(1)تدوين

لَمْ يَبْقَ مِنْ زَمَنِ الطّفولةِ غيرَ دَمعي
لَمْ يَبْقَ مِنْ وَجْهِ
الشَّناشيلِ المُضيئةِ غيرَ أقبيةٍ وَشَمْعِ
لَمْ يَبْقَ مِنْ زَمَنِ المراثي غيرَ أنْ أرثي القصائدَ والقوافي
وَأنا على شَفَةِ المَسَاءِ أطوفُ أغنيةً وأعياني طُوافي
هَرَّبْتُ كُلَّ العاطلينِ عَنِ التَّمني
وَشَغَفْتُ أزهاري بألحاني وحُزني
وَنَثَرْتُ في وَجْهِ السَّماءِ دُمُوعيَ العَطْشَى مَطَرْ
وَشَرِبْتُ كأسَ البدعةِ الأُولى وقلبي ما كَفَرْ
أطفأتُهُ بالصًّبْرِ
أعطيتُهُ كُلَّ الشَّظايا أُغنياتِ حَمَائِمٍ
حَطًّتْ على غُصْنِ السَّفَرْ..
أَتُرَانيَ المَذْبوحُ في وَطَنٍ تُعلِّبُهُ المَرَاثي hellip;؟
أَتُرَانيَ الطفْلُ الذي أًلِفَ العِتَابَا..؟
وَصَارَ يَحْلُمُ بالمرايا الحانياتِ نَصَاعَةً
إذْ كانَ تُلهيهِ الحكايا ثُمًّ تَابَا hellip;
أَعَلَيَّ أنْ أَحْني شِرَاعي للفُصُولْ؟
أَعَلَيَّ أنْ أُلْقِي بُذُورَاً عندما أَهوى الأُفُولْ؟
فَأنا اشْتِعَالُ الشَّمْسِ
لو نامتْ وَغَيَّبَها الفُضُولْ
دمشق

(2) أَوصَيْتُ أَرْضَكَ بالحَنينِ

أَوصَيْتُها بالدّفءِ.. بالحُزْنِ العراقيِّ الأَصيلْ
أَوصَيْتُها بالذكرياتِ بكُلِّ أغنيةٍ على رِئَةِ الشَّجَرْ
وَبكُلِّ طيرٍ منْ جحيمِ السًّاعةِ الصمًّاءَ فًرّْ..
وَبكُلِّ أدعيةِ العَذَارَى
بالشَّمْسِ قَبَّلتِ النَهارَا
وَبكُلِّ ما في العُمْرِ مِنْ ذكرىً وَئيدَةْ
وَبكُلِّ ما في الشِّعْرِ مِنْ دَفقِ القصيدَةْ
أَوصَيْتُها بالناي.. باللَّحْنَ الجَنُونيِّ الحزينْ
بإرثِ الأَرْضِ.. في وَطَنِي المُسَجَّى بالعَذَابْ
وبالديارِ وَقَدْ غَدَتْ نَبْضَ الكتابْ
وَتُعِيدُ أَسْئِلَةَ السَّفَرْ
كَيْ تَحْمِلَ الأَحْلامَ في أَغْلى الحَقَائبْ
أَعَلَيَّ أنْ أَبْكي إذا ضَحِكَ المَطَرْ؟!
شفةً يُبَلِّلُها الظَمَى
أًوْ غَيْمَةً نَثَّتْ عَلَى هذا التُرَابْ
حُرُوفَ اسْمِكَ يا عِرَاقُ
أَوْصَيْتُ أَرْضَكَ بالحَنِيْنِ
نَبَضَتْ فَكَانَتْ لِيْ حَبِيْبَةْ
بغداد ndash; مايس 2004

*شاعر وناقد عراقي
www.khalidalsaady.com
[email protected]