ترجمة وإعداد عبدالله كرمون: يكاد يكون أندريه برانك (74 سنة) من الكتاب الأنغلو - ساكسونيين القلائل الذين يعتبرون أنفسهم مناضلين وينخرطون في شكل من أشكال النضال، عبر كتاباتهم ومواقفهم السياسية. وقد عرف برانك بكتاباته الكثيرة المناهضة لنظام الأبارتايد. قضى سنتي 59 و60 بفرنسا قصد الدراسة، مما جعله يذكر تلك السنوات بكثير من الحنين. منعت روايته quot;في أقصى حلكة الليلquot; التي ظهرت سنة 1974 بعدما
ادخال اعتبرت quot;بورنوغرافيةquot;، وقد ترجمها الكاتب بنفسه إلى الإنجليزية. عاش مع نساء كثيرات، وتزوج ثلاث مرات. أما الكاتبة إينغريد جونكر عشيقته التي ذكرت له في الحوار، والتي لم يقل عنها أي شيء، فقد انتحرت!
إضافة إلى رواياته quot;صمت مضطربquot; 1982، quot;حقوق الرغبةquot; 2000، quot;الباب الأزرقquot; 2007، فقد ترجمت مؤخرا إلى الفرنسية سيرته التي أطلق عليها مفترق طرقي، وأعاد فيها رسم خطوط حياته العريضة. وقد أجري معه الحوار التالي بهذه المناسبة.

كتبت بروايتك quot;الحب والنسيانquot; سيرة صادقة_كاذبة. إلى أي حد يمكن اعتبار السيرة الجديدة أكثر صدقا؟
أعتقد أنني حاولت هذه المرة، أن أظل حقا وفيا، قدر الإمكان لذكرياتي، في استعانتي بذاكرتي. لم أرد أن أراجع الجرائد، وحتى يومياتي الخاصة، كي أتأكد من دقة كل الوقائع. سعيت إلى محاولة استرداد عالم فُتوتي كما أتذكره اليوم.
أدرك أنه إذا ما قارنت روايتي بنصوص تلك الفترة فإن فروقا ستظهر بالتأكيد بينهما، ولكنني لا أظن أنها سوف تتعلق بأمور مهمة. أعتقد أنني أردت، في الحقيقة، أن أواجه ذاكرتي، لذلك، ففي الكتاب الذي ذكرتَه، وهو رواية فعلا، رويت أشياء وقعت، وأيضا أشياء، لست متأكدا جدا من حدوثها، كما أوردت أشياء كنت أرغب في عيشها. واخترتُ، فوق كل ذلك، راويا يكبرني بعشر سنوات، ما يشكل بَونا شاسعا بيننا. وهذا يعني بأن بطلي يبلغ أكثر من عشرين سنة عندما وصل حزب الأبارتيد إلى السلطة، في الوقت الذي كنت ما أزال فيه صبيا، الشيء الذي جعل رؤيته للعالم مختلفة عن رؤيتي له.

يبدو أن فيليب روث قد أبان في روايته الأخيرة عن خوفه من أن تُكتب سيرته. هل كتبت هذا الكتاب كي تجر البساط من تحت أقدام كتاب سيرتك المحتملين؟
من ناحية، نعم. لأنني أعلم أنه يوجد في جنوب أفريقيا شخص يقضي حياته كلها في كتابة سير الكتاب، ولا أثق فيه نهائيا. أريد، حتما، تلافى أن يستولي على حياتي. ولم تكن هذه، رغم ذلك، هي الحجة الوحيدة بطبيعة الحال. انتهى بي الأمر لأن أرضخ لضغوط ناشرَيْ، الذين ترجونني منذ سنوات كي أكتب مذكراتي. فإن قبلت هذه المرة، فذلك راجع لحبي إلى الاستطلاع. لكي أحاول أن أتبين إلى أين سيقودني هذا الأمر. لذلك بدأت، هذا كل ما هنالك. لكنني أحترس من مفردة quot;أوتوبيوغرافياquot;، فهي تستتبع كثيرا من الصرامة، والطموح وكذلك أنانية كبيرة. ثم أنني لم أرغب في سردٍ خَطّيٍّ، يبدأ بيوم مولدي إلى يومنا. ارتأيت أن أدع أفكاري تمضي حيث تشاء، ومن هنا تتأتى طبيعة هذا الكتاب.

حكيتَ أنه لم تكتشف هول الأبارتيد إلا بعد مجيئك إلى فرنسا في سن الرابعة والعشرين. أيدل هذا على أنك كنت تعتبر الوضعية من قبل طبيعية؟

يمكن القول بأنني وجدت ذلك الوضع عاديا، ولكن ليس بشكل كلي. وجدته عاديا لأنني لا أعرف وجها آخر للمقارنة. الطريقة الوحيدة للعيش التي أعرفها هي الحياة هنالك والتي يحددها الأبرتايد. لم أعرف أي طبيب أو محام أسود، ولم يخطر في بالي أبدا أن يكون ذلك ممكنا. لقد تغيرت رؤيتي للأشياء بطبيعة الحال مباشرة لدى وصولي إلى فرنسا. مكنني البعد من إلقاء نظرة أخرى على طبيعة جنوب أفريقيا. ارتبطت، بالتالي، بالسود، خاصة بالسود، لأن ذلك كان العالم المجهول بالنسبة إلي: فهم يجسدون الآخر.

عندما صودق على القوانين المؤسسة للأبارتايد، كنت مراهقا، واعترفت بأنك كنت متحمسا لفكرة تلك القوانين. كيف تنظر اليوم إلى أندريه برانك ذلك الحين؟

أمقته. وأرى أنه من العسير علي أن أغفر له ذلك الموقف، وإن كنت أعرف بأنه كان حصيلة ظروف لم تكن لتمنح له كثيرا من الفرص كي يفكر بشكل مخالف.

عندما نقرأ كتابتك نشعر بأن لفرنسا دورا هاما في التزامك؟
لها دور جد حاسم. أظن أنني لو عشت في بلد آخر، سوف أعرف أيضا تجارب مؤثرة بلا شك، ولكن بالنسبة لفرنسا كان هناك شيء أكثر قوة، شيء من ألفة قديمة تعود إلى ذلك الزمن الذي كنت فيه طفلا، عندما كنت أقرأ الروائيين أمثال هيجو أو بلزاك. أكثر من ذلك خبرت وأنا جد صغير علاقة غرام محتمة مع جين دارك، ثم عرفت بعد ذلك ولعا غير مشرِّف بنابوليون، وأخيرا، بشكل منطقي، بدوغول. هل تتصورون الأمر! يمكن القول بأنني أحببت بلدكم في البدء لأسباب سيئة. جعلني كل هذا، على كل حال، أشعر بأنني جد قريب من فرنسا، من التجربة الفرنسية ومن التاريخ الفرنسي.

تصف quot;في أقصى حلكة الليلquot; بأنها quot;رواية نضاليةquot;، ما يجعل منك بدون شك الكاتب الأنغلوسكسوني الوحيد الذي يعتبر نفسه كاتبا مناضلا.
ذلك خطأ ألبير كامي، أو فضله علي. شرعت في قراءة كتبه قبل سنتين من مجيئي إلى فرنسا، فقرأتها كلها، أو على الأقل ما تمكنت من الحصول عليه في جنوب أفريقيا. كنت أقرأ أيضا سارتر قليلا، لكنني إذا كنت أحترمه كثيرا كمثقف كبير، فإنه لا يؤثر فيَّ كثيرا على مستوى الانفعالات...

...في حين أن كامي يسيطر على اختياراتك الأدبية والشخصية. إلى درجة أنك تمضي إلى القول: quot;لست معجبا بكامي. إنني أحبه.quot;
لقد شعرت دوما بتجاذب نحوه دون أن التقي به أبدا، ما لم يكن عن طريق أعماله، أسطورة سيزيف، السقوط (أو السقطة)، الطاعون، والغريب بطبيعة الحال. وعندما وصلت إلى فرنسا، مات كامي بعد ثلاثة أشهر في حادثة سير غبية. حادثة عبثية. حينها فهمت واستشعرت ما يعنيه quot;العبثquot;.

لكن ألم يتأت هذا القرب من كامي أيضا بسبب كونه من فرنسيِّ الجزائر، وأنه أتى من أفريقيا؟
بلا شك. ولكنني لم أنتبه إلى ذلك إلا فيما بعد. الذي أثارني في البدء هو مفهوم العبث، في طيات سيزيف والغريب. ثم وعيت فيما بعد ما يمكن أن تجسده حرب الجزائر بالنسبة إليه، وفهمت، بأنه وإن أتى من الشمال، مثلما أتيت أنا من الجنوب، فكامي كان رجلا أبيض في أفريقيا، رجل متعلق بأرضه الأفريقية ولا ينفك منها. كلانا كنا quot;أفريقيين غريبين.quot;

لقد قسوتَ على جنوب أفريقيا الحالية. وأورد هنا ما كتبتَه: quot;يصعب جدا استيعاب هذا التوفيق ما بين الغطرسة والبلاهة، لأننا تعبّأنا جميعا ضد هذه العقلية تماما. الكفاح ضد الأبارتايد هو كفاح ضد نظام متعجرف وجوري.quot; ألا تعتبر، بطريقة ما، أن حكومات الأبارتايد مثلها مثل الحكومات الحالية؟
بطريقة ما، نعم. لأننا نصادف نفس العجرفة السلطوية ونفس الفساد. خلال كل تلك السنوات التي تواجد فيها زعماء المؤتمر الوطني الأفريقي في المنفى، التقيت بكثير منهم، وصار بعضهم من أعز أصدقائي. كنت أكن لهم إعجابا بالغا. كانوا يضمرون حبا عميقا للأرض الأفريقية. لم يكونوا إرهابيين كما يطلق عليهم في جنوب أفريقيا، وإنما، كانوا في نظري، أبطال كامي. مازلت أقدر بعضهم، لكن الآخرين، الذين أصبحوا الآن وزراء، قد خيبوا كثيرا آمالي. لقد استسلموا لإغراءات السلطة. ولكي يغتنوا تحولوا إلى زبانية الفساد واستغلال النفوذ. لم أستطع فهمهم. من هنا نتجت حدة موقفي تجاههم.

هل ندمت على أنك قد تجشمت المخاطر كثيرا ولم تتغير الظروف أكثر كثيرا مما كانت عليه؟
لا. ولو علمت بأن بلد جنوب أفريقيا، سوف يصير إلى ما هو عليه، لتصرفت بنفس الطريقة. ولتجشمت تلك المخاطر على كل حال. لأنني آمنت وشغفت بهذه القضية، ومازلت أؤمن بها حتى اليوم وبنفس الولع. مازلت أؤمن بضرورة النضال ضد الذين يمثلون امتدادا لما حاربته طيلة حياتي: استغلال النفوذ.

نأخذ على الأدب الأفريقي المعاصر أحيانا كونه جد منكفئ على أفريقيا، ولا ينفتح على العالم...
نعم، لكن الأمر باطل. أنا مقتنع أن المعرفة العميقة لركننا الصغير من الأرض يجعلنا مهيئين لمعرفة كل الأركان الأخرى. يجب أن ننطلق من ذاكرتنا، من جذورنا، كي نصل إلى العالمية.


كتبت في كتابك: quot;لقد علمني كالفينو، بأنه في نهاية المطاف، ما قيل لا يمكن أن يكون قد قيل إلا بفضل ما لا يقال أبداquot;.
كتبَ ذلك في روايته الطريفة حول قارئ الروايات. قلت بأنها طريفة لأنه يحكي فيها قصة ثم يتوقف. وما كتبه يثير عددا آخر من الإمكانيات، تمضي أبعد مما هو مطبوع على الصفحة، إلى أن تستمر في التوسع في ذهن القارئ. يتحرك شيء ما، ويتوقف الحكي، ولكن كما لو أن الحكاية تحيا من تلقاء نفسها داخل روح القارئ. عندما أكتب، أعرف دائما أنني لم أصل إلى حيث أرغب في الوصول إليه، حتى عندما أكون جد راض عن نفسي. لأنه، بالنسبة إلي، فالكتابة هي المضي دوما إلى البعيد. على الكتابة أن تكون نوعا من الانتهاك، بكل معاني الكلمة. يجب السعي إلى البحث عن ذلك الصمت المتواجد في الجهة الأخرى من الكلام. نكتب لأن هناك شيء ما لا تستطيع الكلمات قوله. وهنا ألتقي بكالفينو.

اعترفتَ، في معرض حديثك عن تجربتك المسرحية، بأن الإيجابي في المسرح هو كونه يخرجك من عزلة الروائي. هل تخنقك هذه العزلة؟
نعم، أنا جد واع بذلك، لكن، يلزم أن أبوح لك بأن هناك أيضا نوعا من الراحة داخل ذلك البرج العاجي. يذكرني ذلك بالطفل المنفرد الذي كنته. كنت سعيدا، لأنني أشعر بأنني في بيتي بين أحضان هذه الطبيعة، الأشجار، الأحجار والغبار. وفي نفس الوقت ينقصني شيء ما. بإمكاني أن أنشئ حكايات وأحكيها لها، لكنها لا تجيب. يوجد في قلب هذه التجربة نوع من الضيق الذي أبلوه عندما أكتب، لأن الكتابة لا يمكنها أن تجيبني. في حين أن الاشتغال على مسرحية لا يمكن أن نأتيه لوحدنا. نقوم به رفقة آخرين، وهذا الأمر يوفر بهجة بلا نظير. البهجة التي خبرتها طيلة سنوات الأبارتايد. كان من بين الفنانين، كتاب، رسامون، نحاتون_أناس يعملون في الغالب وحدهم_ وتولّد نوع من التضامن والأخوة بيننا جراء الظروف الاستعجالية ومن وضعية الخطر التي نعيش فيها. هذا الإحساس لن أستطيع نسيانه أبدا، وأتحسر عليه، بمعنى ما، خلال حياتي كلها.

تعطي أهمية كبرى لدور النساء في تكوينك. أفكر في إينغريد جونكر (كاتبة باللغة الأفريكانية (1933_1965) كانت معارضة للأبارتايد وعاشقة لبرانك) التي قلت عنها بأنها غيرت مجرى حياتك وكتابتك.
أظن أن هذا متأت بكامله من تلك العزلة التي خبرتُها على الدوام. الوسيلة الوحيدة التي تمكن من التخلص من قلق العزلة ذاك تكمن في الجنس. إذ الجنس تجربة مكثفة، فهو يوفر لنا خلال لحظات قصيرة فرح التعرف على أن الآخر موجود، وأنه قريب منا. وأن الآخر يغير حياتنا، وبالتالي كتابتنا.


هل تعتقد أن الكتابة بقدر ما تكون مصدر عزلة تكون أيضا وسيلة للتقرب من الآخرين؟
بدون أدنى شك، إنها حركة مزدوجة. فالكتابة تقربني من الآخر، وهي تجبرني على التسرب إلى أفكاره. ولا يبقى الآخر هو الآخر تماما، وفجأة، أعثر، عبره، على ما يتواجد في أعماقي.

توضح بأن quot;الكتاب غير مجبولين من الحكايات التي يحملون بين جوانحهم، ولكن من علاقتهم باللغةquot;، ومع ذلك فقد كتبت روايات في لغتين، الأفريكانية والإنجليزية.
نعم، ومازلت أكتب رواياتي في كلتا اللغتين. أعتقد أن كل واحدة منهما تفيد الأخرى، وأنهما يقتاتان من بعضهما. وفرت لي تجربة كتابة كل كتاب في لغتين ثراء هاما جعلني أتشبث بها.

تكتب نفس الروايات باللغتين، ولكن هل هي نفسها بالفعل؟
لا، هناك دائما اختلافات. ولكنها ليست في الغالب سوى تنويعات، طريقة مخالفة لقول شيء ما، ترتيب آخر للفقرات، استعمال تعابير أخرى في الحوارات. ولكن هناك أيضا في كل النصوص التي كتبتها اختلافات أخرى تتجاوز كثيرا هذا الشأن. أضع مثلا وقائع بكاملها في لغة وليس في أخرى.

هل يحصل ذلك بسبب استعداد كل لغة؟
ذلك ما أحسبه، ولكنه ليس مُتَيَقَّنًا منه. أكتفي، الآن، بهذا التعليل، ولا أرغب أن أمضي في البحث أبعد منه. قد لا أكون حصيفا. أدرك على أي حال أنني عندما أكتب بالأفريكانية وأعاود الكتابة بالإنجليزية، أكتشف بأن في النسخة الأفريكانية مقاطع لم أصغها كما ينبغي. علي أن أصحح إذن هفواتي. وعندما أصحح النسخة الأفريكانية أكتشف هنات في النسخة الإنجليزية. وبإمكاني أن أواصل هكذا إلى ما لانهاية. كل رواية تفرض نمط كتابتها الخاص. أحيانا أنتقل من لغة إلى أخرى، فصلا عن فصل، أحيانا أكتب المقاطع السردية في لغة والحوارات في أخرى. كما حدث لي أيضا أن كتبت رواية بأكملها بلغة قبل أن أترجمها إلى الأخرى.

تذكر روايات قد كتبتها وتبتهج لكونها لم تنشر قط لأنها لم تكن جيدة. هل هذا يعني أن الكاتب عاجز عن الحكم بنفسه على قيمة كتبه؟
نعم، مع الأسف. لقد لاحظت دائما ذلك. في الحقيقة يلزم quot;التطليقquot; أولا من عمله، إذا ما استعملت مرة أخرى مفردة كامي، كي نتبين الأمور، ونكون قادرين على الحكم على إبداعنا الشخصي.

تفسر أنه بعد الأبارتايد quot;على الاستراتيجيات الأدبية أن تتبدلquot;. هل تغيرت استراتيجيتك الأدبية الخاصة؟
أستطيع القول بنعم، وأريد أن أقول نعم. أما أن أوضح تجليات ذلك، يلزمني أن أنفرد ببعض كتبي مستكشفا إياها كي أثير تلك الاختلافات من مكامنها. لكن، هنا أيضا هل بوسعي أن أكون حصيفا؟ لا، لم أفكر في الواقع في ذلك بعد، ولكنني أود أن أعتقد بأَنْ نعم، تغيرت استراتيجيتي الأدبية.

خَبَرَ جون لوكاري بعد الحرب الباردة نوعا من الفراغ: لقد فقد موضوعه. هل وقع لك نفس الشيء بعد نهاية الأبارتايد؟
أظن أنه بالإمكان فعلا إجراء تقارب بين تجربتينا. بعد سقوط نظام الأبارتايد، كان لزاما علي، قبل أن أستأنف الكتابة، أن أفكر مليا كي أفهم بأنه ليس الأبارتايد في حد ذاته هو الذي يدفعني إلى الكتابة. لم يكن الأبارتايد أبدا بهذا المعنى موضوعا لكتابتي. كان الأبارتايد هاما، لأنه كان يجسد شيئا آخر، شيئا أكبر، وأزلي ألا وهو استغلال النفوذ. لقد تجلى في الأبارتايد بجنوب أفريقيا، لكنه يوجد في كل المجتمعات، أو على الأقل يوجد فيها إغراء النفوذ. وعندما استوعبت الأمر، كان من السهل علي أن أقرر بأنني أستطيع مواصلة الكتابة حول الأبارتايد أو...حول ما بعد الأبارتايد.

أجرى الحوار أليكسيس لييبير
عن (المجلة الأدبية)