عبد الجبار العتابي من بغداد:فجأة.. انقلب الشعراء الشباب الذين يمثلون الهيئة الادارية لنادي الشعر التابع للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، وطالب بعضهم بأقالة رئيسهم وزميلهم الشاعر ياس السعيدي، ورفعوا طلبهم الى رئيس الاتحاد الذي يحمل اسبابه، ومعه نشروا خبرا في هامش شاشة قناة العراقية الفضائية يعلنون فيه موعد اجراء انتخابات جديدة للنادي الذي فوجيء رئيسه بالخبر على الشاشة وهو ما دعاه الى السؤال والاستفسار ومن ثم الحصول على نسخة من طلب الاقالة وهو ما جعلنا نتوقف عن هذا الحدث اللافت للنظر، حيث تتشعب الاسباب وتتناول احوال الواقع الثقافي العراقي، وهي واحدة من مظاهره الجديدة، ونتساءل: كيف ينقلب الشعراء على بعضهم؟.

يقول ياس السعيدي رئيس نادي الشعر: في البدء اعلن انني لا ادافع عن ياس السعيدي رئيس نادي شعر لان رئاسة النادي ورغم حجمها المعنوي الكبير لن تعد تعني لي شخصيا الكثير، انا ادافع هنا عن اسم ياس السعيدي الادبي الذي شوه بشكل كبير في المدة الاخيرة، وكي اقطع دابر كل من يريد ان يؤول نوايا كلامي: اقول لا عودة لي لرئاسة نادي الشعر، وفي ذات الوقت فانني لن اقاطع هذا النادي بأي شكل من الاشكال وسأبقى حريصا على نجاحه لا كرامة لاحد ولكن حبا بأربع سنوات ونصف من عملي الدؤوب لهذا النادي فضلا عن مشاركتي في تأسيسه عام 2005.

واضاف: في مشروع الاقالة الموقعة من قبل الاعضاء المستقيلين.. فانني استغرب كل ما جاء فيها، أقول ان الامعان في الديمقراطية يقتضي احترام من توصله هذه الديمقراطية الى رئاسة الادارة في مكان ما لا الانقلاب عليه لمجرد الخلاف الشخصي معه، اما في ما يخص الاخلاق الرفيعة سأسكت عنها لأمرين الاول هو ان الناس تعرف من هو ياس السعيدي ومن أي بيئة يتحدر والى أي فكر ينتمي والامر الثاني لا اريد فضح امور تتعلق بشخصيات البعض لابكفائتهم الادارية، واتمنى ان لا اضطر الى ذلك في قابل الايام، وفيما يخص علاقة نادي الشعر بدائرة العلاقات الثقافية فاقول: ان من المؤسف ان توصف هذه العلاقة بانها تضع النادي في مرمى الشبهات لان وزارة الثقافة او دائرة العلاقات فيها ليست (السي آي أي) او دائرة مخابرات دولة عدوة، ان الشبهات تكمن في التقاطع مع هذه المؤسسات في الوقت الذي يتعرض فيه الانسان العراقي الى حملة ثقافية شعواء تهدف الى تبرير قتله، وفيما يخص عقدي لجلسات من دون مشورة الهيئة الادارية فاقول ان أي مؤسسة ثقافية ذات نشاط اسبوعي كنادي الشعر قد يعتذر بعض ضيوفها المحتفى بهم قبل ساعات فقط من بداية الجلسة، فيكون الاداري في هذه الحالة مخير بين امرين، الاول: ان يترك الاسبوع بلا نشاط ثقافي وهذا امر اعتقد انه يؤسف كل من يهتم بالثقافة، والثاني: ان يبحث عن نشاط ثقافي بديل، غني وسريع لمعالجة الموقف، ثم كيف اطلعهم على هذه الجلسة البديلة وان اغلبهم لا يحضرها اساسا ومنهم من تغيب لثلاثة اشهر عن نشاطات النادي والكلام هنا عن الاعضاء المستقيلين.

واستطرد: اما عن قضية الجلسات التي تشير الى ابعاد طائفية فهذه تهمة سخيفة يردها جدول الجلسات التي اقيمت في مدة ترأسي للنادي واتحدى من يشير الى واحدة منها بأنها طائفية، اما عن قضية تجاوزي العلني على عضوين من اعضاء النادي، فاقول: انني اتحدى من رماني بهذه التهمة ان يأتي بشخص من خارج مجموعته الموقعة على اقالتي يشهد بذلك، وبما انهم قالوا ان التجاوز علني فمن السهل اثباته فماذا ينتظرون اذا؟ ثم انني اربأ بنفسي عن مناقشة اسباب توتر علاقتي مع هذين العضوين، واكرر امنيتي ان لا اضطر الى مناقشة هذا الموضوع في قابل الايام.

واشار السعيدي: بودي ان اقرأ في استقالات الزملاء الاعضاء، فعن استقالة احمد عبد السادة اقول: ان الرجل ترشح لرئاسة النادي في الانتخابات التي جرت في آيار وبعد تمكنه من الفوز بساعة واحدة قام بتقديم الاستقالة، وقد بذلت جهودا مضنية لاعادته وعاد فعلا ولكن اسميا فقط اذ تغيب عن حضور الجلسات النادي لمدة ثلاثة اشهر علما ان نشاط النادي اسبوعي وان اي منصف يعرف ان استقالته الثانية جاءت لذات الاسباب الاولى، واذن كيف تمكن من تقييم ادائي؟
، اما عمر السراي فكانت بداية الخلاف معه انني بدأت بمشروع توأمة نادي الشعر بأحدى المؤسسات الشعرية العالمية المهمة فأشترط ان تكون نصوصه ضمن النصوص المنتقاة للجلسات الشعرية المشتركة، ما كان منه الا ان رفض المشروع، فما كان مني الا ان اجلت المشروع لايماني ان الشعراء اعضاء الهيأة الادارية عليهم ان يلتفتوا الى الشعراء من خارج الهيأة اذ ان النادي ليس ملكا لابائنا، اما استقالة احمد جليل الويس ففيها جانب من المنطقية اذ ان الزميل طالب النادي باصدار بيان يستنكر فيه حجب جائزة حصل عليها مؤخرا لكن البيان لم يقر من قبل اعضاء الهيأة الادارية، وهنا اقول لاحمد ان من حقه ان يحتج عاى زملائه لا على رئيس النادي الذي نفذ رغبتهم وحسب القوانين المعمول بها، اما الاستقالات الاخرى فأربأ بنفسي عن مناقشتها واتمنى ان لا اضطر الى ذلك مستقبلا.

السعيدي قال ايضا: ان الزملاء عندما لم يجدوا خللا واحدا تتم على اساسه اقالة الرئيس لجأوا الى ابتكار غريب وهو اعادة الانتخابات، وهنا اقول: كيف يمكن اعادة انتخابات بعد اجرائها بخمسة اشهر علما ان المدة الانتخابية سنة واحدة، ومن المفارقات المضحكة ان النادي لايملك نظاما داخليا منذ قرابة العامين وعندما دعوت الى كتابة النظام تحججوا بشتى الاعذار لتبقى الامزجة سيدة المواقف لاعضاء النادي.

وفي ختام حديثه قال: انني لم افكر ان ارشح نفسي يوما لرئاسة النادي ولكن بعد عودتي حائزا على جائزة الرئيس الايطالي جاءتني اتصالات من الشعراء انفسهم لارشح نفسي وللاسف رشجت وفزت كما ارادوا، وسوف سأختصر لك الحالة بكلمات موجزة وهي: ان الانانية هي التي تحكم المواقف للاسف.