عبد الجبار العتابي من بغداد: قررت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية اطلاق اسم المخرج المسرحي الكبير قاسم محمد على دورة هذا العام لمهرجان مسرح الطفل الذي سينطلق في الاول من شهر كانون الاول / ديسمبر المقبل، ويستمر لمدة اسبوع، اعلن ذلك الدكتور شفيق المهدي المدير العام للدائرة خلال مؤتمر صحفي عقده في المسرح الوطني ببغداد قال فيه: قررنا أن نسمي دورة هذا العام باسم المخرج المسرحي الرائد قاسم محمد تقديرا لما قدمه من إبداع في مجال المسرح بشكل عام وفيما يخص مسرح الطفل بشكل خاص، مؤكدا: ان اشتغالات قاسم محمد تشكل واحدة من التأسيسات الكبيرة في مجال مسرح الطفل، كون نظرته إلى المسرح تصاعدت في اتجاهات متعددة كمسرح التراث والتجريب والطفل،وقد أردنا أن نكرمه ونحتفي بمنجزه المسرحي الكبيروهو طريح الفراش الآن، مشيرا الى ان ادارة المهرجان اعدت جلستين نقديتين عن تجربته الريادية و تأثيراته وتأسيساته في مسرح الطفل، بالاضافة الى جلسة ثالثة عن مسرح الطفل، سيشترك فيهما عدد من النقاد والفنانين منهم: د.فاضل خليل ود.عواطف نعيم ود.حسين علي هارف وحسين محمد حبيب وعباس لطيف، قائلا: ان قاسم محمد يعد من المؤسسين الرواد لمسرح الطفل والمجددين فيه.
وقاسم محمد.. مؤلف ومخرج عراقي غادر العراق عام 1996،يقيم حاليا في دولة الإمارات،أخرج وأعد العديد من الأعمال المسرحية المميزة منها: (مسرحية النخلة والجيران)عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الروائي غائب طعمة فرمان،(كان ياماكان)، (بغداد الأزل بين الجد والهزل)، (أضواء على حياة يومية)، (طال حزني وسروري في مقامات الحريري)، (رسالة الطير)، ( الباب)، (العودة)، ( أب للبيع أو الإيجار)، (الأرض والعطش والإنسان)، (شخوص وأحداث في مجالس التراث)، (أنا الضمير المتكلم)، (ولاية وبعير)، (المجنون)،(تعلولة بغدادية). ويعاني حاليا من اصابة بمرض خبيث.
وأوضح د.شفيق المهدي أن العديد من العروض المسرحية ستقدم خلال ايام المهرجان، منها عروض خاصة بالدائرة واخرى بالتعاون مع وزارة التربية التي ستشارك بعملين، وكليات الفنون الجميلة في الحلة والديوانية والبصرة، وكذلك مع منظمات المجتمع المدني المهتمة بالطفولة ومنها رابطة المراة العراقية ورابطة الدمى ورابطة أنامل الهداية.
من جهته قال حاتم عودة عضو اللجنة العليا للمهرجان مدير الفرقة القومية للتمثيل: على الرغم من الظروف الصعبة، الا اننا نعمل ونقيم المهرجانات كي تستمر حركة الفن في العراق وتتواصل، واشار حاتم الى: إن اللجنة ستنتبه إلى أخطاء الدورات السابقة، ومحاولة تصحيحها لان علينا الاعتراف بأننا نحتاج إلى مزيد من الجهد للتمكن من امتلاك الخبرة في مجال إعداد المهرجانات بشكل موضوعي وناجح.
اما الناقد عباس لطيف فقال في المؤتمر انه سيدير جلسات نقاش الحلقة النقدية عن العروض، مؤكدا: ان النقد مهم وسيضيء العروض باضاءات نقدية تسلط الاضواء على قوة او ضعف النص والاخراج وغير ذلك من شؤون المسرح، مشيرا الى: إن رابطة النقاد المسرحيين ستشارك بالجلسات النقدية المتواصلة مع كل عرض مسرحي عبر الجلسات والمداخلات النقدية وتأشير ابرز المحطات في تجربة الفنان قاسم محمد الغنية بالانجازات.
وسيفتتح المهرجان بأوبريت (حمامة السلام) من تاليف واخراج بكر نايف وتمثيل عدد من الفنانين مثل سوسن شكري ويوسف سواس ومهند مختار وزينب فؤاد وسولاف وغيرهم، وفيه اغاني ورقصات تعبيرية،وقال بكر: الاوبريت يتحدث عن سفر عبر الزمن لزيارة ماضي العراق الى ما قبل اربعة الاف سنة وصعودا الى زمننا الحالي حيث سنلتقي بالعديد من الرموز الشخصيات العراقية، من حمورابي الى عشتار الى ابن الهيثم الى المتنبي ووصولا الى الام العراقية في زمننا الحاضر ودخولا الى قاعة المسرح الوطني بأحتفالية مهرجان الطفل الخامس.
واستطرد بكر قائلا: الجديد فيما سأقدمه هو مفاجأة، وافضل ما اشتغلت عليه هو السفر عبر الزمن من خلال الانتقالات بالديكور والضوء.
يذكر ان مهرجان الطفل العراقي الذي يقام سنويا انطلقت دورته الاولى عام 2004، ويتضمن عروضا مختلفة مثل اوبريت للطفل العراقي وعدة مسرحيات وجلسات نقاشية ولوحات راقصة وفواصل موسيقية تراثية بمشاركة نخبة من الفنانين العراقيي على اختلاف اجيالهم.