أحمد شرجي من المغرب: وانا ادخل ناحية القبو الكئيب او (المقبرة) كما يحلو للاستاذ الفنان بدري حسون فريد ان يسميها، تذكرت مقولة الفيلسوف الايرلندي،إدموند بييرك(كي نحب الوطن،يجب ان يكون في الوطن ما يدفعنا لحبه)هنا في هذاالمكان البائس الذي يقع في احد الاحياء الفقيرة بمدينة الرباط المغربية يعيش الفنان الكبير وهو يحرق ايامه بين الامل والعمل والانتظار لغد مجهول.
أي عراق نحب؟؟
أي عراق نحب؟؟
العراق الذي لا يحب مبدعيه؟ العراق الذي يتغنى بالغرباء ويجافي أهله و أبنائه المبدعين؟ العراق الذي يتنكر لأصحاب العطاء والمخلصين، قد تكون هذه الكلمات قاسية على الكثيرين بعض الشيء او حتى علي بشكل شخصي، لكننا يجب ان لا نترك العاطفة تتحكم بعقولنا وكلماتنا وان تبقى كلمة الحق هي الاعلى، نتشدق بذلك الحب لبلدنا، يا لها من كذبة كبيرة تلك التي نسميها الوطن، فلتذهب الاوطان للجحيم، اذا لم يتوفر في الاوطان مايدفعنا لحبها والانتماء لها، من المسؤول عن الوضع السىء بل المحزن للهرم المسرحي الكبير بدري حسون فريد؟ الضائقة المالية، العوز الحقير الذي يعيشه،المكان البائس الذي يسكنه، وهو الذي افدى سنوات حياته من اجل ترسيخ شيء اسمه الفن الملتزم والمسرح العراقي،بدري ذلك الفنان العصامي الذي لم يهادن سلطان أوحاكم، سعى معرفاق جيله لمسرح يمتلك مقومات بقائه وحقيقة وجوده.
في الشهر الماضي كنت بصحبة الفنان هادي الخزاعي ضيفا في برنامج الاعلامي كريم بدر (قراءات عراقية) وكان شريكنا بالحديث من بغداد الاستاذ شفيق المهدي مدير دائرة السينما والمسرح، كانت الحلقة تناقش واقع المسرح العراقي، وطرحت شخصيا رأيا حول تهميش الحكومة للفنانين ومحاولة ألباس المسرح العراقي عمامة الاديولوجيا الراديكالية، واستشهدت بحالة المبدع الكبير بدري حسون فريد، المزرية التي يعيشها بالمغرب، لم يتفق معي استاذي شفيق المهدي، بل راح يكيل المديح والمبالغات المجانية لرئيس الدولة السيد جلال الطلباني، وأدعى بانه بعثه بشكل شخصي للمغرب لمقابلة الاستاذ بدري، وقد قال حرفيا وامام اسماع وانظار المشاهدين (استاذ بدري بخير و نُقلت له اموالا تكفيه لسنوات طويلة، ولاجل الوقوف على الحقائق، دعت الامانة الاعلاميةمقدم البرنامج كريم بدر الاتصال بالاستاذ بدري، وكانت المفاجاة بتكذيب من قبل الاستاذ بدري لكل ماقاله الدكتور شفيق المهدي، بل الانكى من كل ذلك هو ان بدري حسون فريد لم يلتق شفيق المهدي منذ عشرين عاما!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اذا ماهو هدف الاستاذ شفيق من كل هذا؟ هل اجبر على قول ذلك،؟ امهي شهادات مجانية نعطيها للسياسيين؟ ونحن الذين توسمنا خيرا بادراته لاهم مرفق ثقافي.
اذا كان الفنان يتحدث بخطاب السياسي، ماذا عسانا ان ننتظر من السياسي؟ اذا كان الفنان (التقدمي) يجمل السياسي ويبرر مواقفه، بل يساعده على تهميش دور المثقف والفنان، ماذا ننتظر من برلمان يقوده متحدث بلغة(القنادر)؟؟؟؟؟!!!!
شاءت الصدفة ان اكون بالرباط، واتصلت بالاستاذ بدري لتحديد موعدا للقائه و الاطمئنان عليه، اصر ان نلتقي في مكان اقامته، لكنحين وصلت و دخلت تلك الغرفة التي يسكن فيها، فهمت اصراره، لعنت الزمن والظروف و الثقافة والفن والعراق، بصقت على كل الاوطان التي لاتحتضن رموزها ومبدعيها، بصقت على كل الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ تاسيس الدولة العراقية لاخر حكومة، لانها لاتستحق ان تحكمنا وتقودنا.
(أين الاموال) التي تحدث عنها الدكتور شفيق المهدي، والتي تكفي بدري سنوات طوال، كما ذكر ذلك وهذا موثق بالبرنامج، تلتف عليها الصراصر، والتي لايحلو لها التكاثر الا في سرير بدري وغرفته الضيقة، طولها ثلاثة امتار وعرضها متران!!!!! غرفة لاتصلح ان تكون زريبة للحيوانات، ليس في بلد اوربي، بل وفي أي بلد عربي، فكيف يسكنها النبيل بدري حسون فريد، هذه القامة المسرحية الشامخة؟؟ يا لكم من خونه لكل ماهو جليل ومقدس، وانتم تشهدون مايجري امام عيونكم جهارا، هل يستحق بدري حسون فريد هذه الحياة البائسة؟؟ هل يستحق هذا التكريم وهو يتمسك بما تبقى له من سنوات عمره؟؟
هل تقرأ الحكومة ما يكتب عن مبدعيها،؟ هل يقرأ الاستاذ جلال الطلباني او مستشاروه مقالتي هذه، وخاصة ان الامر الان متعلق بمصداقيتهم، كون الاستاذ شفيق المهدي ذكر بانه مبعوث شخصي من قبل السيد جلال الطلباني!!!!! هل سال السيد الرئيس مبعوثه الشخصي ان كان قد التقى ببدري وأطمئن على صحته؟؟
أعرف الاجابة مسبقا بان كل ذلك هو تطوع لتقديم دعاية مجانية، بل انها مجرد سفسطه، لكن مكتب السيد الرئيس مطالب بالتوضيح واصدار بيان بذلك، لان لو صح ما قاله الاستاذ شفيق، وهذه حالة بدري فهذه كارثة حقيقية، الهدف منها النيل من رموز العراق الثقافية والفنية. في الوقت الذي يتحدث رجال الحكومة عن مشروع عودة واحتضان الكفاأت وتعويض ماعانوه قي بلدان المنافي والاغتراب.
اذا كان شخصا ومبدعا بحجم بدري حسون فريد، هذه حالته، فكيف بالانسان البسيط الذي هرب من الارهاب والتهجير الى بلدان الجوار؟؟؟
سيقول البعض بان هناك الكثير من حالات العراقيين بالخارج وخاصة بدول الجوار مشابه، وقد تكون اكثرسوءا من حالة بدري، نقول نعم، وهذا حق كل العراقيين الذين يتساوون دستوريا بالحقوق، لكن هذا بدري حسون فريد،الذي اعطى الكثير للوطن حيث كتب ومثل واخرج العشرات من الاعمال الفنية الراقية، تخرجت على يديه الكثير من الاجيال الفنية، ومؤلفاته تدرس مناهجا في الدراسات الاكاديمية، احسبوه على احدى قوائمكم الطائفية ـ كي يعيش باحترام يليق برجل في الثمانيين من عمره، ضعوا اسمه بأي قائمة محاصصة وكرموه كي تحصلون على شرف من تكريم احد رموز العراق، سوف لا يأخذ مكان احد أقربائكم وأتباعكم في أي سفارة بالخارج، او مؤسسة داخل العراق، بل امنحوه مايستحق من راتب تقاعدي جراء ما اعطى وما قدم كي يوفر له ابسط حقوق العيش الكريم، وأطمئنكم بانه لن يبقى طويلا في منصبه، لان حالته الصحية سيئة جدا، فهو يرى بعين واحدة، ومطالب الان باجراء عملية اخرى لها، فكيف برجل لايمتلك ثمن فنجان قهوة لضيفه ـ بان يدفع تكاليف عملية جراحية!!؟؟؟؟
اليس عارا على الوطن وحكومته ان يعيش مبدعوه على هذه الشاكلة؟ فما يمر به فناننا الكبير اليوم لربما هو صورة من مئات بل الاف الصور الاخرى التي تتكرر في اماكن اخرى من مدن العالم التي التجأ اليها العراقيون هربا من ظلم النظام السابق الذي كنا ندين ممارساته الاستبدادية التي دفعت بالمثقف والفنان الى حالة من العوز المستديم او ان يجعله جزءا من ماكنته الاعلامية الرخيصة التي لاترى في الوطن الا رجلا واحدا وبطلا واحدا ومنقذا واحدا يصنع الانتصارات الوهمية ويدفع بالشعب من هاوية لاخرى وهكذا كانت النتائج بلد مخرب وشعب مشرد لبلد يطفو على بحر من البترول، انه عارعلى كل من يجلس علي كرسي السلطة بالعراق ابتداءا من كرسي رئاسة الجمهورية مرورا برئاسة الحكومة والبرلمان وصولا الى كرسي الشرطي او رجل الامن البسيط وكل من له مسؤولية تذكر في ادارة امور هذه البلاد.
لماذا لاياخذ الفنان والمثقف العراقي موقعه الطبيعي والذي ينبغي ان يكون في هذا العراق الجديد؟؟ لماذا تتعمد الدولة والحكومة العراقية ترسيخ مفهوم الاقصاء والتمايز والتهميش له مرة تلو اخرى وتتكرر المأساة؟؟؟؟
يا أصحاب السلطة في العراق الجديد ارجوكم دعونا نحب الوطن، أرجوكم فان الإنسان العراقي يستحق الكثير، أعطوه الحق بأخذ ما يتساقط من حقائبكم فقط لاغير.
ان الفنان والمثقف والمبدع العراقي لايريد تكريما بعد وفاته وهو قد عاش حياة ذليلة وسنوات قاسية ومواقف من الظلم والتعسف. متأكد بان الدولة والحكومة العراقية ستتكفل بدفع تكاليف نقل جثمان بدري بعد وفاته لا سامح الله، اصبحت هذه مهمتها الرئيسة الان امام المبدعين بالمهجر.لكن هل هذه وظيفتها فقط؟ وهكذا يكون الاهتمام بالطاقات والكفاات الوطنية التي ارتبطت روحها بالوطن رغم صعوبة الظروف وبعد المسافات والام الغربة والابتعاد، هل هذه مكافاة الوطنية وحب الوطن؟؟ الا تبا لهذا الحب وتبا لهذا الوطن، تبا لحكومات تهدر ملياراتها من اجل أشباه الرجال وتترك رموزها متشردين.
لانريد بمقالتنا هذه ان نستدرعطف الاخرين او نقوم بحملة مساعدة لفناننا الكبير والانسان الجليل بدري حسون فريد، قدر قول كلمة الصدقوأظهار الحقيقة، لوضعها امام الرائ العام، حتى لايصرح لنا مكتب رئاسة او حكومة بانهم لم يعرفوا عنه شيئا، انهموقف فقط نسجله للتاريخ والاجيال.
لم اتطرق هنا لوصف تفاصيل المكان الذي يعيش به الفنان الكبير بدري، ولكني سادع ذلك للصور كي تنقل لكم المشهد بلا رتوش، وكذلك من اجل ان لايكون استاذنا المبدع بدري حسون فر يد في حرج ما، فهو يمنح الامكنة ضوء اشعاعه ومازال يعطي للوطن اكثر واكثر مما بخلوا عليه ببعض من حقه وعطائه، فهل يوجد في الوطن ما يدفعنا لحبه؟؟؟
في الشهر الماضي كنت بصحبة الفنان هادي الخزاعي ضيفا في برنامج الاعلامي كريم بدر (قراءات عراقية) وكان شريكنا بالحديث من بغداد الاستاذ شفيق المهدي مدير دائرة السينما والمسرح، كانت الحلقة تناقش واقع المسرح العراقي، وطرحت شخصيا رأيا حول تهميش الحكومة للفنانين ومحاولة ألباس المسرح العراقي عمامة الاديولوجيا الراديكالية، واستشهدت بحالة المبدع الكبير بدري حسون فريد، المزرية التي يعيشها بالمغرب، لم يتفق معي استاذي شفيق المهدي، بل راح يكيل المديح والمبالغات المجانية لرئيس الدولة السيد جلال الطلباني، وأدعى بانه بعثه بشكل شخصي للمغرب لمقابلة الاستاذ بدري، وقد قال حرفيا وامام اسماع وانظار المشاهدين (استاذ بدري بخير و نُقلت له اموالا تكفيه لسنوات طويلة، ولاجل الوقوف على الحقائق، دعت الامانة الاعلاميةمقدم البرنامج كريم بدر الاتصال بالاستاذ بدري، وكانت المفاجاة بتكذيب من قبل الاستاذ بدري لكل ماقاله الدكتور شفيق المهدي، بل الانكى من كل ذلك هو ان بدري حسون فريد لم يلتق شفيق المهدي منذ عشرين عاما!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اذا ماهو هدف الاستاذ شفيق من كل هذا؟ هل اجبر على قول ذلك،؟ امهي شهادات مجانية نعطيها للسياسيين؟ ونحن الذين توسمنا خيرا بادراته لاهم مرفق ثقافي.
اذا كان الفنان يتحدث بخطاب السياسي، ماذا عسانا ان ننتظر من السياسي؟ اذا كان الفنان (التقدمي) يجمل السياسي ويبرر مواقفه، بل يساعده على تهميش دور المثقف والفنان، ماذا ننتظر من برلمان يقوده متحدث بلغة(القنادر)؟؟؟؟؟!!!!
شاءت الصدفة ان اكون بالرباط، واتصلت بالاستاذ بدري لتحديد موعدا للقائه و الاطمئنان عليه، اصر ان نلتقي في مكان اقامته، لكنحين وصلت و دخلت تلك الغرفة التي يسكن فيها، فهمت اصراره، لعنت الزمن والظروف و الثقافة والفن والعراق، بصقت على كل الاوطان التي لاتحتضن رموزها ومبدعيها، بصقت على كل الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ تاسيس الدولة العراقية لاخر حكومة، لانها لاتستحق ان تحكمنا وتقودنا.
(أين الاموال) التي تحدث عنها الدكتور شفيق المهدي، والتي تكفي بدري سنوات طوال، كما ذكر ذلك وهذا موثق بالبرنامج، تلتف عليها الصراصر، والتي لايحلو لها التكاثر الا في سرير بدري وغرفته الضيقة، طولها ثلاثة امتار وعرضها متران!!!!! غرفة لاتصلح ان تكون زريبة للحيوانات، ليس في بلد اوربي، بل وفي أي بلد عربي، فكيف يسكنها النبيل بدري حسون فريد، هذه القامة المسرحية الشامخة؟؟ يا لكم من خونه لكل ماهو جليل ومقدس، وانتم تشهدون مايجري امام عيونكم جهارا، هل يستحق بدري حسون فريد هذه الحياة البائسة؟؟ هل يستحق هذا التكريم وهو يتمسك بما تبقى له من سنوات عمره؟؟
هل تقرأ الحكومة ما يكتب عن مبدعيها،؟ هل يقرأ الاستاذ جلال الطلباني او مستشاروه مقالتي هذه، وخاصة ان الامر الان متعلق بمصداقيتهم، كون الاستاذ شفيق المهدي ذكر بانه مبعوث شخصي من قبل السيد جلال الطلباني!!!!! هل سال السيد الرئيس مبعوثه الشخصي ان كان قد التقى ببدري وأطمئن على صحته؟؟
أعرف الاجابة مسبقا بان كل ذلك هو تطوع لتقديم دعاية مجانية، بل انها مجرد سفسطه، لكن مكتب السيد الرئيس مطالب بالتوضيح واصدار بيان بذلك، لان لو صح ما قاله الاستاذ شفيق، وهذه حالة بدري فهذه كارثة حقيقية، الهدف منها النيل من رموز العراق الثقافية والفنية. في الوقت الذي يتحدث رجال الحكومة عن مشروع عودة واحتضان الكفاأت وتعويض ماعانوه قي بلدان المنافي والاغتراب.
اذا كان شخصا ومبدعا بحجم بدري حسون فريد، هذه حالته، فكيف بالانسان البسيط الذي هرب من الارهاب والتهجير الى بلدان الجوار؟؟؟
سيقول البعض بان هناك الكثير من حالات العراقيين بالخارج وخاصة بدول الجوار مشابه، وقد تكون اكثرسوءا من حالة بدري، نقول نعم، وهذا حق كل العراقيين الذين يتساوون دستوريا بالحقوق، لكن هذا بدري حسون فريد،الذي اعطى الكثير للوطن حيث كتب ومثل واخرج العشرات من الاعمال الفنية الراقية، تخرجت على يديه الكثير من الاجيال الفنية، ومؤلفاته تدرس مناهجا في الدراسات الاكاديمية، احسبوه على احدى قوائمكم الطائفية ـ كي يعيش باحترام يليق برجل في الثمانيين من عمره، ضعوا اسمه بأي قائمة محاصصة وكرموه كي تحصلون على شرف من تكريم احد رموز العراق، سوف لا يأخذ مكان احد أقربائكم وأتباعكم في أي سفارة بالخارج، او مؤسسة داخل العراق، بل امنحوه مايستحق من راتب تقاعدي جراء ما اعطى وما قدم كي يوفر له ابسط حقوق العيش الكريم، وأطمئنكم بانه لن يبقى طويلا في منصبه، لان حالته الصحية سيئة جدا، فهو يرى بعين واحدة، ومطالب الان باجراء عملية اخرى لها، فكيف برجل لايمتلك ثمن فنجان قهوة لضيفه ـ بان يدفع تكاليف عملية جراحية!!؟؟؟؟
اليس عارا على الوطن وحكومته ان يعيش مبدعوه على هذه الشاكلة؟ فما يمر به فناننا الكبير اليوم لربما هو صورة من مئات بل الاف الصور الاخرى التي تتكرر في اماكن اخرى من مدن العالم التي التجأ اليها العراقيون هربا من ظلم النظام السابق الذي كنا ندين ممارساته الاستبدادية التي دفعت بالمثقف والفنان الى حالة من العوز المستديم او ان يجعله جزءا من ماكنته الاعلامية الرخيصة التي لاترى في الوطن الا رجلا واحدا وبطلا واحدا ومنقذا واحدا يصنع الانتصارات الوهمية ويدفع بالشعب من هاوية لاخرى وهكذا كانت النتائج بلد مخرب وشعب مشرد لبلد يطفو على بحر من البترول، انه عارعلى كل من يجلس علي كرسي السلطة بالعراق ابتداءا من كرسي رئاسة الجمهورية مرورا برئاسة الحكومة والبرلمان وصولا الى كرسي الشرطي او رجل الامن البسيط وكل من له مسؤولية تذكر في ادارة امور هذه البلاد.
لماذا لاياخذ الفنان والمثقف العراقي موقعه الطبيعي والذي ينبغي ان يكون في هذا العراق الجديد؟؟ لماذا تتعمد الدولة والحكومة العراقية ترسيخ مفهوم الاقصاء والتمايز والتهميش له مرة تلو اخرى وتتكرر المأساة؟؟؟؟
يا أصحاب السلطة في العراق الجديد ارجوكم دعونا نحب الوطن، أرجوكم فان الإنسان العراقي يستحق الكثير، أعطوه الحق بأخذ ما يتساقط من حقائبكم فقط لاغير.
ان الفنان والمثقف والمبدع العراقي لايريد تكريما بعد وفاته وهو قد عاش حياة ذليلة وسنوات قاسية ومواقف من الظلم والتعسف. متأكد بان الدولة والحكومة العراقية ستتكفل بدفع تكاليف نقل جثمان بدري بعد وفاته لا سامح الله، اصبحت هذه مهمتها الرئيسة الان امام المبدعين بالمهجر.لكن هل هذه وظيفتها فقط؟ وهكذا يكون الاهتمام بالطاقات والكفاات الوطنية التي ارتبطت روحها بالوطن رغم صعوبة الظروف وبعد المسافات والام الغربة والابتعاد، هل هذه مكافاة الوطنية وحب الوطن؟؟ الا تبا لهذا الحب وتبا لهذا الوطن، تبا لحكومات تهدر ملياراتها من اجل أشباه الرجال وتترك رموزها متشردين.
لانريد بمقالتنا هذه ان نستدرعطف الاخرين او نقوم بحملة مساعدة لفناننا الكبير والانسان الجليل بدري حسون فريد، قدر قول كلمة الصدقوأظهار الحقيقة، لوضعها امام الرائ العام، حتى لايصرح لنا مكتب رئاسة او حكومة بانهم لم يعرفوا عنه شيئا، انهموقف فقط نسجله للتاريخ والاجيال.
لم اتطرق هنا لوصف تفاصيل المكان الذي يعيش به الفنان الكبير بدري، ولكني سادع ذلك للصور كي تنقل لكم المشهد بلا رتوش، وكذلك من اجل ان لايكون استاذنا المبدع بدري حسون فر يد في حرج ما، فهو يمنح الامكنة ضوء اشعاعه ومازال يعطي للوطن اكثر واكثر مما بخلوا عليه ببعض من حقه وعطائه، فهل يوجد في الوطن ما يدفعنا لحبه؟؟؟
التعليقات