سعاد نوفل من عمان: quot;عودة الروحquot; منحوتة مكونة من مجسمات صغيرة مصنوعة يدوياً من الشمع، ومعلقة بالتدرج من الأكبر إلى الأصغر، تقدّم صورة بصرية مدهشة للتهجير الجماعي الذي عاشه اللاجئون الفلسطينيون في النكبة quot;عودة الروحquot; هو مشروع للفنانة الاسكتلندية جين فريري يعرض حالياً في دارة الفنون في العاصمة الأردنية عمان، وهو عبارة عن عمل تركيبي يتكون من ثلاثة آلاف مجسم شمعي معلق في الهواء وأنجزت هذه المجسمات بأيدي أبناء المخيمات الفلسطينية وفنانين فلسطينيين ليمثل كل واحد منها لاجئاً من الذين عاشوا أحداث النكبة، يعرض إلى جانبها شهادات مكتوبة بخط اليد تم جمعها من عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى منحوتة صوتية تتشكل من مقابلات فيديو كانت جين صورتها للاجئين وهم يروون ذكرياتهم التي شهدوا عليها خلال أحداث سنة 1948.
ويعكس هذا العمل الفني كيفية تهجير الفلسطينين من أراضيهم ويصور أحداث النكبة، حيث ان عدد اللاجئين الفلسطيين أمتد لاكثر من ثلاثة ملايين لاجئ انحدروا من اللاجئين الفلسطينين الأوائل يعيشون الآن في المخيمات الفلسطينية المنتشرة في سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية. ويعد هذا المشروع الفني هو حصيلة جهد استمر لاكثر من أربعة سنوات عملت خلالها الفنانة جين مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات حيث جالت في فلسطين والدول المجاورة وأقامت بين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء. ولقد حاولت فريري صاحبة العمل أن تحكي قصة آلاف اللاجئين الفلسطينيين من خلال المجسمات الشمعية التي يتكون منها العمل الفني حيث يروي كل مجسم حكاية مختلفة، فمنها ما يصور فلسطينياً يحمل أمتعته على ظهره، ومنها ما يصور فلسطينية تحمل طفلها بين ذراعيها ومنها ما يصور امرأة تحمل سلة على رأسها أو تصور عجوزاً على عكازته الخشبية، وكل مجسم منها يحمل شهادة فلسطيني خرج من أرضه قبل 60 عاماً وما زال يحلم بالعودة إلى أرضه، حيث قامت الفنانة بالتعبير عن هذا الأمل والحلم بالعودة من خلال طريقة عرض المجسمات معلقة ما بين السماء والأرض، وهذه رمزية فنية تحكي من خلالها وضع الفلسطينين اللاجئين العالقين ما بين الأرض والسماء، quot;الفلسطينون بعد ستة عقود من اللجوء لا يزالون من دون حل لأزمتهمquot;.
وتقول الفنانة فريري quot;زياراتي المتكررة والمتفحّصة لمعسكرات الاعتقال النازي في بولندا، مكّنتني من معاينة الرواية اليهودية، حيث أدركت مدى القسوة والمأساة المرعبة في الهولوكوست (الكارثة اليهودية على يد النازيين).
كان هذا الاتجاه في البحث والدراسة دافعاً لي للاهتمام بـquot;النكبةquot;، وهو المصطلح الذي نحته الفلسطينيون لوصف تهجيرهم الجماعي القسري المرعب عندما استُخدمت القوة لطردهم خارج وطنهم سنة 1948. وأضافت قام المؤرخون الإسرائيليون الجدد، من مثل البروفسور إيلان بابيه، بإدانة سياسات التطهير العرقي المُمارَسَة ضدّ الفلسطينيين آنذاك، تلك السياسات التي دفعت الفلسطينيين للهجرة تحت تأثير القتل والعنف والاغتصاب والذعر النفسي. كانت نكبة سنة 1948 فاتحةً لمرحلة من الاحتلال والنزوح للشعب الفلسطيني، وهي ليست مجرد حدث دُفن في الماضي، لكنها مصدر لكوارث عديدة لحقت بالفلسطينيين والشرق الأوسط والعالم أجمع. ولأن ما حدث للفلسطينيين من تجاهل ما يزال مستمراً في التعاطي مع قضيتهم العادلة، فقد قررتُ القيام بخطوة مؤثرة تنتصر لآلامهم؛ ولأنني كنت أريد الحصول على أجوبة عن كثير من الأسئلة التي برزت في مرحلة مبكرة من العمل، وجدتُ أنه من الضروري بدء رحلة استكشاف للتعرف على الإيقاع اليومي لحياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ونبش تاريخهم الحديث من خلال العيش في مجتمعاتهم المحليةquot;.
وحول رحلتها إلى فلسطين خلال العمل على المشروع تقول فريري quot;لقد كانت رحلتي إلى فلسطين، ومعيشتي مع الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، الأغنى والأكثر تأثيراً في نفسي، مدعومةً بروح صامدة لا تُهزم للشعب الفلسطيني، فرغم ما يتعرضون له من تجاهل ونفي وتهميش وأوضاع حياتية قاسية، فإنهم ما يزالون مؤمنين بحق العودة بعد أكثر من نصف قرن ومتمسكين به استناداً لمقررات المجتمع الدوليquot;.
ويعكس هذا العمل الفني كيفية تهجير الفلسطينين من أراضيهم ويصور أحداث النكبة، حيث ان عدد اللاجئين الفلسطيين أمتد لاكثر من ثلاثة ملايين لاجئ انحدروا من اللاجئين الفلسطينين الأوائل يعيشون الآن في المخيمات الفلسطينية المنتشرة في سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية. ويعد هذا المشروع الفني هو حصيلة جهد استمر لاكثر من أربعة سنوات عملت خلالها الفنانة جين مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات حيث جالت في فلسطين والدول المجاورة وأقامت بين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء. ولقد حاولت فريري صاحبة العمل أن تحكي قصة آلاف اللاجئين الفلسطينيين من خلال المجسمات الشمعية التي يتكون منها العمل الفني حيث يروي كل مجسم حكاية مختلفة، فمنها ما يصور فلسطينياً يحمل أمتعته على ظهره، ومنها ما يصور فلسطينية تحمل طفلها بين ذراعيها ومنها ما يصور امرأة تحمل سلة على رأسها أو تصور عجوزاً على عكازته الخشبية، وكل مجسم منها يحمل شهادة فلسطيني خرج من أرضه قبل 60 عاماً وما زال يحلم بالعودة إلى أرضه، حيث قامت الفنانة بالتعبير عن هذا الأمل والحلم بالعودة من خلال طريقة عرض المجسمات معلقة ما بين السماء والأرض، وهذه رمزية فنية تحكي من خلالها وضع الفلسطينين اللاجئين العالقين ما بين الأرض والسماء، quot;الفلسطينون بعد ستة عقود من اللجوء لا يزالون من دون حل لأزمتهمquot;.
وتقول الفنانة فريري quot;زياراتي المتكررة والمتفحّصة لمعسكرات الاعتقال النازي في بولندا، مكّنتني من معاينة الرواية اليهودية، حيث أدركت مدى القسوة والمأساة المرعبة في الهولوكوست (الكارثة اليهودية على يد النازيين).
كان هذا الاتجاه في البحث والدراسة دافعاً لي للاهتمام بـquot;النكبةquot;، وهو المصطلح الذي نحته الفلسطينيون لوصف تهجيرهم الجماعي القسري المرعب عندما استُخدمت القوة لطردهم خارج وطنهم سنة 1948. وأضافت قام المؤرخون الإسرائيليون الجدد، من مثل البروفسور إيلان بابيه، بإدانة سياسات التطهير العرقي المُمارَسَة ضدّ الفلسطينيين آنذاك، تلك السياسات التي دفعت الفلسطينيين للهجرة تحت تأثير القتل والعنف والاغتصاب والذعر النفسي. كانت نكبة سنة 1948 فاتحةً لمرحلة من الاحتلال والنزوح للشعب الفلسطيني، وهي ليست مجرد حدث دُفن في الماضي، لكنها مصدر لكوارث عديدة لحقت بالفلسطينيين والشرق الأوسط والعالم أجمع. ولأن ما حدث للفلسطينيين من تجاهل ما يزال مستمراً في التعاطي مع قضيتهم العادلة، فقد قررتُ القيام بخطوة مؤثرة تنتصر لآلامهم؛ ولأنني كنت أريد الحصول على أجوبة عن كثير من الأسئلة التي برزت في مرحلة مبكرة من العمل، وجدتُ أنه من الضروري بدء رحلة استكشاف للتعرف على الإيقاع اليومي لحياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ونبش تاريخهم الحديث من خلال العيش في مجتمعاتهم المحليةquot;.
وحول رحلتها إلى فلسطين خلال العمل على المشروع تقول فريري quot;لقد كانت رحلتي إلى فلسطين، ومعيشتي مع الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، الأغنى والأكثر تأثيراً في نفسي، مدعومةً بروح صامدة لا تُهزم للشعب الفلسطيني، فرغم ما يتعرضون له من تجاهل ونفي وتهميش وأوضاع حياتية قاسية، فإنهم ما يزالون مؤمنين بحق العودة بعد أكثر من نصف قرن ومتمسكين به استناداً لمقررات المجتمع الدوليquot;.
ومن الجدير بالذكر بأن استضافة معرض quot;عودة الروحquot; في عمّان تأتي ضمن برنامج دارة الفنون الذي أطلقته لمناسبة مرور ستين عاماً على النكبة، و بالتعاون مع حوش الفن الفلسطيني ومسرح البلد في عمان. هذا ولقد كان المعرض الأول قد انتقل من بيروت ليُعرض ضمن فعاليات مهرجان أدنبرة الثقافي، وبعد أن أقيم المعرض الثاني في القدس ها هو يُقام في عمّان.
هذا وتواصل دارة الفنون، تنظيم معارض فنية وإقامة محاضرات وعرض أفلام روائية وتسجيلية متنوعة، تسلط الضوء على القضية الفلسطينية.
اما عن الفنانة فريري فهي منتجة مسرح دولية. عملت في تصميم أزياء المسرح في إنجلترا واليونان. تدمج في أعمالها الفنية التجريبية مضامين عدّة، وتستخدم وسائل فنية متنوعة من مثل: النحت والتركيب الصوتي والفيديو. تعمقت الفنانة منذ العام 2004 بموضوع التهجير الجماعي للفلسطينيين سنة 1948، وقادها ذلك لإنجاز عملها الأول حول هذا الموضوع والمتمثل بتركيب فيديو قدمته في مهرجان quot;ماسكيquot; (بولندا) في العام 2006، لتبدأ بعد ذلك بـquot;مشروع النكبةquot;.
هذا وتواصل دارة الفنون، تنظيم معارض فنية وإقامة محاضرات وعرض أفلام روائية وتسجيلية متنوعة، تسلط الضوء على القضية الفلسطينية.
اما عن الفنانة فريري فهي منتجة مسرح دولية. عملت في تصميم أزياء المسرح في إنجلترا واليونان. تدمج في أعمالها الفنية التجريبية مضامين عدّة، وتستخدم وسائل فنية متنوعة من مثل: النحت والتركيب الصوتي والفيديو. تعمقت الفنانة منذ العام 2004 بموضوع التهجير الجماعي للفلسطينيين سنة 1948، وقادها ذلك لإنجاز عملها الأول حول هذا الموضوع والمتمثل بتركيب فيديو قدمته في مهرجان quot;ماسكيquot; (بولندا) في العام 2006، لتبدأ بعد ذلك بـquot;مشروع النكبةquot;.
التعليقات