عبد الجبار العتابي من بغداد: في مهرجان مسرح الطفل الخامس الذي اقامته دائرة السينما والمسرح مؤخرا على المسرح الوطني ببغداد، فازت مسرحية (حكاية اللؤلؤ المفقود) للمخرج حسين علي صالح بست جوائز، وهذه ليست المرة الاولى التي يفوز بها هذا المخرج الذي تخصص في مسرح الطفل وكان له حضور مميز فيه، ضمن مشروعه ضمن هذا المجال، وهو واحد من قليل من المخرجين الذين يمتلكون مفاتيح النجاح لمسرح الطفل، حيث تواصل في مواظبته واجتهاده، على الرغم من انشغاله بالتمثيل، مع المخرج علي حسين صالح اجرينا حوارا حول مسرحيته الفائزة وعن مسرح الطفل.

* ما الجوائز التي فازت بها مسرحيتك؟
- حصلت المسرحية على : افضل عرض متكامل، وافضل ممثلة (الفنانة الاء حسين) وافضل ممثل (الفنان صادق عباس) وافضل ممثلة طفلة (ريهام عباس) وافضل اضاءة وافضل موسيقى، علما ان لجنة التحكيم تألفت من الدكتور فاضل خليل والدكتور رياض موسى سكران والدكتور حنان العبيدي.

* ما الموضوعة التي طرحتها المسرحية؟
- العمل مأخوذ عن رواية (أليس في بلاد العجائب) تأليف لويس كارول، وهو من اعدادي واخراجي، وكان يختلف عن باقي الاعمال التي قدمتها كونه يمتلك الشروط الحقيقية ndash; الاكاديمية لمسرح الطفل، وتناول الموضوعة بشكل كوميدي تعليمي، بحيث اوصل المعلومة للطفل بسهولة ويسر، كذلك فأن موضوع المسرحية اكد على انه توجد للانسان صفات عديدة حتى تتكون شخصيته الانسانية السوية، ليس فقط المال يكفي ليعيش ولا الذكاء ولا القوة، بالاضافة الى العمل قدم نصائح للابتعاد عن العناد مثلما قدم ضرورة طاعة الوالدين.

* هل هذا الفوز الاول لك؟
- هذا ليس الفوز الاول لي في اعمال مسرح الطفل، فسبق ان فزت بسبع جوائز في مهرجان مسرح الطفل الثاني عن مسرحية (ورود وسر العنقود) تأليف حسين العبدالله واخراجي وسجلت حضورا لافتا كما شاهدها جمهور جيد.

* ما الذي يمثله لك الفوز هذا؟
- مثل لي مسؤولية كبيرة، فيجب علي ان انتقي اعمالي بشكل مسؤول ومميز، فعندما احصل على الجوائز في المهرجانات يجب ان تكون اعمالي بمستوى الذي قدمته او افضل واحمل على عاتقي ان ما احرزته مؤشر من قبل الاخرين، ولا بد ان تكون اهتماماتي اكبر.

* ما مقومات مسرح الطفل العراقي برأيك؟
- مسرح الطفل في العراق وبدون مجاملة مميز، لان الاعمال العراقية تهتم بموضوعة اللغة والشكل ومضمون العمل، مسؤولية كبيرة ان تقدم للطفل الذي هو خامة بأمكانك ان ترسم عليها اي شيء ويترشح في مخيلته حتى يكبر، فيجب ان تكون لهذه الاعمال خصوصية، كل الذين عملوا في مسرح الطفل منذ سليم الجزائري ومنتهى محمد رحيم وعواطف نعيم وسواهم اكدوا على ذلك.

* ولكن غير منتشر بشكل واضح؟
- انه موجود بالتأكيد، ولكن الترويج لهذا المسرح ضعيف جدا، نحن.. بما ان وضعنا الامني غير طبيعي يفترض بنا ان ننقل مسرح الطفل الى الطفل، لا ان ننتظر ان يأتي الينا، ان نذهب الى رياض الاطفال والمدارس وملاجيء الايتام وكل ما يخص الطفل من اماكن يتواجد فيها، فمن الصعب ان يأتي الطفل الى المسرح الوطني الوحيد والذي يشكل عائقا امام حضور الطفل.

* هل تعتقد ان المهرجان كانت فيه منافسة؟
- بالطبع وخاصة المهرجان الاخير هذا الذي اشتركت فيه فرق من محافظات البصرة وبابل والقادسية، وهؤلاء ناس يهتمون بمسرح الطفل، ومحترفون في هذا المجال، علاوة على وجود فرق التربيات في بغداد.

* كيف ترى مسرح الطفل العراقي؟
- انه مسرح مميز على مدى تاريخه، لكن المدة التي مر بها البلد ليست لمسرح الطفل، بل بشكل عام صار هناك نوع من الفتور وليس هبوطا فيه، والفنانون المبدعون موجودون، وانا في سورية قدمت عملا هو (اليس في بلاد العجائب) عرضته على مسرح الخيام.

* ما الذي يحتاجه ليأخذ مداه الحقيقي؟
يحتاج الى توفيرمستلزمات نجاح مسرحية الطفل وهي الانتاجية الجيدة التي تساعد على توفير الاتي : الازياء، حيث لابد ان تكون مميزة وبراقة تشد الطفل وتملأ عينه وهو ما يجعله ملازما للممثل وهو على خشبة المسرح، والديكور المميز، والاغاني والموسيقى والاشعار التي تتوافق معه، نحن لدينا كتاب جيدون ومنهم حسن الخزاعي والفنان هادي الشاطي صاحب الموهبة كشاعر وملحن ولديه لمسرح الطفل خصوصية.

* لماذا اخترت عملا اجنبيا وليس عملا عراقيا لتقدمه؟
- العمل شدني بموضوعته، وهذا لايعني عدم وجود كتاب عراقيين جيدين، فهناك لدينا حسن موسى وفالح حسين العبد الله الذي ينال الجوائز دائما وكثيرون غيرهم.

* ما الذي تطالب به ليأخذ مسرح الطفل دوره؟
- نريد اهتمامات المسؤولين وأؤكد على دائرة السينما والمسرح التي حينما تنظم مهرجان مسرح الطفل، نلاحظ غياب الطفل عنه بشكل واضح، الا القليل، والمهرجان هو للطفل، فلا بد من استقطاب تلاميذ المدارس وتوفر لهم وسائل نقل وامكانات في سبيل ان يأتي الطفل وفي داخله رغبة الاستفادة، كما ان التوقيت لاقامة المهرجان مهم جدا، يجب عدم توقيته مع فترة الامتحانات او الدوام الرسمي، فهذا يتقاطع مع حضورهم، ونرى تلكؤا في هذا المجال، ويجب ان يكون هناك تنسيق وحساب لمسألة الدوام المدرسي.

* هل تجد ان الفضائيات مهتمة بأعمال مسرح الطفل؟
- انا اتساءل دائما لماذا لا تهتم الفضائيات بهذا المسرح المهم، وارى انها مقصرة جدا، وقبل اشهر تعاقدت معي قناة (العراقية) على تنفيذ عمل (سعيد السعداء) تأليف عبد الباري العبودي، ولكن لغاية الان لم ينفذ العقد، انا اقول من المهم جدا ان تنتبه الفضائيات وتعرض للطفل المسرحيات الخاصة مادام الطفل لا يستطيع ان يأتي الى المسرح، خاصة ان الاعمال لا تأخذ من وقت البث كثيرا.