عبّر سينمائيون عرب وخليجيون التقتهم quot;إيلافquot; عن طموحهم بأن تصل السينما الخليجية إلى المستوى المأمول منها في ظل وجود أرضية للانتاج السينمائي في دول المنطقة، ومن على quot;السجادة الحمراءquot; في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012 كانت هذه الآراء.


على هامش حفل إعلان جوائز مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012، التقت quot;إيلافquot; مجموعة من الممثلين والمخرجين العرب والخليجيين من بينهم فائزون في المهرجان.

فقالت رئيسة لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الممثلة التونسية هند صبري إن الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة السينمائي شهدت مشاركة العديد من الأفلام المميزة التي أنتجت بالشراكة بين دول عربية وأوروبية، وهذا أمر مشجع. كما نوّهت بأن قرارات اللجنة في اختيار الأفلام الفائزة اتخذت بالإجماع.

وأضافت هند صبري خلال لقاء صحافي على هامش أعمال المهرجان أن أهم معايير تقييمها للأفلام المشاركة هو إحساسها quot;لأني عصامية ولم أدرس سينما، فالإحساس هو ما يقودني إلى الاختيارات، وبالطبع هناك تجربة من تصوير الأفلام وقراءة السيناريوهات والتعرف إلى الأفلام والمشاهدة لتصل مع الوقت لخبرة العين للتفريق بين فيلم صادق وحقيقي وفيلم مزيفquot;.

واعتبرت هند أن مسابقة quot;صنع في قطرquot; إنجاز خصوصاً أنها ظهرت بعد أربع سنوات فقط من عمر المهرجانquot; مشيرة إلى وجود quot;فارق كبير بين مستوى الأفلام المشاركة، إذ أن ما ينقص صناع الأفلام القطريين الشباب هو الوعي السينمائي وتعوّد العين على لغة سينمائية غير مباشرة في التعامل، فهم لا تنقصهم النقود أبداً وإنما الخبرةquot;.

السعودية تشارك وتفوز

اعتبرت المخرجة السعودية عهد كامل أن مشاركتها في المهرجان تأتي من حبها للعمل السينمائي، quot;السينما هي التي اختارتني ولم أخترها أنا فقطquot;، مؤكدة أنه على الرغم من عدم وجود سينما في بلدها إلا أنها تشارك في المهرجانات وتكسب الجوائز عن أفلامها.

وحاز فيلمها الأول quot;القندرجيquot; الذي قام ببطولته الممثل عمرو واكد، على العديد من الجوائز الفنية في مهرجانات دولية أبرزها جائزة مهرجان بيروت الدولي للسينما، وجائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم العربي.

ولم يقتصر عمل عهد في السينما على تواجدها خلف الكاميرا فقط سبق لها أن قامت بتمثيل العديد من الأفلام، حيث تلقت جائزة البوابة الذهبية لأفضل ممثلة من مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي عن دورها الرئيسي في فيلم quot;رزانquot;. وكانت عهد قد شاركت كممثلة في فيلم المخرجة السعودية هيفاء منصور الأخير quot;وجدةquot; الذي عرض في مهرجان البندقية، ولعبت فيه دور المعلمة. كما شاركت عهد مؤخراً في لجنة التحكيم في مسابقة أفلام الإمارات، في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.

وعن فيلمها quot;حرمةquot; قالت عهد إنه قصة أريج الأرملة السعودية الحامل التي ستفعل كل ما بوسعها للحفاظ على جنينها وحمايته، في ظل الأطماع التي تواجهها بعد وفاة زوجها. ويروي الفيلم قصة جريئة حيث انتهاك الأعراف والقيم الاجتماعية ومحاولة تكوين صداقة بين الجنسين في ظل مجتمع يرفض هذا الأمر ويصر على التمييز بينهما.

أما فكرة الفيلم فتؤكد عهد أنها من قصص قريباتها ومعارفها غير القادرات على التمتع بالاستقلالية في مجتمعهن مهما علا شأنهن. الفيلم الذي عرض للمرة الاولىفي الدوحة، قامت ببطولته عهد أيضاً، التي تشرح لنا أن المقصود فيه quot;حرمة الحياة، من خلال ما تقوم به بطلة الفيلم أريج للحفاظ على جنينها، فهو يتناول المرأة وكذلك حرمة الحياةquot;.

وأشارت المخرجة السعودية إلى أنها لم تواجه مشكلات فعلية خلال تصوير الفيلم الذي تم في جدة بأكمله لافتة إلى أن quot;أبرز صعوبة واجهتها كانت تحدي الوقتquot;، لكنها حصلت على تصريح بالتصوير وهو ما لم تكن تتوقعه، وقد بنت علاقات طيبة مع أهل الحارة التي صور فيها الفيلم فكانوا مرحبين جدًا وأصبحوا جزءًا من الفيلم وفتحوا لها أبواب منازلهم للتصوير كما شاركوا في عدد من مشاهد الفيلم.

وتختم عهد كامل حديثها بأنها تتمنى quot;أن أرى أفلامي تعرض في الصالات السعوديةquot;، معتبرة أن وجود مخرجة مثل هيفاء المنصور quot;مهد لنا الطريق لصناعة السينماquot;.

المنصور: السينما السعودية متفوقة

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تحدثت لـquot;إيلافquot; عن المهرجان، فقالت رداً على سؤال عن مشاركتها في مهرجان الدوحة كعضو في لجنة تحكيم فئة quot;صنع في قطرquot; وعن توقعها أن تصبح لدى بلدها السعودية quot;صناعة سينما سعوديةquot;: quot;في الواقع لدينا صناعة كثيرة، ونحن لدينا أفلام صنعت في السعودية وهي كثيرة، وقناة روتانا عملت مهرجاناً للسينما السعودية. وصحيح أن السينما مهملة ولا تلقى الدعم الرسمي الكبير كما في الدوحة أو دبي أو أبوظبي، لكن السينما السعودية هي من أكثر السينمات تفوقاً، كما أن الأفلام السعودية أثبتت تواجدها، وأثبتت انتصارها للحياة والحب، فهناك أفلام سعودية شجية وجميلة، وقد يكون ذلك لأن الواقع السعودي واقع مركب وليس من السهل التعاطي معه، حيث تتواجد فيه تيارات سياسية متعددة، والشعب السعودي مرّ بحقبات تاريخية شكلت الكثير من تكوينهquot;. وتمنت المنصور أن تصل لمرحلة تعرض فيها الأفلام في السينما في المملكة.

أفضل فيلم وثائقي طويل

وقال المخرج اللبناني خليل جريج لـquot;إيلافquot; أنه يتمنى quot;الفوز بطبيعة الحال في المسابقةquot;، معتبراً أن quot;الاختيار الذي وضعه المهرجان جعل لكل الأفلام الحظ بالفوزquot;. هل هناك مستقبل للأفلام الوثائقية الطويلة؟ هنا ما يمكن عمله للتلفزيون، لكن ما يتم عمله للسينما، يأخذ وقتاً طويلاً وبحسب الاهتمام بهذا البحث.

ولفت إلى أن فيلمه مع جوانا حاجي توما quot;النادي اللبناني للصواريخquot;، تتطلّب منه سنوات طويلة من البحث والإعداد quot;بدأنا البحث منذ 12 سنة، لكن العمل الفعلي كان منذ 3 سنوات لننجز الفيلم بصورته لانهائيةquot;.

وتحدث جريج عن التمويل الذي حصل عليه الفيلم quot;بحثنا عن تمويل من شركات محلية للانتاج، فمن لبنان من شركة أبوط وجورج شقير وأشخاص مثل باسكال ومايكل زمار، ومؤسسة آفاق التي كانت أول من ساعدنا، وبعدها صندوق الدعم quot;سندquot; في مهرجان أبو ظبي ، وكذلك مهرجان الدوحة السينمائي، وتعاونا كذلك مع المركز الوطني للسينما في فرنسا، ودخلنا بانتاج مشترك، شركة quot;1001 للإنتاجquot;.

وأضاف quot;كما دخل الموزع وشارك في التمويل بعد أن علم أن الفيلم سيعرض في الصالات في فرنسا في فبراير وكذلك في بريطانيا، وفي أبريل بلبنانquot;. وأشار جريج إلى أنه باشر لإعداد quot;مشاريع جديدة تختلف عن فيلمه هذا، لكن ليس مثله،ففيلم quot;النادي اللبناني للصواريخquot; كان مشروعاً فنياً وليس فقط سينمائياً، ونأمل الدخول في السينما بفيلم روائيquot;.

أفضل إخراج لـquot;ظل راجلquot;

أما المخرجة المصرية الشابة حنان عبد الله التي فازت كأفضل مخرجة عن فيلمها quot;ظل راجلquot; فأشارت إلى أنها رافقت الحاجة وفاء التي شرحت لها التعبير الشعبي المعروف quot;ظل راجل ولا ظل حيطةquot; والتقاليد المصرية، أن الغاية من فيلمها كانت معرفة ردة فعل النساء حيال الحريات الجديدة السائدة في البلاد من دون أن يكون لديها أي نية لإلقاء اللوم على الرجال. وحاولت من خلال شخصيات الفيلم النسائية الأربع أن تعرض قصصاً كالزواج والطلاق والأسرة والعنف، مظهرة قوة المرأة في مقابل النظرة السائدة لها كعنصر ضعيف.

وقالت إن فيلمها quot;يقدم وجهات نظر مختلفة حول أربع سيدات ينتمين إلى خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة من المجتمع المصري. وبما أنهن كنّ جزءاً أساسياً من الثورة، فمن الضروري أن نروي قصة ثوراتهن الشخصية أيضاً ضمن الفيلمquot;.

حافظ علي: السينما القطرية في القريب

من جهته اعتبر المخرج القطري حافظ علي أن quot;المشاركة القطرية في المهرجان كانت جميلة، وأنا ذهلت بالمجموعة الكبيرة التي اختار منها المهرجان 19صنعت في قطر، وسعيد أن نحتفل بالفائزين اليوم، وهذه بادرة حصاد للمهرجان مما زرعه في فترة طويلة من إقامة ورش عمل ودورات متخصصة بالسينما، واليوم نحصد الثمار بأن نجد مخرجين مقيمين ومواطنين يشاركون في المهرجان بإبداعاتهم وأفلامهم ونتمنى لهم التوفيق، وفي المستقبل القريب سنرى أفلاماً أكثر وأفلاماً روائية أكثرquot;.

وحول السينما القطرية قال علي quot;بعض الأفلام المشاركة في فئة صنع في قطر في المهرجان أنجزت بأيدٍ قطرية. وفي القريب خلال السنوات القادمة سنشاهد أفلاماً روائية قطرية تستحق الإعجاب وتنال الجوائزquot;.
وحول وجود معاهد تدرس السينما في قطر لتأسيس جيل من السينمائيين قال quot;بدأت جامعة quot;نورث ويسترنquot; بتخريج أول دفعة من طلابها في الإعلام وكان جزء من دراستهم صناعة الأفلام، وقد شاركت مجموعة من الخريجين في المهرجان بأفلام ونالوا الإعجابquot;.

وختم بالقول quot;لدينا أمل برؤية سينما قطرية بأيادٍ قطرية. لأن كل الأرضية مؤهلة من مهرجان وجامعات وجمهور محب للسينما، فكل العناصر موجودة والآن دور مؤسسة الدوحة للأفلام بتكثيف الورش وتأمين الدعم المادي لإنجاح العديد من المشاريعquot;.

حاتم علي: الدراما الخليجية

المخرج السوري حاتم علي الذي كان ضيف شرف في مهرجان الدوحة السينمائي تحدث لـquot;إيلافquot; عن مهرجان الدوحة فقال quot;ميزة وقيمة أي مهرجان تأتي من قدرتهعلى استقطاب الأفلام الجيدة والجديدة في الوقت نفسه، وفي ظل وجود العديد من المهرجانات العربية، على الأقل في منطقة الخليج لدينا 3 مهرجانات في وقت واحد هي مهرجانات الدوحة وأبو ظبي ودبي، وبما أن صناعة السينما العربية بالأساس محدودة للغاية ولا أظن أنها تتجاوز10 أفلام جيدة في السنة الواحدة. لذا هذه المهرجانات في مأزق لاستقطاب هذه الأفلام الجيدة والجديدة، وتكتسب اهميتها من قدرتها على الاستقطابquot;.

واعتبر حاتم علي أن quot;مهرجان الدوحة تضمن أفلاماً عربية تعرض للمرة الاولىعدا عن الأفلام المعادة، وكانت نسبة الأعمال الجيدة كبيرة وهذه من ميزات المهرجانquot;، وأضاف quot;إلى جانب الأنشطة الموازية من ندوات، وقدرة المهرجان على تقديم خدمات لصناع الأفلام المحلية ودعم صناعة الأفلام من خلال المنح للمخرجين العرب وغير العرب والخليجيين، وهذا الدور قامت به مهرجانات الدوحة ودبي وأبوظبي تقوم به بطريقة تستدعي الغيرة أحياناًquot;.

وعن صناعة التلفزيون الخليجية، قال المخرج حاتم علي quot;لديها إمكانيات تقنية لا يستهان بها، لكن تنقصها زاوية النظر وتناول المواضيع، فهناك مشكلات في الكتابة وطريقة تناول مشكلات المجتمع المحلي وقدرة الكاتب على مناقشتها بطريقة جادة وحقيقية ودون افتعال، ومحاولة الخروج من تأثيرات الدرامات الموازية الموجودة في المنطقة والنظرة الميلودرامية للحياة سواء في أسلوب التمثيل والكتابة ومعالجة المشكلات المعاصرةquot;.

أما صناعة السينما الخليجية فرأى أنها تبشر بالخير مع وجود quot;مجموعة من المخرجين الخليجيين من الجيل الماضي مثل بسام الزوادي في البحرين وفي الإمارات نواف الجناحي ومجموعة من الشباب الذين حققوا في الفترة الأخيرة حضوراً متميزاً في هذا المهرجان، وهناك فيلم سعودي لمخرجة جديدة هي عهد كامل، إضافة إلى زميلتها السابقة هيفاء منصور، كلهم يساهمون بصناعة سينما خليجية حقيقيةquot;.