أول كتاب يفتح هذا الملف
لماذا سافر بعض الشباب المصرى إلى تل أبيب وتزوجوا من إسرائيليات؟
محمد الحمامصي:
لماذا سافر بعض شبابنا إلى إسرائيل؟، هل بسبب البطالة أم لضعف الانتماء إلى الوطن؟، ولماذا أقدم بعضهم على الزواج من إسرائيليات؟، وما هو موقف الدولة من أولادهم عندما يفكرون في العودة إلى مصر؟، هل ستتاح لهم فرصة التعليم المجاني مثل سائر أبناء مصر؟، هل سيتم تجنيدهم وهم من مزدوجي الجنسية؟، هل سيسمح لهم العمل في وظائف بالقطاع الحكومي والخاص؟، هل من الممكن تعيينهم في مراكز وأماكن حساسة وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية بجانب المصرية؟، هل سيسمح لهم بالترشيح للبرلمان المصري أو إلى المحليات؟، هل سيعطيهم المشرع حق تأسيس والانضمام إلى الأحزاب المصرية؟.
هذه الأسئلة تطرحها الكاتبة الصحفية هالة فؤاد في كتابها الجديد المعنون: quot;مصريون وإسرائيليات الزواج المحرم quot;، والذي جاء في مقدمة وأربعة فصول، في الفصل الأول يتناول أسباب سفر بعض الشباب إلى إسرائيل، ويتناول الأرقام المتضاربة في تقدير أعداد هم، ويشير الفصل إلى افتقار المكتبات إلى إحصائيات حقيقية لأعدادهم، وعدد الذين تزوجوا منهم بإسرائيليات أو فتيات من عرب عام 1948، كما تناول الفصل مشاكل العمل والزواج والخلافات الأسرية، وكذلك العقبات التي يواجهها الشباب في الحصول على تأشيرات دخول مصر والخروج منها لهم ولأولادهم ولزوجاتهم، كما أوضحت المؤلفة في هذا الفصل لحكم الشريعة في هذه الزيجات، وهل يجوز الزواج من يهودية يحتل أهلها أراضى المسلمين؟.الفصل الثاني عرضت فيه المؤلفة لأراء بعض الذين خاضوا تجربة السفر، وبعض الذين أقبلوا على الزواج من إسرائيليات عربيات ويهوديات، رووا فيه كيفية السفر إلى دولة العدو؟، وكيف حصلوا على فرص عمل؟، وكيف تعرفوا على زوجاتهم؟، وهل كانت هذه الزيجات عن طريق الحب أم بهدف الحصول على الإقامة وامتيازات المواطنة؟، في هذا الفصل تحدث شباب مازالوا في إسرائيل وشباب أخر اكتفى بتوفير ما يعينه على فتح مشروعه الخاص بمصر.
وفى الفصل الثالث تقدم الكاتبة نموذج آخر لشباب عاشوا نفس ظروف البطالة والفقر، لكنهم رفضوا مجرد التفكير في السفر إلى دول إسرائيل وفضلوا عنها السفر غير الشرعي إلى أوروبا، حيث روت حكايات لبعض الشباب الذين فضلوا ركوب المخاطر والموت غرقا عن العمل لدى الكيان الصهيوني، وذلك بتسليط الضوء على بعض رحلات الهجرة غير الشرعية، ومخاطرها وحكايات الذين نجوا من الموت، وروايات أهالي الذين ماتوا غرقا خلال الحلم بفرصة عمل.
الفصل الرابع والأخير ناقشت فيه الاتهامات والتصنيفات التي وجهت للشباب الذين سافروا إلى إسرائيل، مثل الخيانة والعمالة وعدم الانتماء وعدم الولاء، وميزت بين في الاصطلاح بين الولاء والانتماء والمواطنة، وأكدت في هذا الفصل على أن الشباب الذين سافروا إلى إسرائيل ليسوا خونة او عملاء كما اتهمهم البعض، وأوضحت ان ضعف الانتماء أو عدم الإحساس بالمواطنة او الشعور بالاغتراب في الوطن لا يعنى العمالة أو الخيانة، وطالبت في نهاية الفصل والكتاب بدراسة هؤلاء الشباب كل حالة على حدة، والوقوف على الأسباب الحقيقية لسفرهم إلى إسرائيل وعدم سفرهم بعض الدول الأخرى، وإن كانت الكاتبة الصحفية هالة فؤاد قد أشارت إلى العديد من العوامل الاقتصادية والسياسة، مثل الفقر والبطالة والفساد، وقرب المسافة والتكلفة الزهيدة للرحلة بما يوازى مائتي جنية لا غير.