ترجمة عن الكوردية: عبدالله طاهر البرزنجي

لصرخاتي أنا..
مرة أخرى أقبل الليل.
وأُشعل النار..
في خلية زنابيري.
لا الجدار يَتنفس،
و لا باب يَنطق.
لا شباك يَرمُقني،
ولا ناي يعزف.
لا شبح حبيبة يَزورني،
و لا أحَد يَأتي.
روحي العارية لا تستكين!
قل لي هل ثمة أحد..
في هذه الدنيا،
يعرف ما في هودجي..
من مقتنيات؟
حين تموت رغبة النوم لدي،
أريد أن أبدأ بتنعيم الماء.
من جهة أخرى..
يراودني هاجس نفخ الحجر.
حين أروم..
أن أذرو ضوء القمر،
فجأةً..تدركني
رغبة غسل الريح.
عندما أكون منهمكاً،
في ترقيع السماء،
ينفرط من يَديَّ..
حبل حصان البركان.
حين أكون منشغلاً..
بخياطة ملابس الاحلام.
خيوط لذة نصب الفخاخ،
لشعاع الغسق..
تلتف حول أصابعي.
مرات أحاول..
أن أطحن ال quot; رَشَبا quot;**
لكن رغبة غربلة..
صوت الشلال،
تجتاح رأسي و قلبـــي.
عندما يهاجمني ولع..
تصفية الضباب.
تباغتني هموم..
مبارزة القرقعة.
مرات كثيرة،
أعد نفسي لذبح الزوبعة.
ولكن قبضة وسوسة..
مهاجمة الفيضان،
تسد دربي.
حين أمارس..
تدبيب رأس البروق.
رغبة ودغدغة..
شحذ نصل الامواج يصارعني.
عندما أدبغ جلد النار..
يٌحَكٌ جميع أجزاء جسدي.
أشعر بلذة طيبة،
كلذة الاحتراق،
تغطي كياني.
حين أريد أن أذيب الزلازل،
أفاعي و حشرات..
بلد مدمر،
تهاجمني.
رباه.. أشجاني اللامتناهية
متى تنتهي؟
رباه.. لحالي أنا،
مرة أخرى أقبل الليل.
أغثني..
النار تهطل في بيتي.
رباه..أية شيء ينقذني؟
هل تهدأ و تستكين
روحي الهوجاء و الخرساء؟
بين الاوراق الناعمة للكتب،
أم في حضن دافئ لفتاة؟

ملاحظات:
* عنوان القصيدة، عنوان أغنية كردية مشهورة.
** quot; رَشَبا quot; : تعني حرفياً بالعربية ( الريح السوداء ) و هي رياح شديدة تشتهر بها مدينة السليمانية.


-طيب جبار : شاعر و مهندس كردي من كردستان العراق.
-عبدالله طاهر البرزنجي : شاعر و ناقد و قاص و مترجم من كردستان العراق، يكتب باللغتين الكردية و العربية.