مسؤول في النادي الأدبي ينفي تهرب أحدهما عن المواجهة

مناظرة الحمد والبريك.. تأجيل أشبه بالإلغاء!
منصور العتيق من الرياض: منذ أسبوع، والأطراف الفكرية المتصارعة في السعودية لا حديث لها سوى المناظرة الفكرية التي أعلن نادي الرياض تنظيمها في مقره في الرياض، وكان النادي قد أعلن بشكل رسمي في وقت سابق إقامة ندوة فكرية للمفكر المعروف والكاتب الدكتور تركي الحمد إلى جانب الداعية الإسلامية الدكتور سعد البريك بعنوان (الأغلبية الصامتة)، لكن أخباراً غير رسمية خرجت ابتداء من أمس الأول الخميس أفادت بأن المناظرة قد أجلت إلى أجل غير مسمى، في إشارة إلى أن الوقت، على الأقل وبحسب رأي متابعين، ليس مناسباً بعد لإجرائها.

ورغم أن نادي الرياض الأدبي ممثل في منبر الحوار المنبثق عنه والمهتم بإجراء الندوات واللقاءات ذات الطابع الفكري كان قد وزع دعوات للإعلاميين ورسائل هاتفية لأعضائه أكد فيها إقامة الندوة في وقتها المحدد، إلا أن الكاتب السعودي محمد الهويمل المسؤول عن منبر الحوار في النادي قد أكد لإيلاف تأجيلها إلى وقت لاحق لم يحدد بعد، وقال الهويمل: quot;تلقينا توجيها رسمياً من وزارة الثقافة والإعلام يطلب تأجيل الندوة إلى أجل غير مسمىquot;.
إقرأ المزيد:

هل على البرازيل ألاّ ترقص السامبا في شوارع الرياض؟

صخور النفط يحقق مبيعات عالية بعد فسحه من وزارة الثقافة والإعلام

بن بخيت لإيلاف: معرض الكتاب لدور النشر وليس للدوائر الحكومية!

الملك عبدالله يحيي المثقفين في معرض الكتاب

د. خوجة: سندعم كل عمل إبداعي مهما كان

التفاصيل الكاملة لمعرض الرياض للكتاب

الكتب السعودية تحقق مراتب متقدمة في سباق مبيعات معرض الرياض للكتاب

معرض الكتاب الدولي يأتي وسط تغيّر في وزارة الإعلام

ونفى الهويمل بشدة ما تردد في مواقع إلكترونية عن انسحاب أو تهرب أحد الأطراف ما أدى إلى إلغاء الندوة قائلاً: quot;هذا غير صحيح تماماً، الدكتور الحمد والدكتور البريك كانا مستعدين ومتجاوبين معنا بشكل كامل، ولم يبديا أي تحفظ على توقيت أو موضوع الندوة، لكن توجيهاً quot;أعلىquot; منا كان قد صدر وعلينا التنفيذquot;. ويقيم منبر الحوار في النادي بإشراف الهويمل وبشكل منتظم محاضرات وندوات تناقش بجرأة ملحوظة أهم الملفات الدينية والفكرية والحقوقية والاجتماعية في السعودية على يد كتاب وأكاديميين سعوديين مختلفي المشارب والتوجهات.

النادي الذي سبق له الاستجابة أكثر من مرة لتوجيهات بتأجيل أو إلغاء بعض الفعاليات ذات الحساسية العالية بالنسبة إلى الجماهير، سبق وأعلن عن تنظيم مناظرة مشابهة بين الكاتب الليبرالي السعودي الدكتور خالد الدخيل والدكتور البريكلكن تأجيلها المتكرر قادها للإلغاء نهائياً واستبدالها بفعاليات بديلة.

ومنذ تسرب أنباء غير مؤكدة عن تأجيل المناظرة، شهدت منتديات إلكترونية إسلامية كتابات ادعت بأن التأجيل كان لانسحاب الدكتور الحمد وتهربه من مواجهة الدكتور البريك، وهو ما نفاه الهويمل بشكل قاطع. ويرى متابعون أن التأجيل الرسمي لأجل غير مسمى للندوة هو إلغاء ضمني لها يفيد بعدم الرغبة الرسمية في إقامتها أو توقيت إقامتها أو موضوعها. مستشهدين بفعاليات سابقة تم تأجيلها في آخر لحظة ولم يعد النظر فيها بعد ذلك.

الرياض التي تشهد غلياناً فكرياً ملاحظاً هذه الأيام في أعقاب معرضها الدولي للكتاب وما صاحبه من أحداث وفعاليات كان ختامها مع المفكر المغربي الأكثر إثارة للجدل الديني والفكري الدكتور محمد عابد الجابري، ربما لم تحتمل حجراً إضافياً يرمى في مياهها التي تحب أن تكون راكدة، على يد اثنين من أعتى سكانها جدلاً وإثارة للاختلاف. فإذا كانت مقالاتهما ومعاركهما الكتابية لا تمر أبداً مرور الكرام، كيف سيكون الحال لو اجتمعا في مكان واحد يؤمه المناصرون المتحفزون من كلا الطرفين.