إيلاف: بطريقة جديدة على عالم النشر في اللغة العربية؛ أصدر الشاعر السوري خلف علي الخلف كتابين جديدين، الأول ديوان شعري عنونه بـ quot;كحل الرغبةquot; والثاني بعنوان quot;نواح الغريب: حكاية لم ينقرها الطيرquot; وجاء على غلافه أنه نص. أما دار النشر فهي شركة لولو برس الأمريكية! وطريقة النشر هذه بسيطة وسهلة؛ وتتلخص بتحميل الكتاب وغلافه ضمن مواصفات وقياسات حددتها الدار وما على الكاتب إلا أن ينتظر المشترين؛ ليحصل على عائد عالي من المبيعات بعد خصم تكاليف الطباعة.. والنشر هنا ورقي وليس كتاب الكتروني رغم أن الشركة الناشرة تتيح شكلي الشراء مجتمعين ومنفصلين(ورقي ndash; الكتروني). فعند طلب المشتري للكتاب تقوم مطابع الدار بطباعته في اقرب مطبعة من بلد المشتري متعاقدة معها الدار وترسله الى المشتري!!..
أما عن المحتوى، فالكتاب الأول تضمن نصوص شعرية كتبت بين عامي 2004 و 2006 كما هو مذيل في أسفل النصوص وجاء بـ 88 صفحة من القطع المتوسط. الغلاف صممته أشعار الباشا مستخدمة لوحة لـ جان ميرو وقد تضمن الكتاب ستة نصوص حملت العناوين التالية (مولاي يا أسوداً لا يضاهى بدمع- أيها المرتجى استغاثات الغريب ndash; كحل الرغبة- الرسولة ndash; أنثى الفراسة شهقة القرين- السيدة البيضاء التي لا تخطفها الزرقة) تنحو بشكل عام نحو مناخ صوفي. وقد تداخلت بعض النصوص بين الشعر الفصيح والشعر العامي!. بينما الكتاب الثاني تشكل من نص طويل مقسم الى quot;ما يشبه المقدمة: أعمى غرناطةquot; ومقطع آخر بعنوان quot;الولوج إلى رواق الحكايةquot; والذي بدا كمقدمة ثانية، يأتي بعدها نص واحد معنون بـ quot;رواق الحكايةquot; ومقسم الى 16 مقطع متصل منفصل؛ يتداخل فيه السرد والشعر والحكايا عبر لغة تنحو بشكل حاد نحو الفجائعية؛ كما يشير إلى ذلك العنوان، ولوحة الغلاف للفنان السوري أحمد برهو بينما نفذ تصميمه الشاعر العراقي سعد الياسري. والكتاب كما هو موضح في نهايته كتب على فترة طويلة امتدت بين عامي 2003 و 2006.
قد صدر للشاعر قبل ذلك مجموعتين شعريتين الأول بعنوان quot;نون الرعاةquot; صادر عام 2004 والثاني بعنوان quot;التنزيلquot; صادر في عام 2007
من quot;كحل الرغبةquot;
الرغبة تكتحل؛ الرغبة تغمرني كطعنة تعلّم أصابعي الاستلقاء rlm;
تجهل اللغة / الفاصل بين الذنب والبراءة الرغبة عري الأموات.. rlm;
لم نلهث ما يكفي لنشيّد نورها لم ننطفئ مايكفي لتهجرنا
rlm;نتوارث صداها ونضيّع ما تختاره الأعراس. نردم الهوة بين ما rlm;غنمناه
من أسمالها وبين السكاكين التي تنهش نهارنا
rlm;
تعالوا أيُّها الموتى
تعالوا
لم نعد نرى توأم الحميمية يصلّي مفردا / لم تعد الصلاة تكفي rlm;
للوثوب إلى ربنا لنسرق وجهه / لم يعد ذاك الوميض الذي rlm;يخطفنا
من خرائب الآن.. rlm;
ونحن بشر بفأس عارية؛ فأسٌ تضحكُ مشرقة الحواف لتشجنا عن rlm;الشوق rlm;
...
ومن حكاية لم ينقرها الطير
نهدايَ ممتلئانِ بحليبٍ مخبئ منذ آدم، والعرّافة قالت
سيمر فتى خانته الطرقات
يمشي حافياً كعراءٍ أبرص، يجاهدُ كي يَصُبَّ ماءً على يدي النهار.. إن رأيتهِ
يمجد السماء، ويؤذن للطير كي تصلي فهاهو.. أرضعيه على الملأ.
اقتربتُ ببراءة اللغة، حللتُ وثاق لساني: صرختُ..
تلقفتني أيادي اللهفة، وخاطتِ الكلام إلى حنجرتي.. كي أقول لها:
ياحلماً يأتي على غفلة من النوم والصحو
يفتح نافذة التخيل على شبقٍ أخرس
عيناي تنبض بشهوة الرؤية
والعتمة نخرت عظامي
داري هذا الارتجاف فيَّ، فقد ورثته من قومٍ حفاة
مشّطي ليلي بمباغتةِ ضوءٍ يرتجف على نهديكِ
ها أنا قوس قزحٍ مضرج بالهتافات، أرتمي عند أصابعك، أعرّش هناك
كاحتفالٍ لم يحضره سوى الهواء.
يقيني يذوب ويغمض متاهته في جمالٍ لم تسفحه الخيبةُ
...