تَحَطُّم...

أقعُ على الرصيف مثل وردةٍ ناشفة، فتكسرني عجلات السيارات. تذروني الرياح، أتحطمُ في قاع الحياة. يكابدني هذا الحزن الداكن، ويغير وجهةَ شراعي هذا الربان العنيد.
أصبحُ تاريخاً في التحطمِ، عملاقاً في التكسرِ، والانطواء. أسقطُ من علوِّ الفتحةِ إلى صفر السكون، وتنغلق الشفتان، وتنغلق العينانْ، كما في نهايةِ الكلمةْ أكون!

ليتني أموت

أمنية كلما حاولت إعادة صياغتها، تعود إلى ما كانت عليه. أمنية جديدة لعامٍ جديد. من الجيد أن تموت في عالم مأزوم، فموتكَ مباركٌ من المعرفة لأنه جاء في أمنيتكَ، وانخرطَ في دمكَ، قبل أن ينتزع روحكَ اللزجة!
أمنية سوف أجوب بها القبور، حاملاً شموعاً وهدايا. أمنية سوف أغنيها على الربابة، وأقرأها في الروايات، وأنشرها على الموج، وأرتلها في الصلوات، وأنحرها قرباناً للحياة!

قراءة في كتاب الألم

ينكمشُ صديقي حينما أشتمه، يتجعدُ وجهه المضيء. الآن أشتم نفسي ففيما تنكشُ صورتك في المرآة أيها الصديق الطيب، ولماذا تغادر السرير قلقاً، وتخربشُ على الجدران بأظافرك.
يقلقكَ القادمُ الجديد إلى البيت، يزعجكَ نحيب زوجتي في الليل، دموعها الساخنة، تضع صلواتكَ على المحك؟!
هل يفسدكَ حزنُ الآخرين، فيملأ صدرك بالديدان، وعينيكَ بالرمل، وسرتكَ بالحصى؟ سؤالٌ وقح يقتحمُ عالمك الكرتوني، يفضحكَ يا صديقي أمام الجدران وأثاث البيت، يفضحكَ أمام الموج، والقمر الذي يعرف طريقه في خطوط الألم على وجه حبيبتي كما لم يعرف ذلك في وجه امرأة من قبل.
تنعتني بالمزيف، والصفيق، المتقلب... الفاشل. كنتُ أضحك عليك، وأنت تتكلم كأنكَ تصوب الكلام إلى صدري، تشهره كمسدس كنتُ أضحك، حتى رأيتُ الرصاصة وسمعتها، وأغمضتُ عينيَّ في ظلمتها المقيتة!

شاعر مقيم في غزة