتمع في تصريف حياته اليومية بداية من القرن الثالث عشر، لذا برزت في أوروبا مشكلة تلبية الطلبات المتزايدة على الكتاب مع تزايد عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة في المدن، والجامعات، في حين أصبح الكتاب بشكل عام سلعة مطلوبة وأخذ يمارس دورًا كبيرًا في الوقت الذي كان فيه عدد المهتمين بالكتاب قليلين نسبيًا. ويشير الكتاب إلى بعض المعوقات التي واجهت الطباعة في أولها مثل سرعة نسخ الكتاب بشكل ميكانيكي، إلى أن حلها أخيرًا في منتصف القرن الخامس عشر الألماني يوهانس جوتنبرج. ثم ينتقل الكتاب إلى عرض كيفية انتشار الطباعة في ألمانيا أولاً ثم في البلدان الأوربية الأخرى مثل إيطاليا وهولندا وفرنسا.
ويؤرخ الكتاب في فصله الثالث لنشأة وتطور الكتاب العربي المطبوع في العالم العربي، والذي بدأت قصته في تركيا، على الرغم من تصدى سلاطين آل عثمان لها في أول الأمر، ثم ظهورها في الشام ؛ ففي لبنان التي ارتبطت بالنزاع الديني الذي كان سائدًا بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية آنذاك، بدأت الطباعة مع إنشاء المطبعة المارونية، والتي أصدرت الانجيل بحروف سريانية وكرشونية. كما تأتي نشأة الطباعة في سوريا حيث كانت حلب أول مدينة سورية عرفت فن جوتنبرج.
بعد أن أخذنا الكتاب في جولة للتعرف على نشأة الطباعة في العالم، ينتقل الفصل الرابع من الكتاب ليستفيض في عرض نشأة الطباعة في مصر، التي بدأت في عهد الحملة الفرنسية فيفرد لها الكتاب صفحات يشير فيها إلى أن ظهور فن الطباعة بمعناه الحديث في مصر يرجع إلى عهد الحملة الفرنسية 1798م-1801م، حين أدرك بونابرت منذ اللحظة التي قرر فيها احتلال مصر أن الدعاية هي السلاح الماضي الذي يكسب به قلوب المصريين.
وأشار المؤلفان إلى أن مطبعة بولاق كانت هي السبب الرئيسي في خروج مصر من عصور مظلمة تثقلها قيود الجهل والتخلف إلى نور المعرفة، والحرية والوعي، وكان كل هذا بسبب المطبعة التي قدمت للمصريين زادا كانوا في حاجة إليه، قدمت إليهم المعرفة الواسعة في وعاء جديد عليهم هو الكتاب المطبوع.
فيقدم الكتاب نشأة مطبعة بولاق بعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر في سنة 1801م، حين عمت الفوضى البلاد، إلى أن استطاع محمد علي أن يصعد إلى سدة الحكم، وبدأ يفكر في بناء بلد قوي سواءً من الناحية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، فبدأ بإنشاء المؤسسات على النمط الأوروبي الحديث، ومن بين المشروعات التي احتاج إليها في مسيرته التنموية كانت إنشاء مطبعة تنشر كل ما يراه مناسبًا لاستقرار دولته. حيث بدأ محمد علي يفكر في إدخال الطباعة إلى مصر منذ عام 1815م.
ويذكر الكتاب الأسماء المتعددة لمطبعة بولاق والتي كان من بينها quot;دار الطباعةquot;، وquot;مطبعة صاحب السعادةquot;، وquot;المطبعة الأميريةquot;، إلا أن اسمها الرسمي التاريخي الذي عرفت به هو quot;مطبعة بولاقquot;.
ثم انتقل الكتاب لعرض آلات وحروف الطباعة التي تم استيرادها في أول الأمر من ميلان بإيطاليا حيث تم تجهيز مطبعة بولاق وقت إنشائها بآلات من أحدث الطرز. أما الحروف المستخدمة في المطبعة فكانت عبارة عن قطعة من المعدن أو الخشب غالبًا ما تكون قائمة الزوايا ذات وجه بارز من أوجهها الستة وهذا هو الوجه الذي يحدث الطبع. كما تم استيراد مواد الطبع من ورق ومداد من إيطاليا كما استوردت عدد المطبعة وآلاتها.
أما فيما يتعلق بسياسة العمل بالمطبعة، فيذكر الكتاب أنه لم يكن لمطبعة بولاق أي لائحة أو قانون وقت إنشائها لأن اللوائح والقوانين وما يجري مجراها لا تكون إلا وليدة الحاجة وقد نشأت مطبعة بولاق نشأة بسيطة ولم يتوقع المشرفون عليها ما يستلزم وضع لائحة أو قانون لتنظيم العمل بها. لكن سرعان ما تعقدت أحوال مطبعة بولاق، ودعت الأحوال الجديدة إلى سن القوانين الخاصة بالمطبعة، وتحديد سياسة للطبع بها ووضع نظام للرقابة على مطبوعاتها.
ويستعرض الكتاب مطبعة بولاق في عهد أسرة محمد علي باشا وقد جاء في هذا الفصل انتعاش المطبعة في عصر الباشا الكبير حيث كانت محط اهتمامه ورعايته، ثم عرض أحوال المطبعة في عهد الوالي عباس حلمي الأول، وقد أخرجت المطبعة في عهده بعض الكتب القيمة منها quot;مقامات الحريريquot; وquot;خطط المقريزيquot;، أما أحوال المطبعة في عهد الوالي سعيد باشا فيذكر الكتاب أن نشاطها كان محدودا لا يعدو سجلات الحكومة وبعض الكتب القليلة.
ثم يعرض الكتاب لمرحلة جديدة في رحلة المطبعة وهي إهداء سعيد باشا المطبعة إلى عبد الرحمن باشا رشدي مدير مصلحة السكك الحديدية بالبحر الأحمر، إلى أن انتقلت المطبعة بعد ذلك في عهد الخديوي إسماعيل إلى الدائرة السنية حين اشتراها الخديوي إسماعيل باسم ابنه الأمير إبراهيم حلمي وضمها إلى الدائرة السنية وهي دائرة الأملاك التابعة لأبناء الخديوي إسماعيل. ويرى العديد من المؤرخين أن عهد تبعية المطبعة للدائرة السنية يعد من أزهى عهود مطبعة بولاق، حيث استهلت المطبعة عهدها الجديد بإصلاح وتجديد آلاتها مثل شراء آلة لعمل ظروف الخطابات في 1869م، وكان من نتيجة التقدم الذي شمل مطبعة بولاق في هذا العهد أن اشتركت في معرضين دوليين أقيم أحدهما في باريس سنة 1867م، وأقيم الثاني في فيينا في سنة 1873م.
ويذكر مؤلفا الكتاب أن المطبعة ظلت تابعة للدائرة السنية إلى أن انتهى عصر إسماعيل وتولى حكم مصر الخديوي توفيق، وكانت الحركة الوطنية لا تزال حديثة العهد وكان الشعور القومي قد أخذ يشتد فعملت الحكومة على استرداد مطبعة بولاق إلى حوزتها خشية استخدام المطبعة في نشر الوعي السياسي والثقافي بين أفراد الشعب المصري.
استمر حال المطبعة بين التدهور والازدهار إلى قيام ثورة 1952م، فمع قيام الثورة أنشئت وزارة الصناعة عام 1956م، وضمت إليها مطبعة بولاق تحت مسمى: quot;الهيئة العامة لشئون المطابع الأميريةquot;، وما زالت المطبعة تلبي احتياجات الدولة من كافة أنواع المطبوعات، إلى جانب إسهامها في تنشيط حركة الطباعة والنشر في مصر والشرق الأوسط من خلال إصداراتها المختلفة.
يتناول هذا الفصل أيضاً إصدارات مطبعة بولاق المختلفة والمتباينة والتي يحصرها مؤلفا الكتاب في سبعة أنواع، هي: القوانين واللوائح والمنشورات، الكتب، التقاويم، الوقائع المصرية، القرآن الكريم، الأوراق والدفاتر الحكومية، ومقامات الموسيقى.
وأخيراً يعرض الفصل الخامس والأخير من الكتاب لأثر الكتاب العربي المطبوع على المجتمع المصري، فيوضح تاريخ ظهور الصحافة في مصر، والذي بدأ مع الحملة الفرنسية بجريدة quot;بريد مصرquot;، ثم الصحيفة التي صدرت عن المجمع العلمي بعنوان: quot;العقد المصريquot; أو quot;العشرية المصريةquot;. ثم عرض الكتاب للصحافة في أسرة محمد علي باشا، مثل: quot;جورنال الخديويquot;، و quot;الوقائع المصريةquot;، و quot;الجريدة العسكريةquot;. كما عرض الكتاب للصحافة في عهد الخديوي إسماعيل، مثل جريدة quot;يعسوب الطبquot; التي تخصصت في نشر أفضل المسائل الطبية المفيدة، وأيضاً جريدة quot;روضة المدارسquot;، وجريدة quot;أركان حرب الجيش المصريquot;.
وينتقل المؤلفان للحديث عن تاريخ جريدة الوقائع المصرية كأول جريدة حكومية رسمية، فتحدث الكتاب عن سياسة محمد علي في توجيه عمل الوقائع المصرية، ثم دور الشيخ رفاعة الطهطاوي في تجديدها وتطوير سياستها، ومن ثم انتقل إلى أحوال الجريدة في عهد الوالي محمد سعيد باشا ومن بعده الخديوي إسماعيل. تناول الكتاب كذلك تاريخ الوقائع المصرية برئاسة الشيخ محمد عبده، ثم تاريخها منذ عام 1882 وحتى وقتنا الحالي.
ثم يعرض الكتاب لمرحلة جديدة في رحلة المطبعة وهي إهداء سعيد باشا المطبعة إلى عبد الرحمن باشا رشدي مدير مصلحة السكك الحديدية بالبحر الأحمر، إلى أن انتقلت المطبعة بعد ذلك في عهد الخديوي إسماعيل إلى الدائرة السنية حين اشتراها الخديوي إسماعيل باسم ابنه الأمير إبراهيم حلمي وضمها إلى الدائرة السنية وهي دائرة الأملاك التابعة لأبناء الخديوي إسماعيل. ويرى العديد من المؤرخين أن عهد تبعية المطبعة للدائرة السنية يعد من أزهى عهود مطبعة بولاق، حيث استهلت المطبعة عهدها الجديد بإصلاح وتجديد آلاتها مثل شراء آلة لعمل ظروف الخطابات في 1869م، وكان من نتيجة التقدم الذي شمل مطبعة بولاق في هذا العهد أن اشتركت في معرضين دوليين أقيم أحدهما في باريس سنة 1867م، وأقيم الثاني في فيينا في سنة 1873م.
ويذكر مؤلفا الكتاب أن المطبعة ظلت تابعة للدائرة السنية إلى أن انتهى عصر إسماعيل وتولى حكم مصر الخديوي توفيق، وكانت الحركة الوطنية لا تزال حديثة العهد وكان الشعور القومي قد أخذ يشتد فعملت الحكومة على استرداد مطبعة بولاق إلى حوزتها خشية استخدام المطبعة في نشر الوعي السياسي والثقافي بين أفراد الشعب المصري.
استمر حال المطبعة بين التدهور والازدهار إلى قيام ثورة 1952م، فمع قيام الثورة أنشئت وزارة الصناعة عام 1956م، وضمت إليها مطبعة بولاق تحت مسمى: quot;الهيئة العامة لشئون المطابع الأميريةquot;، وما زالت المطبعة تلبي احتياجات الدولة من كافة أنواع المطبوعات، إلى جانب إسهامها في تنشيط حركة الطباعة والنشر في مصر والشرق الأوسط من خلال إصداراتها المختلفة.
يتناول هذا الفصل أيضاً إصدارات مطبعة بولاق المختلفة والمتباينة والتي يحصرها مؤلفا الكتاب في سبعة أنواع، هي: القوانين واللوائح والمنشورات، الكتب، التقاويم، الوقائع المصرية، القرآن الكريم، الأوراق والدفاتر الحكومية، ومقامات الموسيقى.
وأخيراً يعرض الفصل الخامس والأخير من الكتاب لأثر الكتاب العربي المطبوع على المجتمع المصري، فيوضح تاريخ ظهور الصحافة في مصر، والذي بدأ مع الحملة الفرنسية بجريدة quot;بريد مصرquot;، ثم الصحيفة التي صدرت عن المجمع العلمي بعنوان: quot;العقد المصريquot; أو quot;العشرية المصريةquot;. ثم عرض الكتاب للصحافة في أسرة محمد علي باشا، مثل: quot;جورنال الخديويquot;، و quot;الوقائع المصريةquot;، و quot;الجريدة العسكريةquot;. كما عرض الكتاب للصحافة في عهد الخديوي إسماعيل، مثل جريدة quot;يعسوب الطبquot; التي تخصصت في نشر أفضل المسائل الطبية المفيدة، وأيضاً جريدة quot;روضة المدارسquot;، وجريدة quot;أركان حرب الجيش المصريquot;.
وينتقل المؤلفان للحديث عن تاريخ جريدة الوقائع المصرية كأول جريدة حكومية رسمية، فتحدث الكتاب عن سياسة محمد علي في توجيه عمل الوقائع المصرية، ثم دور الشيخ رفاعة الطهطاوي في تجديدها وتطوير سياستها، ومن ثم انتقل إلى أحوال الجريدة في عهد الوالي محمد سعيد باشا ومن بعده الخديوي إسماعيل. تناول الكتاب كذلك تاريخ الوقائع المصرية برئاسة الشيخ محمد عبده، ثم تاريخها منذ عام 1882 وحتى وقتنا الحالي.
الكتاب: الكتاب العربي المطبوع من الجذور إلى مطبعة بولاق
تأليف: د. خالد عزب وأحمد منصور
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
تاريخ النشر: يناير 2009
عدد الصفحات: 367 صفحة
تأليف: د. خالد عزب وأحمد منصور
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
تاريخ النشر: يناير 2009
عدد الصفحات: 367 صفحة
التعليقات