المثقفون إستبشروا بقراءة quot;نوعيةquot; لدى السعوديين:
حصيلة معرض الكتاب... روايات وفكر وقليل من السياسة!


منصور العتيق من الرياض: مرت بسرعة سنوات المعرض الدولي للكتاب في الرياض التي كانت النجومية تذهب لروائيين شباب يروون حكايات جريئة تتبناها أشهر دور العربية، ولم يتكرر المنظر الذي كانت فيه دور النشر السعودية تخصص أركانًا مخصصة لكتب بعينها، سواء لكتب دينية من أمثال مؤلفات الشيخ الدكتور عايض القرني الذي حقق مؤلفه الشهير (لا تحزن) مبيعات قياسية قبل عامين، أو كتب السير والمذكرات ذات الطابع الاجتماعي الساخر كما هي مؤلفات الإعلامي السعودي تركي الدخيل التي حققت إنتشارًا كبيرًا بحسب ناشرها الحاضر في جميع الدورات مكتبة العبيكان.

يبدو أن أرقام المبيعات الكبرى لهذا العام كانت أكثر نوعية وتأنيًا، فبينما تجاوز روائيون معروفون بثقة أرقام توزيع هائلة كما هي الحال لدى الروائيين السعوديين يوسف المحيميد وعبده خال والكاتب المعروف عبدالله بن بخيت، بحث الزوار عن عناوين متنوعة ما بين الكتب الفكرية والسياسية والدينية، وخرجت دور نشر quot;نخبويةquot; مثل مركز دراسات الوحدة العربية الذي ينشر لأبرز الكتاب والمفكرين العرب والأجانب بمبيعات شكلت ارتياحاً لدى المتابعين والمثقفين الذي وجدوا فيما يحدث تطورًا ملفتا لخيارات القراءة لدى السعوديين.

وفي دار الساقي، الناشر اللبناني المعروف، نفذت في وقت مبكر رواية الكاتب السعودي عبدالله بن بخيت الأولى (شارع العطايف) التي باعت، بحسب الكاتب نفسه، ما يقارب الألف نسخة هي كامل الكمية المعروضة من قبل الناشر خلال المعرض، فيما حققت رواية (العتمة) للكاتبة سلام عبد العزيز أرقام بيع جيدة رغم قلة الكمية المعروضة ورغم كونها الرواية الأولى للكاتبة، وأعادت للأذهان تجارب السعوديتين رجاء الصانع وصبا الحرز في أعوام سابقة.

وفي جانب آخر، كان الكتاب المثير للجدل (صخور النفط ورمال السياسة) للكاتب والإعلامي السعودي محمد السيف يحقق مبيعات متميزة بعد فسح طبعته الجديدة في السعودية رغم صدوره قبل عامين. ويروي الكتاب بشكل متميز واحترامي سرداً تاريخياً لحياة أول وزير نفط في السعودية عبد الله الطريقي. quot;موضوع الكتاب الحساس سياسياً وأمانته التاريخية واحترافيته ستكفل له انتشاراً أكبر بعد المعرضquot;، بحسب ناشره اللبناني دار رياض الريس للكتب والنشر.

ولم يجد المشاهير من الكتاب السعوديين صعوبة تذكر في اقتطاع جزء لا بأس به من كعكة أكثر الكتب مبيعاً. فقد نفدت رواية يوسف المحيميد (الحمام لا يطير في بريدة) منذ وقت مبكر من جناح المركز الثقافي العربي، وكان حبور الناشر كبيراً وهو يعلن لأكثر من سائل خلال أيام المعرض أن الطبعة الأولى من الرواية قد نفدت بالكامل. وهو ذات الشيء الذي حدث للرواية الجديدة للروائي السعودي عبده خال (ترمي بشرر) الصادرة عن دار الجمل والتي نظم المعرض حفل توقيع مصغر لكاتبها في أول أيام المعرض. غير أن مبيع الرواية لم يستأثر به الكبار وحدهم، فقد كانت رواية السعودي أحمد البشري (فصل آخر في حياة الأشياء) التي نشرتها دار الانتشار العربي بالتعاون مع نادي حائل الأدبي محل سؤال دائم وحققت مبيعات عالية بحسب ناشرها نبيل مروة، الذي لفت النظر لرواية لاقت حظاً من أرقام البيع والانتشار رغم أنها التجربة الروائية الأولى لكاتبها وهي رواية (لا أحد في تبوك) للسعودي مطلق البلوي.

وحققت رواية الكاتب محمد الرطيان ( اوراق في حياة محمد الوطبان) مبيعات جيدة، خصوصا وأنها جاءت بفكرة ورؤية جديدة، قال عنها محمد الرطيان أنها مختلفة عن المألوف والدارج، وأنه كتبها بطريقة جديدة .. على شكل أوراق. وبعيداً عن الأدب والرواية، شهد المعرض المنفتح رقابياً نوعاً ما عودة قوية لكتب الفكر والسياسة والمذكرات الشخصية على اختلاف ميادينها، فقد كانت عناوين مركز دراسات الوحدة العربية المتخصصة تكاد تحقق مبيعات شعبية، ولمسنا من ذلك طلباً متزايداً على كتب بعينها من أمثال كتاب (خمسون مفكراً أساسياً معاصراً من البنيوية إلى ما بعد الحداثة ) لجون ليتشه، وكتاب المفكر العربي الدكتور محمد عابد الجابري (فهم القرآن الحكيم)، الذي شاهدنا طلباً هائلاً له ويبدو أن لتواجد الدكتور كضيف للمعرض عبر ندوة مخصصة لتجربته دور في تحفيز السؤال عنه وعن تجربته.

ومن بين ما يقارب 250 ألف عنوان نشرتها 600 دار نشر عربية ومحلية في معرض الرياض حسب الإحصائية الرسمية، لم ينس المرتادون كتب الراحلين العربيين الكبيرين الفلسطيني محمود درويش أولاً والسوداني الطيب صالح ثانياً، عناوينهما التي تفننت أكثر من دار نشر في إبرازها وإعادة طبعها بكميات كبيرة تلقفها الزوار كعناوين جديدة صدرت للتو، في تعبير جماعي تبدو معه مفردة الموت عادية ولا معنى لها.

إقرأ المزيد:

حليمة مظفر لإيلاف: الرجل ينظر لما تحت الكرسي حين تجلس المرأة!

محمد الجابري: دعوا الكلب ينبح والحمام يغني!

الخوجة لـ(ايلاف): لن اسمح للإعلام أن

هل على البرازيل ألاّ ترقص السامبا في شوارع الرياض؟

صخور النفط يحقق مبيعات عالية بعد فسحه من وزارة الثقافة والإعلام

بن بخيت لإيلاف: معرض الكتاب لدور النشر وليس للدوائر الحكومية!

الملك عبدالله يحيي المثقفين في معرض الكتاب

د. خوجة: سندعم كل عمل إبداعي مهما كان

التفاصيل الكاملة لمعرض الرياض للكتاب

الكتب السعودية تحقق مراتب متقدمة في سباق مبيعات معرض الرياض للكتاب

معرض الكتاب الدولي يأتي وسط تغيّر في وزارة الإعلام