النصف العاري:
الضوء شره على كتفيك الرّقيقين
الظلّ ساكن تحت الرّقبة.
الليل يتسرّب بين النهديْن.
هل من حركة في مكان ما؟.
هل من صباح يشرق بين الأصابع؟.
الأظافر شموس ترصّع بالنور سطح عينيّ.
الشفتان تنقلبان في بنيّ عينيّ
تخترقان ما أملك من لهفة
تستويان شفتين حارّتين فوق قلبي.
تسريان حرارة في دمي.
الحركة أين؟.
طلاسم الأنف تستنشق لنبضي وسط اللوحة.
أتفيء ظلاّ في العين اليمنى.
وتتراقص نقطتان فضّيتان في اليسرى.
الحركة على الرّمشين.
الحركة في السّواد الجائر لنوايا الكحل الخفيف أسفلهما.
الحركة في طيتين يتخفّيان تحت الحاجبين.
أو في الأرض الواسعة
الأرض ذات النسمة الذهبيّة فوق الجبين الواضح.
لا.
الحركة طيّة على الجبين.
(ربّما ارتعشت ريشته هنا أو ارتعد أو تحركت المرأة الماثلة للريشة وصاحبها في عنفوان اللّيل.
ربّما خانت الألوان هنا.)
الحيرة في الرّسام تلك الحيرة التي على طية الجبين.
الحيرة على المرأة الماثلة لريشة من ليل.
الرسّام ارتعد أكثر أمام الصورة
المرأة تحتار هنا عن الأجمل بينهما:
هي؟ أم النصف العارية بين يدي الرسّام.
في الجبين ضياع ما.
امرأتان أو أكثر يمثلن للرسام.
امرأة يأتيها الحزن من الشبّاك النصف المفتوح على الليل.
امرأة من زيت وضياع على اللوحة.
امرأة أو نساء في قلب الرسّام.
إلى آخره...
الحركة في العراء,
الحركة الحائرة في الشعر المتلوّي.
في الخصلات العشوائيّة، ريح ما تجيء من الشبّاك النصف المفتوح. تحرّكت المرأة اللحميّة من فرط الحزن والوحدة.
يسرع الرسّام ويخبّئ خصلات معقّدة وراء الظهر. يقبّل المرأة الماثلة بتسرّع ويستغرق في حركات مدوّرة للشعر المتلوّي.
صورتان عار نصفهما الأعلى.
صورة من حرارة وحيرة.
صورة بنت للريشة لسان الخيانة المقدّس.
النصف المغطى:
ظلال من الفزع وفوران ما تحت الثّوب الثقيل.
لا حركة.
سكون الليل المطرود من النافذة المغلقة.
عينا الرسّام لم تغادرا المرأة التي في القلب.
المرأة خارج القلب بلا اسم.
الظلّ كثيف وبارد هنا.
تلهث الريشة فوق الطيّات الألف لما بين الفخذين المعبأين للثوب الثقيل.
تتململ الريشة في الغامض.
تختنق حركات أعلى الكعبين.
يمزج الرسام الألوان في عبث ويتمازج مع أسود حزين.
امرأة ما خارج القلب تسمّر عينين على النار الضئيلة في المدفأة.
الرسام يسمّر عينين على فراشه البارد.
الرّيشة وحدها فراشة توقّع خرافة في الغرفة الصامتة.
امرأة داخل القلب تصحو
امرأة خارج القلب تبرد
تغمض الألوان هنا.
يفتح الرسام شباك الغرفة.
يلقي عينين في الليل البارك خارجا
المرأة التي خارج القلب لم تعد ماثلة لأحد.
تنهار أمام اللوحة.
(غمض اللون لما ارتطمت المرأة بإسفلت الغرفة البارد)
تتربّع الباردة أمام المدفأة
يغوص الرسّام في فراشه البارد.
للمرة الألف يخفق في رسم المرأة التي داخل القلب
والمرأة التي خارج القلب.
ديسمبر 2007
تونس