الشّاهِد كَما في كِتاب:
في الطّريق إلى الْبَيْت من بابِ بابِل كُنّا الْتقينا أبا الطيِّب اسْتَوقف الطّْير
يأْخذُها بجريرة من صادروا صيْدليّتهُ بذريعة روح الحداثةِ في غير صدْعٍ
من الرّوح. قُلنا: نريد شفا الأرض. إنّا يتامى وهذا أبونا قتلْناهُ هذا الصّباح، ولم نلقَ بعْد لهُ هامشاً لدَم النصِّ، قال: اعْطِفوا جهة الغرب حتّى تسيروا على طرف النّهْر في فرسخيْن على حجرٍ خاملٍ تجِدوا الرّيحَ أوْلى بِكُمْ في العُبور إلى ما تشاؤُون بيْنَ قَضاءيْن.
لمّا هوى الليل سرْنا حفاة من الشكّ
يخْطفُنا الرّمل في كلّ فجٍّ نمرُّ به،
ونرى مِنْ كُوى الرّيح ما لا يُرى:
كمْ سريرٍ ترجّل عن صهوة الأصغريْن بداعي الجنون
وكم سالفٍ لنساء يعمِّرْن أكْثر منْ كعْبهنّ
وكمْ قدمٍ يتخطّفها قاصفٌ من وراء الغبار
وكمْ كُحّة في طمأنينة الأب تُعْدي بكأس نبيذٍ محبّي الطريق
وكمْ ساحةٍ يخطبُ الرّاسخون بها في معاني السّحاب
وكمْ متحفٍ مال ناحية الوعْد يختُمُ مجهُولَه بدَم الْعَابرين
وكمْ هُدهدٍ يتهجّى من الخوْف حالاتِ معْنى
وكمْ عُنْفوان يوزِّع حكْمة آثارِه حوْل أرْضٍ بَوارْ
رأيْنا الْبِلاد.
رأيْنا المصحّات تسْحبُها مِنْ يَد الْعَسَسِ العَرَباتُ.
رأيْنا التِّلال.
رأيْنا عُيونَ الضّباع مِن اللّيْل، والْغَدَ أيْضاً.
رأيْنا السّناجيب وقْتَ الْغُروب،
ورأيْنا كذلكَ جُوعاً بِكَمْ سَبَبٍ.
ضَاقتِ الأرْضُ، ضاقتْ بنا.
قالَ راوي الجماعةِ: يا صحْبة التّيه لَا يأْسَ نحْو الحقيقةِ
قلْنا: إلى أيْن؟
قال :إلى أنْ يَصير لنا في الطّريق مَراقيَ أفْدَحَ
جُنَّ بهِ البعْضُ فاتَّخذوهُ دليلا
وعاجَ على رَسْمِهِ البعْضُ
واخْتَارَ أقْصاهُمُ الصّمْتَ
فيما الحرائقُ تأْكُل مِنْ وحْيِ بغدادَ
والمتنبّي يطالعُ في شَارعٍ
شَاهِدَ الشِّعْر
مُخْتصَراً في كِتابْ
ـ

أكادير كيْفما اتَّفق:
ها أنْت تَخْفِض نايَ ظلِّك
في صَحاريك الْخَصيبَة
ما تَدلّى الْبَرْدُ منْ صُدْغيْك
صَوْت النَّرْد.تسْبِقُك الدُّيوكُ إلى دمٍ يَشحُّ:
quot;متَى يكُونُ اللّيْل في مُتنَاوَلِ الْأنْفاسِ؟quot;ـ
ضوْءُ النَّوْل،مهْما جدَّ منْ عَطَبٍ،يُساقُ إلى خُطى الزّلْزال.مرّتْ منْ هُنا الْعَرَباتُ تنْهَضُ منْ رنينْ
....
....
لو يعرِفُ الدّوْريّ تِبْن الأَبْجديّة.

*شاعر من المغرب
[email protected]