عبد الجبار العتابي من بغداد: اكدت الشاعرة العراقية نجاة عبدالله ان هناك شاعرت عراقيات يمتلكن التميز ولكن لظروف معينة لم تظهر قصائدهن، وربما ستظهر في اعوام مقبلة فتاة تلفت الانتباه الى شعرها، وقالت الشاعرة نجاة التي تعد من ابرز الشاعرات المعاصرات: ان التمرد الحالي الذي تقوم به الشاعرات هو تمرد سلبي، مشيرة الى ان اية مقارنة مع الشاعرة نازك الملائكة تمثل تعسفا بحق الملائكة، كما اشارت نجاة الى ان النقاد الحاليين منشغلون بقراءات اخرى من بينهما المجاملة، ويمكن الاشارة الى حوارنا كان لمناسبة الاحتفال بذكرى رحيل نازك الملائكة.


* هل يمكن ان تجدي لي داخل المشهد الشعري النسوي شاعرة بمستوى نازك الملائكة؟
- في العراق.. قراءة المشهد لاتبشر بوجود نازك ملائكة جديدة، او نازك ملائكة شبيهة، ولكن ربما ستظهر بعد عام او عامين او عشرات الاعوام فتاة ربما لم تقرأ في مهرجان ولم تنشر كما حدث مع الشاعرة الاميركية اميلي دكنسون التي ما ان توفيت حتى وجدوا جميع كتاباتها، انا اتوقع ان هناك فتاة مجهولة ستكون بمقام نازك الملائكة ولكنها لم تظهر على ساحة الشعر العراقي الان.

* هل يمكن لشاعرات الان ان يتمردن كما تمردت نازك الملائكة؟
- المتمردات كثيرات ولكن طريقة التمرد الان تختلف عن طريقة تمرد نازك الملائكة، الان هناك تمرد سلبي وليس ايجابيا في القصيدة كما نلاحظ على شاشة الانترنت، التمرد المضحك الذي تريد الشاعرة ان تبرز الى ساحة الشعر العربي والعراقي وتعتقد ان هذا هو التمرد الحقيقي.

* هل يعني ان العراق لم يقدر على انجاب شاعرة قرينة للملائكة؟
- ربما هناك شاعرة، هي تحمل افكار ورؤى لا تشجعها على الظهور في الساحة بحكم ما تسمع من لغط يدور حولها، ربما هي ربة بيت او ربما لديها عمل اخر وتعتقد ان التفرغ للشعر سوف يفقدها زمام امورها في العمل او البيت، لكنها تكتب في عزلة تامة وربما تفاجؤنا بعد اعوام، انا اتوقع هذا تماما.

* هل للبيئة تأثير في خلق شاعرة متمكنة؟
- بيئة نازك كانت محافظة على العكس من الان، نحن الان لدينا تحرر اكثر، لكن لقلة الشاعرات في زمن نازك الملائكة خدمها الحظ خاصة انها اسهمت في حركة التجديد، وهنا لو لم تظهر حركة التجديد هذه وكتبت ربما لم يكن احد يعترف بها كشاعرة، ولكن الان المسألة مختلفة، لدينا شعراء فطاحل ولدينا شاعرات مهمات ولكن لا يوجد تجديد في الامر او حداثة، نحن نعمل الان في خط الحداثة وفي خط التجريب، والجميع يعمل في خط واحد، ولا اعرف هل يصبح من الممكن التجديد في حركة الشعر الحديث، اي ان يبزغ شاعر او شاعرة، وكيف سيكون التجديد؟ نحن الان تجديد ونحن شعر حديث، ماذا سيكون التجديد؟ هل تكتب القصيدة بهيئة نقاط مثلا !!.

* كيف يمكن لشاعرة ان تلفت الانتباه اليها من خلال مجموعة او قصيدة؟
- المسألة تعتمد على النقاد وحسب رؤيتهم، نحن نقادنا، ما شاء الله، قسم منهم يحمل روح المجاملة وقسم يكتب لانه يريد ان يكتب وينشر في الصحف، الى حد الان من خلال خبرتي ومن خلال ما كتب عني الكثير.. لم اجد الناقد المنصف تماما، او الناقد الذي لايجامل او الناقد الذي لايكتب من اجل الكتابة، المسألة تحتاج الى ناقد مهم والى دارس وباحث.

* هل اسهمت ثورة الاتصالات في عدم ظهور امرأة شاعرة يشار اليها؟
- بالضبط، اتساع شبكة الانترنت والفضائيات اسهم في تشتت الشعر لان هناك اصبحت حالة ضياع، لا تستطيع ان تسيطر، ربما هناك شاعرة تنشر في واحد من المواقع التي لايعرفها احد ولا نفتحها نحن العراقيين والعرب، فتصبح في حكم المجهول.

* اين قامة الشاعرات المعاصرات من قامة نازك؟
- غير ممكن، هذا الكلام تعسفي بحق نازك الملائكة، لا يمكن ان ارى شاعرة عراقية توازي نازك الملائكة الان، لدينا حركات شعر جميلة ولدينا شاعرات جميلات ولكن لايمكن ان نقول بمرتبة نازك الملائكة.

* هل يمكن لهذا القول ان يقال عنه اننا وضعنا قدسية معينة بحيث لا نقارن اخرى بها؟
-ليست قدسية ولكن قلت لك نازك الملائكة خدمتها الظروف، حين تقرأ شعر نازك، وليست هذه اساءة بحقها، وتقرأ شعر اميلي دكنسون تجد ان شعر اميلي افضل بكثير من نازك الملائكة من ناحية اللغة الشعرية، نازك.. لغتها الشعرية بسيطة ولكن مثلما قلت لك ان الذي خدم نازك هو انها ساهمت في حركة تجديد الشعر العربي، يعني لو لم تدخل ضمن هذه الخانة لكانت ما زالت شاعرة بسيطة ولا تشعر لها بمكانة.

* لو طلبت منك ان تضعي نازك في خانة معينة اين تضعيها وامامك الجواهري والسياب والبياتي؟
- لالا.. من غير الممكن، فالجواهري لايمكن ان يقارن به شاعر اخر، فهو شاعر فطحل، والسياب ايضا شاعر مهم وجميل ولغته متفردة، ولكنك اجبرتني على ان اضع نازك الملائكة ضمن خانة شعراء الثلاثة، فأضعها في خانة عبد الوهاب البياتي.

* ماذا لديك؟
* اصدرت خمس مجاميع شعرية في القاهرة ومجموعة قصصية، اما اخر مجموعة فكانت (ذات وطن) وقبلها صدرت عن دار محروسة في القاهرة، ولديّ مجموعتان اعدت طباعتهما في القاهرة هما (قيامة استفهام) و (نعاس الليلك) ولديّ مجموعة صدرت عن دار الشؤون الثقافية (حيث عبث الطيف بالطين) ومجموعة قصصية بعنوان (اصابع جدي) والمجموعة الفائزة بجائزة برلين عام 2007 (مناجم الارق) وطبعت في مطابع دار الساقي في بيروت، كما لدي الان مجموعة جديدة اعدها للطبع خلال الاشهر المقبلة تحمل قصائد صوفية، خطها في الكتابة يختلف تماما عن المجاميع الخمس السابقة، اتجاه مختلف وتجربة حياتية مختلفة تماما.